القاهرة - هناء السيد
أكد أعضاء البرلمان العربي أعضاء مجلس الأمة على ضرورة تهيئة بيئة تشريعية من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية في كافة المجالات، بهدف تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية. وأشادوا في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» على هامش مشاركتهم بأعمال المنتدى العربي للتكامل الاقتصادي بدور البرلمان العربي واهتمامه بالقضايا العربية التي من شأنها أن تخدم المواطن العربي، لافتين في الوقت نفسه إلى عقد البرلمان العربي مؤتمر وثيقة التعليم بمملكة البحرين لمناقشة قضايا التعليم والبحث العلمي بالوطن العربي.
وفي البداية، أكد النائب د.عبدالله الطريجي على ضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية في كل المجالات وخاصة التجارة البينية والاستثمار، لافتا إلى أن هذا يساعد في تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية. ودعا الطريجي إلى ضرورة توحيد الجهود لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية. وقال الطريجي إن الفعالية تتزامن مع التداعيات التي خلفتها جائحة (كورونا) والحرب الروسية الأوكرانية والتي كان لها تبعات على الأمن الغذائي واقتصادات بعض الدول العربية.
وأشار إلى أهمية أن تكون الدول العربية «يدا واحدة» لمواجهة هذه التبعات وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين الدول العربية في شتى المجالات وخاصة موضوعات الجمارك وتوحيد التعريفة الجمركية بين الدول العربية.
وأكد أهمية المشاركة في هذا المنتدى والاستماع إلى ما يطرحه المختصون حول أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي العربي.
ومن جانبه، ثمن النائب د.ناصر الدوسري عضو اللجنة الشبابية بالبرلمان العربي أهمية انطلاق المنتدى مما يخلق مناخا من التواصل الدائم الذي من شأنه الوصول لصيغ مشتركة تدفع للتطوير الدائم للعلاقات المشتركة بين الدول العربية على كل الأصعدة وبالأخص العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لخلق سوق عربي مشترك، يمثل تكتلا عربيا لمواجهة التغييرات والتحديات الاقتصادية.
وأشاد الدوسري بدور البرلمان العربي واهتمامه بالقضايا العربية التي من شأنها خدمة المواطن العربي، مشيرا إلى عقد البرلمان العربي مؤتمر وثيقة التعليم بمملكة البحرين لمناقشة قضايا التعليم والبحث العلمي بالوطن العربي.
من جهته، أكد النائب خالد العتيبي أهمية السعي لتهيئة بيئة تشريعية مرنة ومناسبة لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي المأمول.
وأوضح أن عقد مثل هذه المنتديات يساهم بشكل أسرع في بناء تكامل اقتصادي عربي يشارك فيه الجميع، لافتا إلى أن «وجود تكتلات إقليمية وجغرافية معاصرة هو الحل والسبيل لمواجهة المؤسسات الاقتصادية العملاقة التي تهدد الدول النامية». واكد العتيبي أهمية إبراز جهود القطاع الخاص العربي في زيادة التجارة العربية البينية وإقامة الاتحاد الجمركي العربي تمهيدا للوصول إلى التكامل الاقتصادي العربي المنشود.
ومن جانبه، أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية د.ناصر القحطاني، على حاجة الدول العربية المصيرية للتوجه الحازم لإقامة تكتل اقتصادي عربي حقيقي جادة وفعال، لضمان مستقبل آمن وزاهر لشعوبها، في ظل الارتباك الحالي في التجارة الدولية جراء أزمة سلال التوريد والمشكلات الاقتصادية والسياسية الأخرى.
وقال القحطاني إن أهمية هذا المنتدى تنبثق من الحاجة لوضع آليات رصينة من العمل العربي المشترك، والتعاون في المجال الاقتصادي العربي خاصة في التجارة البينية، مع الأخذ في الاعتبار على الحاجة البالغة لإقامة التكتلات الاقتصادية الإقليمية للتعامل مع الكيانات العملاقة والمؤسسات الدولية واقتصادات الدول الكبرى، دون أن تؤدي هذه التكتلات إلى التأثير على سياسات الدول وحريات وفرص نمو اقتصاداتها.
وأضاف ان الارتباك الحالي في التجارة الدولية جراء أزمة سلال التوريد والمشكلات الاقتصادية يؤكد أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي العربي، وخاصة التجارة البينية.
ودعا إلى وضع التشريعات اللازمة لتجسير الفجوات الاقتصادية بين الدول العربية وتحقيق التكامل والتعاون الاقتصادي، مشيرا إلى أن هذا المنتدى الذي ينظم بالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية والبرلمان العربي، يأتي عقده سعيا لبناء مقدمات تؤسس لآليات فعالة لتحقيق تكامل اقتصادي عربي مستقر.
وأكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، على ضرورة أهمية تعزيز التعاون العربي في المجال الاقتصادي وحشد كافة الجهود من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي المنشود في ظل ما يواجهه العالم من أوضاعا اقتصادية استثنائية صعبة تدق ناقوس الخطر، محذرا بأن هذه الظروف لن يكون أحد بعيدا أو بمنأى عنها، ولن تتمكن دولنا العربية من مواجهتها إلا من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي العربي باعتباره من أهم القضايا الملحة في وقتنا الحاضر وأيضا في ظل عصر يقوم على التكتلات الاقتصادية الإقليمية التي تسعى إلى تأمين ظروف معيشية أفضل لشعوبها. ولفت العسومي إلى التداعيات السلبية التي شهدها الاقتصاد العالمي بمختلف قطاعاته، للأزمات التي ظهرت مؤخرا بسبب جائحة كورونا، ثم التطورات السياسية والأمنية الدولية، وخاصة تلك المرتبطة بالأزمة الروسية - الأوكرانية، والتي فاقمت من وتيرة هذه التحديات ووضعت العالم بأسره أمام أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تعاني منها شعوب العالم كافة وبخاصة الشعب العربي، مؤكدا أن حلم إقامة السوق العربية المشتركة ومنافسة باقي التكتلات الاقتصادية، لم يتحقق إلا من خلال الشراكة الاقتصادية القوية وقدرتها على التصدي لأية أزمات اقتصادية.