نعم الموت حق «كل نفس ذائقة الموت» نعم نحن راضون بقضاء الله ولا نملك إلا الامتثال بأمره والرضا بقضائه بعد رحلة دعوية زاخرة بكم هائل بالعطاء، انتقل الداعية المرحوم بإذن الله أحمد القطان عن عمر يناهز 76 عاما بعدما سطر بأحرف مضيئة بالأنوار عمله في العمل الدعوي ولد الشيخ القطان سنة 1946 والمعروف عنه أنه الخطيب الذي يدافع عن المسجد الأقصى وتخرج الشيخ القطان في معهد المعلمين عام 1969 وبدأ عمله الدعوي مبكرا حتى نال شهرة كبيرة داخل الكويت وخارجها وكانت له أشرطة كاست لجميع خطبه.
ومن مميزات الشيخ القطان - رحمه الله - القدرة الفائقة على الخطابة وله صوت جميل وأسلوبه الرائع واطلاعه الثقافي على جميع التيارات الفكرية وإجادته للغة العربية، وكانت حياته كلها مدافعة عن فلسطين والمسجد الأقصى، وقد تكلم كثيرا في خطاباته عن الحرب التي حدثت ودارت في البوسنة والهرسك، وكذلك خطبه خلال الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الكويت وكانت في خطبته بالجزائر المشهود لها التي حضرها عشرات الآلاف وتفاعل معها الكثير، ولديه موهبة الشعر والكتابة الأدبية ويشد انتباه الحاضرين له بالاستشهاد بالشعر.
وكان محاضرا وخطيبا في مسجد العليان والمزيني ومسجد الكليب ثم مسجد ضاحية جابر العلي ثم مسجد جابر العلي في منطقة جنوب السرة، وقدم دروسا كثيرة في إذاعة القرآن الكريم مثل برنامج مسيرة الخير وسلسلة ذي النورين وسلسلة الفاروق بعد الصديق، وفي فترة الغزو شرح القضية الكويتية بين بريطانيا وأميركا حتى بعد تحرير الكويت بفضل الله وكان يدعم الطلبة المغتربين كمستشار لهم، وكان يشرف على إقامة المشاريع التنموية كدور الأيتام والمدارس ومن إصداراته للعبرة والتاريخ وله مقالات دينية وسياسية واجتماعية.
قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). اللهم اغفر للشيخ أحمد القطان واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأدخله الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. اللهم آمين.
قال الشاعر:
وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
[email protected]