شهدت منابر مساجد الكويت العديد من الخطباء والمشايخ، ولكن بلا شك أن أبرزهم وأشهرهم هو المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد القطان «بوعبدالله»، حيث لا يمكن أن تنسى وقفاتهم الصادقة والصارمة على المنابر.
كانت له صولات وجولات في ميدان الدعوة، ساهم في استقامة وإصلاح الكثيرين من خلال نصائحه الدعوية عبر الإصدارات المكتوبة والصوتية وغيرها من الوسائل.
وعند الجلوس معه تشعر بأن الوقت توقف فلا تشعر بمضي الدقائق والساعات، فكان طيب المعشر والمقام والمقال، ممن لا تمل صحبته وحديثه.
اسألوا أهل الصمود في الكويت أثناء الغزو العراقي عن خطبه التي كانت تسهم في تثبيت النفوس والصبر والصمود.
واذكروا له ذهابه إلى العديد من الدول في تلك الفترة لإيصال معاناة وقضية الكويت في العالم الإسلامي بذلك الزمن العصيب.
رحل عنا خطيب الصحوة المباركة، والصوت العالي في المحافظة على الحق والفضيلة في مواجهة التغريب والانفلات والانحلال الأخلاقي.
ورحل عنا الرجل الشجاع المقدام الذي لم يكن يخشى في الله لومة لائم، ودافع عن الدين وأهله، في وقت نرى القابض على دينه كالقابض على الجمر.
رحل عنا فارس منبر الدفاع عن المسجد الأقصى الذي ساهم في إعادة إحياء القضية من زاوية شرعية وإسلامية وكشف مخططات الصهاينة واتباعهم.
رحل عنا الغيور على العقيدة الذي لم يقبل بأن ينتقص من الفكر والدين، والذي سخّر حياته في الدعوة الإسلامية الوسطية بلا تعصب وغلو.
رحل عنا الداعية الرباني تاركا ميراثا عامرا وزاخرا بكل ما هو مفيد ومصلح للمجتمع والأمة التي كانت همه وما يهمه.
فقدنا الكثير برحيلك يا أبا عبدالله.. أسأل الله الرحمة والمغفرة لفضيلة الشيخ أحمد القطان، وأن يسكنه فسيح جنانه ويحسن نزله ويكرمه ويرفع منزلته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، وخالص العزاء لأهل الكويت والأمة الإسلامية.
[email protected]