بيروت - داود رمال- منصور شعبان - أحمد عزالدين - خلدون قواص
لم تخلُ العملية الانتخابية في الدوائر اللبنانية من بروز إشكالات تابعها وزير العدل هنري الخوري، والمفاجأة التي لم تكن بالحسبان ما كشفته كريمة رئيس الجمهورية ميشال عون رئيسة «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة» كلودين عون روكز عن اسم المرشح الذي اقترعت له في البترون، في موقف لافت يؤكد أنها لم تنتخب لصالح صهرها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وكتبت عون على صفحتها على فيسبوك: «اقتراعي يجسد صوتي. صوت امرأة لبنانية عونية تؤمن بالقيم.
وأعطيت صوتي التفضيلي للدكتور وليد حرب، الذي يمثل بنظري بديلا جديدا مقترحا من التيار. د.حرب هو مرشح مستقل، طبيب أخصائي عيون، نجح في بناء مستشفى حكومي في تنورين».
وفي الحديث عن الإشكالات، فقد لفت الوزير إلى تلقيه من بلدات وقرى عدة شكاوى عن عدم وصول ملاحق للوائح الشطب إلى مراكز الاقتراع حتى تاريخه، وقد أجرى اتصالا بوزير الداخلية والبلديات بسام المولوي الذي وعده بمتابعة هذا الموضوع بالسرعة اللازمة.
وأعطى مولوي تعليماته إلى غرفة العمليات في وزارة الداخلية والبلديات لإبلاغ رؤساء الأقلام بضرورة منع دخول أي كان وراء العازل مع المقترع، والتقيد بالقانون والتعليمات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية.
وأهم الإشكالات الأمنية سجلت كان إعلان المكتب الإعلامي للنائب بيار بوعاصي، في بيان، بعد تداول وسائل الإعلام نبأ تعرضه لمحاولة دهس، أنه «أثناء اجتياز النائب بوعاصي ساحة ميدان حمانا سيرا على الأقدام، انطلقت سيارة مسرعة تحمل لوحة سورية باتجاهه، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من مرافقيه بجروح. وعندما تبين أن سائق السيارة من أبناء حمانا رفض النائب بوعاصي الادعاء الشخصي عليه».
وتعرض مرشح المعارضة المحامي واصف الحركة إلى الضرب من قبل حزبيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما تعرضت دورية للجيش في محافظة عكار لإطلاق نار، وأصدرت القيادة بيانا أفاد بأنه «بتاريخ 15/5/2022، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في منطقة ضهر نصار المواطن «ي.م» لإقدامه على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه المركز العسكري في المنطقة ما أدى إلى إصابة عسكريين، وقد رد عناصر المركز على مطلق النار بالمثل ما أدى إلى إصابته، وتم ضبط السلاح الحربي المستخدم مع ذخيرته.
سلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص».
هذا في حين أدى انقلاب ملالة تابعة للجيش بالقرب من مستشفى عبدالله الراسي الحكومي بحلبا إلى إصابة 5 عسكريين بجروح نقلوا على إثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة.
وفي دائرتي الجنوب الثانية والثالثة، تمت الانتخابات في مناطق الثنائي الشيعي بغياب مندوبي المعارضة، وحضر مندبو «أمل» وحزب الله حصرا.
إلى ذلك، أوعز حزب الله إلى عناصره بتخصيص جزء من أصوات أنصاره في قضاء مرجعيون بالدائرة الثالثة إلى النائب اسعد حردان خشية عدم حصوله على نسبة من الأصوات، لأن أصوات حزبه القومي تقترع ضده بسبب الانقسام الحزبي.
النائب أسامة سعد اتهم الثنائي الشيعي الذي وصفه بالثنائي الطائفي بالفتوى بإسقاطه، وتحدث عن رشاوى وخروقات.
تصريح النائب سعد جاء بعد إدلائه بصوته، وذلك يشكل مخالفة للصمت الانتخابي للمرشحين.
وتعرض المرشح الشيعي على لائحة القوات محمود عواد للضرب وتكسير سيارته في بلدته علمات في منطقة جبيل، إضافة لذلك حصل تكسير وتلف أوراق في قلم اقتراع في بعلبك.
في الموازاة، سجل إشكال بين جماهير قواتية وأخرى تابعة لحركة أمل وحزب الله أشعل الأجواء الانتخابية في زحلة ونتج عنه سقوط جرحى.
وأصدرت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات (لادي) تقريرا حول الانتخابات بعنوان «فوضى ومخالفات بالجملة ومراقبو الجمعية يتعرضون لمضايقات».
