أعلنت الحكومة الموازية في ليبيا برئاسة فتحي باشاغا التي تحظى بتأييد البرلمان وبدعم المشير خليفة حفتر مغادرتها العاصمة طرابلس امس، عقب اشتباكات مسلحة استمرت لساعات إثر محاولتها إزاحة حكومة عبدالحميد الدبيبة.
وأعلن باشاغا فجر امس دخوله برفقة أعضاء حكومته إلى طرابلس، لتشهد أجزاء من العاصمة اشتباكات مسلحة بين «القوة الثامنة» - وهي مجموعة مسلحة في طرابلس مؤيدة لباشاغا - وعدد من التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا والعاصمة، حيث مقر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة الرافض للتخلي عن السلطة.
وأوضحت الحكومة الموازية في بيان أن «رئيس الوزراء فتحي باشاغا وعدد من أعضاء حكومته، غادروا العاصمة عقب وصولهم، حرصا على سلامة وأمن المواطنين وحقنا للدماء».
واعتبرت الحكومة مغادرتها طرابلس «إيفاء بتعهداتها للشعب الليبي، بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفق القانون».
من جانبها، وصفت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، الأحداث، بأنها محاولة «تسلل مجموعة خارجة عن القانون إلى طرابلس».
وقالت الحكومة التي عينت بموجب اتفاق سياسي رعته الأمم المتحدة قبل أكثر من عام، إن «الأجهزة الأمنية تعاملت بكل مهنية وحزم مع هذا الاختراق الأمني، وتمكنت من وأد الفتنة والمحافظة على استقرار العاصمة».
وأكدت الحكومة «التزامها أمام الليبيين وإيصالهم لتحقيق الانتخابات، ومنع أي محاولات تسعى لها بعض الأطراف للتمديد لأنفسها وفرض نفسها بالقوة».
ورد فتحي باشاغا على حكومة الدبيبة التي وصف تصرفاتها بأنها «هستيرية».
وكتب باشاغا في تغريدات على تويتر أن «سلوكيات الحكومة المنتهية الولاية هستيرية، ومواجهتهم للسلام بالعنف والسلاح، دليل قاطع على أنها ساقطة وطنيا وأخلاقيا، وعدم امتلاكها لمصداقية لإجراء انتخابات نزيهة».
واندلعت مواجهات بين مجموعات مسلحة في طرابلس بعد وقت قصير من دخوله، وفق فرانس برس، ثم توقفت تماما بعد ساعات.
وعقب هذه الأحداث المتسارعة، نددت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز بالتصعيد في طرابلس، مطالبة بـ «الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات».
بدورها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها. وحثت السفارة الأميركية في بيان «جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف»، مطالبة «القادة السياسيين بالإدراك أن الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا». واعتبرت أن «السبيل الوحيد القابل للتطبيق للوصول إلى قيادة شرعية هو السماح لليبيين باختيار قادتهم عبر الانتخابات».
من جانبه، أعرب أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن «بالغ القلق» وناشد في بيان صحافي، جميع الأطراف «ضبط النفس وعدم تأجيج الصراع»، مطالبا بـ «تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات في أقرب فرصة ممكنة».