يتوجه الناخبون بعد غد السبت لانتخاب أعضاء المجلس البلدي، ورغم أن للمجلس البلدي دوراً مهماً، إلا أن القليل من الناخبين يهتمون بالذهاب للتصويت لاختيار أعضائه من دائرتهم ويتجاهلون القيام بدورهم!
انتخابات المجلس البلدي لا تقل عن انتخابات مجلس الأمة، والمجلس البلدي بصلاحياته يصلح كثيرا من الأمور التي نتذمر منها يوميا.
للمجلس البلدي دور أساسي ومهم، وهو من الركائز التي تقوم عليها السياسة العامة للبلدية من وضع الخطط والدراسات والمشاريع ورسم السياسات التي تتعلق بمهام ونشاط البلدية العمراني والبيئي والصحي.
والملاحظ أن هناك إقبالا من فئة الشباب على الترشح لانتخابات البلدي مع تقديمهم برامج انتخابية وتشخيصهم لسلبيات كثيرة تعرقل الارتقاء بالعمل في البلدية، وأتمنى في حال وصلوا إلى مقاعد المجلس أن ينفذوا وعودهم.
اليوم من خلال جولات ميدانية نقوم بها في مختلف محافظات الكويت، نلاحظ الكثير من التقصير في الاهتمام بالعمران والمشاريع القديمة والجديدة، وافتقار تجميل المناطق والشوارع والميادين والحدائق والتشجير.
إضافة إلى ذلك، نلاحظ الانتشار اللافت للإعلانات التجارية في الشوارع والطرق وتكرارها في مسافات قصيرة جدا، وذلك معيب ويسبب تلوثا بصريا لمرتادي الطرق وأيضا خطر اصطدام المركبات بها أثناء الحوادث وتعرض حياتهم للخطر!
مناظر أخرى غاية في السوء مثل تراكم النفايات وتكدسها وانتشار المجاري والروائح الكريهة وما لذلك من تأثير مباشر على الصحة العامة.
نعاني أيضا من سكن العزاب في مناطق سكنية خاصة ونموذجية، واستغلال المنازل في المناطق السكنية لتخزين سلع خطرة أو تنفيذ أنشطة تجارية مخالفة.
كذلك توجد مناطق صناعية بالقرب من المناطق السكنية، وتحول الكثير من المنازل في المناطق السكنية إلى عمارات بنظام الإيجار شكل ضغطا كبيرا على الخدمات وإخلالا بالتركيبة السكانية والسعة السكنية في المناطق.
وهذا جزء بسيط من مشاكل وعقبات كثيرة والكثير من القضايا التي نشاهدها يوميا ويملك المجلس البلدي السلطة على إصلاحها وتفاديها.
في النهاية الانتخابات البلدية صورة جميلة للديموقراطية في الكويت ويتوقف نجاح التجربة على درجة الوعي المجتمعي لاختيار الكفاءات والمتخصصين لخوض غمار تجربة العمل البلدي الميداني.
وفي الختام تطبيق القانون بشدة وحزم لرد المتجاوزين والمخالفين يجعلهم عبرة لمن لا يعتبر ويحفظ هيبة دولة القانون والمؤسسات.
٭ بالمختصر: المجلس البلدي نقطة البداية لإصلاح العمران الحضاري والبيئي والصحي.