تختص الدولة ومؤسساتها الإعلامية والتربوية والأمنية بحماية القيم الأخلاقية، فكل واحدة من هذه المؤسسات لها دور تؤديه في حياة النشء لحمايتهم من السقوط في الوحل والرذيلة التي باتت تطرق أبواب وشوارع بلدنا متمثلة في بائعات الهوى في الشوارع والمجمعات وفي كل مكان والعياذ بالله حتى في بعض أندية التدليك حتى وسائل إعلامنا تنشر الإعلانات في الصحف عن الشقق الفندقية التي تؤجر بالساعات لراغبي المتعة دون رقيب ولا حسيب، معلوم أن الفسق يقود للضياع وما من قوم شاع بينهم الفسق والرذيلة إلا أرسل الله عليهم عقابه الشديد، فسلط عليهم من أعمالهم وخسف بهم الأرض، وواجبنا تجاه أبنائنا ان نفرض رقابة حازمة على بعض الشقق الفندقية التي تؤجر في اليوم والساعات، وان تكون هناك حملات واسعة على شوارعنا لتنظيفها من بائعات الهوى اللاتي لا تخطئهن العين.
أما نوادي البلياردو والمقاهي التي تعمل النساء بها في خدمة الرجال، فيجب منع النساء من العمل بها سداً للذرائع وإغلاقا لباب الشر القادم إلينا، فنحن مجتمع محافظ متدين ويدين أهله بالإسلام ولا مجال فيه للإثارة ومزالق الرذيلة، فهذه القضايا المهمة يحمل ملفها الكثير والكثير من المصائب التي ينبغي ألا نغفل عنها، ابتداء من التفسخ الأسري وانتهاء بالشقق التي تؤجر، فيجب تغليظ العقوبة على جريمة الزنا والمحرضين عليها، ويجب التضييق على كل ما من شأنه أن يسهل وقوع هذه الجريمة على أرض الكويت.
فقد وصل ببائعات الهوى أن يدخلن الكويت بكروت الزيارة لممارسة الرذيلة ثم الرحيل عنها، وقد جمعن ثروة بعد أن نشرن الأمراض وما أفلح قوم انتشرت الرذيلة والفساد بينهم.
نعم الكويت بلد يقصده مئات الجنسيات، ولكن ليس معنى هذا أن نسمح بهذه المصيبة التي تحل علينا وبيننا وتفسد أبناءنا وتفسد قيمنا وأخلاقنا، فلقد أصبح بعض شبابنا مقلدين، وللأسف لكل ما يرونه من موضات في الفضائيات والمجلات وأصبحت موضة الملابس الضيقة الخليعة التي تكشف الجسد وتكشف العورات ويكتوي به شبابنا المثقل بالهموم والصراع والبطالة وارتفاع تكاليف الزواج، فما أسهل الانزلاق في الرذيلة والحرام وما أسهل هذه المعصية لقلة تكاليفها، فما أن يركب الشباب سيارته ويطوف بها في شوارع المدينة أو المجمعات الكثيرة إلا ويحصل على ما يريده من المتسكعات في الشوارع والمجمعات ثم يذهب مع من وجدها في شقة يستأجرها لبضع ساعات.
هكذا أصبح حال بعض شبابنا اليوم ثم يتساءلون لماذا الشباب عازف عن الزواج؟! إننا جميعا مسؤولون أمام الله عن أبنائنا وتطهير مجتمعنا من الفسق والرذيلة التي شاعت ولا أحسب أحدا لا يراها ويشاهدها ويتمنى أن يقضي عليها، ولكن القضاء عليها واجبنا جميعا ابتداء من وزارة الداخلية وانتهاء بإمام المسجد، وعلى كل رب أسرة أن يعيد النظر في سلوكيات أبنائه وبناته وملابسهم وأذواقهم وتقليدهم للغرب تقليدا أعمى وأن يزرع الحياء في نفوسهم وان نحسن اختيار من يصادقون، فالحياء شعبة من شعب الإيمان، فصلاح المجتمع يبدأ من البيت، وللأسف بعض الأسر انشغلت بأمور جانبية وجمع المال وتركوا تربية الأبناء للخدم، فعودوا أيها الآباء وأيتها الأمهات إلى بيوتكم حتى نحمي أبناءنا ممن يتربص بهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
قال الشاعر:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعـه
فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.
[email protected]