أثبت سوق ألعاب الفيديو مرونته، حتى مع بدء العالم في إعادة الانفتاح مرة أخرى من جائحة كورونا، إذ لا تزال الإيرادات تنمو في عام 2022 ويقدر أن تصل إلى 203.1 مليارات دولار من خلال إنفاق المستهلكين، ما يمثل زيادة بنسبة 5.4% على أساس سنوي، كما يعد رقما قياسيا جديدا لسوق الألعاب.
ويأتي ذلك فيما يتوقع أن يرتفع عدد محبي الألعاب عالميا هذا العام، ليصل إلى 3.09 مليارات لاعب بحلول نهاية العام، وفقا لما ذكره موقع تحليل سوق الألعاب «newzoo»، واطلعت عليه «العربية.نت».
ويقدر حجم إيرادات سوق الألعاب 192.7 مليار دولار في عام 2021، بزيادة 7.6% على أساس سنوي، وفقا لبيانات أكثر من 140 شركة ألعاب مدرجة في البورصة.
وعادت الولايات المتحدة لصدارة سوق الألعاب من ناحية المستهلكين، بعد أن أنفق الأميركيون 50.5 مليار دولار على الألعاب خلال العام الماضي، لتتقدم على الصين التي أنفق مواطنوها 50.2 مليار دولار في عام 2022 على الألعاب.
ويأتي تفوق الولايات المتحدة على الصين العام الماضي، مدفوعا بحملات القمع التي شنتها الحكومة الصينية على الألعاب، مما حد من إصدارات الألعاب الجديدة وأوقات اللعب بين الشباب في البلاد. وبدأ السوق في إظهار تأثير هذه الضغوط التنظيمية.
ومع ذلك، تظل منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر منطقة من حيث الإيرادات بهامش هائل.
فيما كان مواطنو الشرق الأوسط الأقل إنفاقا عالميا على الألعاب، إذ بلغت حصتهم 4% فقط بقيمة 7.2 مليارات دولار، وفقا لتقديرات السوق للعام الجاري.
كما أظهر التحليل أن ألعاب الهاتف المحمول ستظل تحقق أرباحا أكثر من سوقي ألعاب الكمبيوتر الشخصي ووحدات التحكم مجتمعين في عام 2022، إذ ستتجاوز الإيرادات السنوية للألعاب على الهاتف المحمول 100 مليار دولار لأول مرة في عام 2022، حيث يتوقع أن تنمو بنسبة 5.1% على أساس سنوي لتصل إلى 103.5 مليارات دولار.
في حين أن الهاتف المحمول سيظل يظهر نموا، إلا أن ارتفاعه السنوي أقل بشكل ملحوظ من أرقام النمو في عامي 2020 و2021، حيث لا يمكن أن يحافظ 2022 على النمو المدفوع بالوباء في السنوات السابقة.
وهذا يعني أن الحصة السوقية للجوال ستنخفض نقطة مئوية واحدة هذا العام (من 52% في عام 2021 إلى 51%).
وتظل منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر منطقة للألعاب من حيث الإيرادات المطلقة (بهامش كبير)، لكن الصين واليابان وكوريا تظهر جميعها نموا منخفضا من رقم واحد سنويا.
فيما ستكون الأسواق الناشئة عبر أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا أكبر المساهمين في نمو الجوال في عام 2022، وذلك بفضل زيادة الوصول إلى الألعاب والأجهزة (الذكية)، والتحسينات على البنية التحتية والإنترنت المحمول، بالإضافة إلى المزيد من خيارات الدفع اللاتلامسية.
وسيستمر سوق الألعاب في النمو في السنوات التالية ليصل إلى 222.6 مليار دولار في عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب + 5.6% (خلال الفترة بين عامي 2020 و2024).
كما يبدو المستقبل مشرقا، عبر أسواق ألعاب الهاتف المحمول والكمبيوتر الشخصي ووحدات التحكم على حد سواء.