انطلقت تصريحات صحفية منذ أيام عن قيام وزارة الصحة ببرنامج زيارات منزلية لكبار السن من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث تم شرح طريقة حجز المواعيد، وتزامن ذلك مع قرب احتفال منظمة الصحة العالمية بتسليم جائزة البحوث في مجالي رعاية كبار السن وتعزيز الصحة التي تحمل اسم أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ويقوم بتسليم الجائزة رئيس جمعية الصحة العالمية والمدير العام بالإضافة إلى وزير الصحة بالكويت في 22 مايو في جنيف، والفائز بهذه الجائزة هذا العام د. هنادي خميس الحمد من دولة قطر الشقيقة لإنجازاتها في مجال مبادرات الرعاية الصحية لكبار السن.
ومع قراءة ما صدر من تصريحات عن الزيارات المنزلية لكبار السن شعرت أن ما يجب التخطيط له وتنفيذه أكبر بكثير من مجرد زيارات منزلية إذ إن تقريرا هاما أصدرته وزارة الصحة منذ عام 2016 عن المؤشرات الصحية لكبار السن يجب أن يكون البداية المنطقية، فضلا عن إجراء المسح الصحي الوطني لكبار السن وهو مشروع لم ير النور حتى الآن لأسباب يصعب فهمها بالرغم من استعداد مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتقديم الدعم والرعاية.
وهناك سؤال مطروح وهو عن عدد الأطباء ومساعديهم المتخصصين في صحة كبار السن الذين سيتولون برنامج الزيارات وفقا للبروتوكولات والسياسات العلمية، وما هو عدد الممرضات والممرضين المتخصصين أيضا وما هو دور ومسؤوليات الإدارات الأخرى بوزارة الصحة إلى جانب إدارة الرعاية الصحية الأولية؟ إننا نحتاج إلى برنامج وطني شامل متعدد التخصصات لرعاية كبار السن وبما يستحقون من رعاية وعدم الاكتفاء بالزيارات المنزلية فقط، ولكن خبر زيارة كبار السن المنزلية أسعد الجميع ويجب القيام بمبادرة جديدة تتفق مع متطلبات الرعاية الصحية وفقا لمؤشرات صحة كبار السن والتي سيتم تحديدها بعد المسح الصحي الوطني الجديد إن تم تنفيذه.
إنني أدعو إلى الاستفادة من بحوث ومبادرات الفائزين بجائزة منظمة الصحة العالمية للبحوث في مجالي صحة كبار السن وتعزيز الصحة لنتمكن من إعداد برنامج متكامل ضمن استراتيجية وطنية تتوافق مع المستجدات العالمية وحقوق كبار السن في التمتع بالصحة وفقا للهدف الثالث من الأهداف العالمية السبعة عشر للتنمية المستدامة والتي كانت الكويت في مقدمة الدول التي صادقت عليها منذ قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في سبتمبر 2015. وأتمنى أن نرى ملامح واضحة لبرنامج الوفاء والعرفان والامتنان لكبار السن بما هو أكثر من الزيارات المنزلية وبما يحيط بها من زخم إعلامي قد يوحي بأن هناك شيئا جديدا بينما في الواقع غير ذلك.