[email protected]
الاستدامة بالانجليزية: Sustainability وهي مصطلح بيئي يصف الأنظمة الحيوية المتنوعة والمنتجة مع مرور الوقت.
تلقيت دعوة كريمة من الدكتورة الفاضلة تهاني العبيدلي الشمري، رئيسة الوكالة العربية للملكية الفكرية وأمين عام الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف ورابطة الاجتماعيين والجهات المنظمة والراعية للمؤتمر العلمي الخليجي الذي سينعقد في دولة الكويت يوم السبت المقبل الموافق 21 مايو 2022م في فندق ومركز مؤتمرات ميلينيوم في تمام الساعة 8.30 صباحا إلى 3.30 عصرا.
سيحضر المؤتمر ممثلو الاتحادات والمنظمات والوكالات والنقابات وجمعيات النفع العام وكل المهتمين بهذا الشأن.
قبل أن نطرح عصفنا الذهني على القارئ بخصوص هذا العنوان اللافت للنظر، فأسماعنا عبر وسائل الاتصال الإعلامي والاجتماعي باتت تسمع مسمى (التنمية المستدامة)!
فما «التنمية المستدامة»؟
كلنا نعرف أن (التنمية) هي التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة!
وهي أيضا التي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية إلى جانب الأبعاد الاقتصادية لحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية احتياجات الأفراد مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة!
والناظر الآن يجد العالم وشعوبه يواجه خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية، وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي!
لا شك أن هذا المؤتمر سيناقش كل مجالات التنمية المستدامة وأهدافها ودور تقنية المعلومات في تحقيق هذه التنمية المستدامة والمرجوة!
كما لا يمكن إغفال دور (الاتصالات) اليوم في ظل (الميديا) الذكية لتحقيق التنمية المستدامة!
والسؤال الذي يراودني ككاتب كويتي نقابي تربوي وإعلامي ما الفرق بين التنمية والتنمية المستدامة؟
الذي أعرفه ويعرفه الجميع أن الاستدامة هي كلمة (مستدامة)!
وهذا المفهوم أن الاستدامة تعني الاستمرار والدعم المستمر لعقد بعيد الأمد، وهذا يعني أن هناك فرقا بين مفهوم التنمية المستدامة والاستدامة، وهو تداخل وتشابه بين المفاهيم ذو تأثير أعمق في البيئة والثقافة والاقتصاد ومؤثر في تفعيل آلية التنمية، كما أن الاستدامة هي حالة معيشية تعتمد على الاستمرارية!
اليوم بفضل التواصل الاجتماعي والإعلام وجمعيات المجتمع المدني النشيطة في هذا المجال بدأت تتضح كلمة (الاستدامة) وهي اليوم كلمة شائعة وتستخدم من المثقفين ومن عامة الناس.
٭ ومضة:
أحسن المنظمون في إيجاد هذا المؤتمر لمناقشة تعزيز التنمية المستدامة في وطننا العربي من خليجه الى محيطه، كوننا في مركز دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نعم.. بكل صراحة نحن شعوب بحاجة الى نشر الوعي واتخاذ خطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر نقاء بشأن أمور كثيرة، وما أحوج الحكومات العربية والآسيوية والأفريقية الى تعزيز التنمية المستدامة، فبدائل الطاقة تتجدد في ظل تطورات تشمل كل مناحي الحياة.
هذا المؤتمر بداية طيبة لنشر توعية مجتمعية تنطلق من الكويت إلى كل دول العالم لاتخاذ التدابير اللازمة لزيادة استخدام الطاقة المتجددة.
لقد أعجبتني مشاريع الطاقة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لأنهما في سباق مع الزمن للاستفادة من الطاقة الشمسية ومشاريع التكنولوجيا التي تهدف الى تنمية الطاقة الحالية وإيجاد بدائل لمعالجة التغير المناخي، وتجاري التطور الحضاري الذي يسعى لتعزيز التنمية المستدامة واستخدام الطاقة النظيفة، ويكفيهم فخراً أن لديهم «مدناً» تشتغل بالطاقة الشمسية البديلة!
