«لكل فعل رد فعل»، هذه المقولة تعني التفاعل مع المواقف والكلمات والأفعال، حين تقال تلك الكلمات وحين تفعل تلك الأفعال تقابلها ردة الفعل.
هذا تصرف طبيعي، فلابد من ردود الأفعال، لكنها تختلف وتتباين من شخص إلى آخر، وهذا التباين أمر طبيعي أيضا، لذلك تحدث الكثير من الكتاب عن أثر الكلمات على هم من حولنا، وتحدثوا عن أهمية أخذ الحيطة والحذر قبل التلفظ أو القيام بأي تصرف دون دراسة لعواقبه.
ولطالما بينوا الأثر الشديد من ذلك، خصوصا حين نتحدث مع الغرباء. فهم يجهلون شخصيتك ويجهلون بيئتك وخلفيتك العلمية والثقافية والدينية وغيرها من الأمور التي صبت في قالب شخصك لتشكلك أنت في صورتك النهائية، لكن المقربين لا يحتاجون إلى كل ذلك لأن شخصياتنا مكشوفه لديهم، مما يعطينا الحرية في التصرف بأريحية أكثر، فهم من نشأ معنا، وتربينا على أيديهم تارة، وعلى أيادينا تارة أخرى.
هذا ما كنت أظنه أنا، لأن ظني هذا في غير موقعه، «ظن من فئة الإثم»، وهذا أيضا من الطبيعي أن تصيب الظنون وتخطئ. فسرت أفعالي وكلماتي وتفاعلت أفعالي معهم بطريقة أشعرتني بالألم والغرابة، لم يتركوا شيئا للغريب البعيد، وما وصلت له كنتيجة أن التفاعل يعتمد على ما في دماغه هو وعقله، فإن صلح صلح فعله وتفاعله وإن فسد فلا حول ولا قوة إلا بالله، سيفسر وينسف ويدمر كل شيء، سيحول كل جميل إلى قبيح، وكل صافي ونقي إلى دنس. لأن التفاعل يحدث في الداخل في العمق فقط.