وأوردت «لادي» عبر حسابها على تويتر سلسلة أخطاء منها: عنصر أمني يتدخل في عملية الاقتراع في مزرعة سجد في الهرمل، طرد مندوبي إحدى اللوائح مندوبي أحد الأحزاب خارج مركز الاقتراع في الكنيسة في البقاع على إثر خلاف، سحب مراقبي «لادي» من الرمادية ومزرعة التوت بعد تعرضهم للتهديد من مندوبين تابعين لعناصر حزبية، وناشدت «لادي» وزارة الداخلية التدخل لتسهيل عمل المراقبين والمراقبات وضمان سلامتهم وسلامة الجميع، فوضى كبيرة في بعض أقلام الاقتراع في المتن وتسليم أوراق اقتراع من دون إزالة الرقم التسلسلي.
أما الإشكالات التي برزت فكانت انقطاع التيار الكهربائي في بعض مراكز الاقتراع في طرابلس، لاسيما في منطقة التل، وفي أحد مراكز النبطية بحث الناخبون عن الأقلام التي اقترعوا فيها على ضوء الهاتف، كما انقطع التيار الكهربائي في بعض مراكز اقتراع بعلبك.
وانتهى إشكال وقع صباحا في قلم اقتراع ليسه عبدالقادر، بيروت الثانية، بعد أن عالجه المعنيون.
وكان ان حصل تململ بعد وجود صناديق الاقتراع في الطابق الثالث والرابع فيما الطابقان الأول والثاني فارغان ومنع استعمال المصاعد وسط توافد كثيف وعدم إدخالهم على الوقت المحدد.
وشهدت أنفاق المطار من بيروت في اتجاه خلدة زحمة سير خانقة للسيارات والباصات التي اتجهت إلى بلداتها في جنوب لبنان، رافعة أعلاما ولافتات حزبية وأخرى تمثل التيارات ولوائح التغيير.
وتوقفت العملية الانتخابية في أحد أقلام اقتراع بلدة حراجل بعد وصول لوائح الاقتراع الخاصة بجبيل، بدل أن تكون تلك الخاصة بكسروان.
وكذلك توقفت عملية التصويت في مركز معهد بخعون الفني، حيث يقترع الناخبون الإناث في البلدة، بعد إشكالات عدة حصلت فيه. وقد تدخلت قوة من الجيش لضبط الوضع.
كما ان الجيش أوقف العملية الانتخابية في قلمين في البلدة، حيث سادت أجواء من البلبلة والفوضى، واتصل رئيس بلدية حراجل طوني زغيب بقائمقامية كسروان ووضعهم في الأجواء.
كذلك الأمر أن صناديق الاقتراع لم تفتح في قلم الغابات بقضاء جبيل، بسبب تأخر رئيس القلم عن الحضور، وحصل أيضا أن بعض الإشكالات اللوجستية والإدارية شهدها مركز الاقتراع في بلدة عنقون الزهراني، جنوب لبنان، غرفة رقم 3، لعدم وجود لوائح، وفي بلدة خرطوم سجل عدم وجود محاضر، في حين وجدت في كفربيت 24 لائحة فقط، وبقية اللوائح تابعة لصور.
وأفادت «لادي» عبر حسابها على «تويتر» عن وقف الانتخابات في قلم رقم 33 في الرام ـ بعلبك وتلف الأوراق من سجل 34 إلى 50 بسبب إشكال بين الناخبين.
بقاعا، تم طرد مندوبي لائحة «بناء الدولة» التي تضم النائب أنطوان حبشي والشيخ عباس الجوهري (المناهض لحزب الله) من بعض البلدات ومنها ريحا والكنيسة.
وروت سهيلة خضرا، مندوبة القوات اللبنانية، أن نساء ورجلا هجموا عليها، وتابعت «سبوا الصليب والعدرا والمسيح وحملوني وكبوني برا!»، ولفتت إلى أنها لجأت إلى الجيش اللبناني ليحميها، فرد عليها «فلي من هون ما فيني أعملك شي».
وسجل اعتداء شبان من حزب الله وحركة أمل على مندوبي ومناصري «القوات» الذين كانوا يتواجدون في خيمة انتخابية ببلدة كفرحونا في جزين، وعلى الأثر تدخل الجيش وأرسل تعزيزات للسيطرة على الإشكال فارضا عودة الأمور إلى طبيعتها.
ووجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نداء إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي جاء فيه «لقد تم طرد مندوبي لائحة «بناء الوطن» من قريتي نيحا والكنيسة في منطقة بعلبك ـ الهرمل، والمطلوب إعادة المندوبين إلى أقلام هاتين البلدتين فورا وتوقيف المسؤولين عن الاعتداء عليهم».
ومن البقاع حدث اشكال بين مناصري حزبين في بلدة كفرزبد، شرق زحلة، امام احد مراكز الاقتراع فضته قوة من الجيش. إلى ذلك، اشتكى بعض المواطنين في ساحل المتن من عدم انجاز الترتيبات الإدارية المطلوبة في ساحل المتن، حيث اختفت بعض الأسماء عن لوائح الشطب ووردت أسماء أخرى بشكل خاطئ، مما أدى إلى حرمان هؤلاء المواطنين من حقهم في الاقتراع.