اليوم هناك مدن خليجية منها أبوظبي بدأت تجبر أصحاب المشاريع التنموية الجديدة على الخضوع لمعايير تصنيف (اللؤلؤ) لضمان تأسيس جميع المشاريع المستقبلية بطريقة مستدامة!
تعمل مصر بشكل جاد بمساعدة الأمم المتحدة على تخفيف مخاطر التغير المناخي على البيئة من خلال خفض نسبة تبديد الطاقة واستهلاكها باستعمال أنظمة موفِّرة للطاقة!
من أكثر الأمور التي تشغل بالي وأنا أجوب سواحلنا هذا الكم الهائل من أكياس البلاستيك الموجود على رمال السواحل أو في المياه، فهل لنا من قانون يحظر رمي هذه الأكياس، ولعل هذا دور إخواني أعضاء مجلس الأمة لأهمية هذا الموضوع التشريعي العاجل!
إجمالي الإحصاءات تقول: هناك أكثر من 178 مليون طفل منهم 6 ملايين طفل نازح نتيجة الحروب وهناك 60 مليون طفل بحلول نهاية عام 2022 بحاجة إلى رعاية سحب تقديرات «اليونيسيف»! وتبقى الحقيقة أن منطقتنا الشرق أوسطية هي الأعلى في معدلات البطالة على مستوى العالم.
٭ آخر الكلام:
ما أحوج بلداننا إلى خارطة طريق (أطلس) جديد يوعي (الشباب) وهم أكثرية المجتمعات بأهمية «التنمية المستدامة» خاصة في ظل النزاعات وازدياد الفقر وارتفاع البطالة وما خلفته جائحة كورونا من تراجع وتأخر خطط التعليم والتقدم، وما هو موجود فعليا من تدابير العودة الآمنة إلى المدارس التي تحتاج إلى مدارس!
ما لم يتحسن التعليم في الكويت والوطن العربي وبلدان الشرق الأوسط، فلا تنمية ولا تنمية مستدامة لأن تردي التعليم هو ضعف في المخرجات وتلبية سوق العمل.. وهذه حقيقة للأسف!
٭ زبدة الحچي:
كل المؤشرات في ضوء جائحة كورونا (كوفيد- 19) أعطتنا مؤشرا خطيرا جدا في التوقعات الديموغرافية، فالوافدون (مكتسحون) فعدد السكان كما هو متوقع ما بين عام 2030 و 2050 يقولون:
5.6 ملايين، وأنا أعتقد سيكون الرقم أكبر من هذا!
هناك مشكلة حقيقية في التوقعات من هذا العائد الديموغرافي!
هذا العدد المهول سيكون له تأثيره على خططنا في التنمية المستدامة!
وسيكون لهذا العدد السكاني غير المتوازن تأثيره على التعليم والصحة والمرور والتنمية.. والتنمية المستدامة ما لم نراجع حساباتنا أيها المختصون كل في مجاله!
أرى أن ندعم كل برامج اليونيسيف في الشرق الأوسط ونتابع التوصيات!
ما أحوج مجتمعاتنا العربية الشرق أوسطية إلى حملات التوعية لتغيير السلوك وكيف نرتقي بالخدمات والحصول عليها والتركيز على أهمية حملات التطعيم والحصول على المياه الصالحة وتعزيز النظافة الشخصية ودعم التعليم الرسمي الحكومي والخاص وتعزيز كل أنواع الشراكات، ولهذا قلت في مقدمة مقالي إن التنمية المستدامة.. مستباحة!
كل الشكر والتقدير لهذه الكوكبة العلمية الانكشارية التي حركت الماء الساكن في التنمية.. والتنمية المستدامة!
أتمنى من وزارة الإعلام تغطية هذا المؤتمر العلمي الحيوي لأهميته وكل القنوات الخاصة والميديا والتواصل الاجتماعي لتأثيره البالغ في قادمات الأيام وأن تكون توصياته مفعلة وواقعية وأن لا تضيع أدراج الرياح أو تكون رهينة خزائن الحفظ والإهمال!
وسأنقل لقرائي الكرام جوانب من هذا المؤتمر المبارك في مقال لاحق إن شاء الله.
في أمان الله..