[email protected]
أكتب اليوم عن خيانة المجالس!
نعم.. هذه القضية الحساسة بدأت تكبر نتيجة (الجهل المتسيد) والذي صار يحكمنا، فكم من شخص وثقت به.. صوّرك وسجّل كلامك دون علمك!
هل استأذن وأخذ الموافقة؟!.. طبعا لا.
هل هو يعلم ان هذه خيانة للمجالس؟
لا تدري عن جهل أم قناعة وتعمد، لكن الأكيد هو يعلم علم اليقين ان هذا لا يجوز.
بعضهم يسطح هذا الموضوع لأنه يروجه.
كما ان هناك من يرسل لك رسالة صوتية او مكتوبة فيعيد إرسالها لبعض الأشخاص دون أخذ الإذن من صاحبها، وهو يعلم ان هذا لا يجوز، هناك من يكلمك عبر هاتفه ثم يفتح (مكبر الصوت) دون علمك وأنت رايح على النية ليسمع شخصا بجانبه رأيك في أمر ما فيه أسرار وخصوصيات وهو يعلم ان هذا لا يجوز.
عزيزي القارئ الكريم، إنني أدعوك ونفسي لحفظ أمانة المجالس، جعلنا الله جميعا من المحافظين عليها، ولهذا منذ هذه اللحظة أنت بُلغت بحرمة هذه الأفعال المقصودة او غير المقصودة احتراما للخصوصية وحرمة هذه المجالس ومخافة الله عز وجل، وانني أطرح هذه القضية لأنها «كرة ثلج» قادمة وستتحول كي تكون ظاهرة للأسف!
عندما نقول المجالس أسرار فهذه حقيقة، فبين الأصدقاء ومعارفهم (سوالف) وأسرار وحكايات، وإفشاء هذه الأسرار حرام لأنه يؤدي الى ضرر والضرر ممنوع شرعا، كما ان إفشاء سر أي إنسان يكون خيانة، لأن إفشاء السر غدر بالعهد وعدم وفاء بالوعد، والله سبحانه حرم الخيانة وحرم الغدر.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) الأنفال الآية 27.
٭ ومضة:
موظف الدولة أو أي موظف يعمل في المجال الحكومي أو الخاص أو لنفسه حرا، عليه ان يتقي الله ولا يفشي سرا من أسرار وظيفته أو عمله لأنه مؤتمن على هذا المكان وأسراره وخصوصيته.
ولهذا كثير من الموظفين نالوا الجزاء بعد التحقيق معهم في قول أو لفظ أو حتى كلمة!
٭ آخر الكلام:
ما أحوجنا في الكويت إلى الهدوء والسكينة وإبداء أي رأي بكل حرية والتعبير عن الذات دون تنمر! الموضوع برمته يحتاج منا إلى تفهم وشفافية واحترام رأي الآخر.
٭ زبدة الحچي:
اليوم هناك ذباب إلكتروني ينتظرك وبروباغندا إعلامية تستهدفك.. فاحذر!
يحولون تصريحك من قول بسيط الى «هالة إعلامية» وبالونات اختبار وصياح.
لو رد عليّ قارئ للزاوية «بالمشمش» علي أن أقبل برأيه ولا أعطي الموضوع أكبر من حجمه، هذا رأيه وهو حر في رأيه وإن توافرت شروط إدانته من سب وقذف فسيطبق عليه القانون لأننا في دولة قانون.
عزيزي القارئ الكريم في كل مكان: اِحترِمْ تُحترَم، والاحترام لا يكلف شيئا لكنه يعني الكثير.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصاد ألسنتهم..».
لنحذر جميعا خيانة الأمانات، ولنقضِ على ظاهرة خيانة المجالس والأمانات.
٭ مشاركة عزاء
انتقل الى رحمة الله الزميل الأستاذ شوكت الحكيم - أبو هادي - والذي عمل 28 عاما في الزميلة جريدة السياسة، أكثر من ربع قرن في بلاط السلطة الرابعة أفنى فيها زهرة شبابه، في خدمة الصحافة الكويتية والعربية، ونعزي العميد الأستاذ أحمد الجارالله ونائبه الأستاذ سليمان الجارالله، ونشارك أسرة الفقيد وذويه ومحبيه في الكويت ولبنان التعازي والمواساة، وأن يلهم عائلته والزملاء العاملين في جريدة السياسة وARAB TIMES الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».