غيّب الموت الشيخ أحمد القطان، شيخنا الفاضل والكريم والحبيب الباقي بقلوب محبيه من الشباب الكويتي الذين كبروا على سماع محاضراته ووعظه. وبهذا المصاب الجلل أتقدم بأحر التعازي، سائلا المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته.
عرفت الشيخ أحمد القطان منذ ثمانينيات القرن، وكنت اذهب للاستماع إلى محاضراته وأحاديثه في عدة مساجد تنقل الراحل كداعية مسلم يدرس بعلمه الذي نقله لمحبيه من المؤمنين والصالحين من أبناء الكويت، ولم أبتعد عن متابعة أحوال شيخنا أحمد القطان ولم يتغير إعجابي بآرائه وأفكاره الوطنية والقومية العربية والإسلامية.
وعن مواقفه.. فمن ذلك لقبه اللصيق به «خطيب منبر الدفاع عن الأقصى» الذي يحمل في مضامينه وقفة المؤمن المدافع عن حقوق الأمة الإسلامية، وموقفه من الاحتلال الإسرائيلي لأرض المقدس التي ذكرها الله في القرآن الكريم، وكان صاحب عقيدة حقة صافية مدافعا عن المسلمين في كل مكان ومنها البوسنة والهرسك، وكذلك متعاطفا مع مجازر حماة السورية.
وإن كنت قد ذكرت لقبه اللصيق كمسلم وعربي، لا ننسى دوره إبان الغزو العراقي على الكويت عام 1990 ضد الغزو الغاشم، وكان حاملا الكويت في قلبه ومثاله عندما قال للشعب الجزائري خلال زيارة الوفد الشعبي الكويتي للجزائر في ديسمبر 1990 يومها تفاعل الجمهور مع كلمته «كما أن الجزائر في قلوبنا فليكن شعب الكويت في قلوبكم»، عرف محبا مدافعا عن وطنه، وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال لكن الله أنجاه منها بترتيبه وحفظه.
ترك الراحل أحمد القطان مؤلفات إسلامية واعظة تعتبر من السلاسل الدينية التثقيفية للشباب المسلم، عالج رحمه الله فيها قضايا مجتمعية وأخلاقية محتواها النصائح والدليل الى الطريق القويم، ضمنها علاقة الفرد مع الله سبحانه وتعالى، لقد رحل عنا الشيخ أحمد القطان بعد أن وافته المنية يوم الاثنين 23 من مايو 2022، تاركا أثرا وذكرى في نفوس من عاشوا حوله وسمعوا حديثه وأخذوا بوعظه الديني والأخلاقي، وأنا واحد منهم.
رحم الله شيخي أحمد القطان أبرز الدعاة في الكويت والخليج والعالم الإسلامي.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]