مع الأيام الأخيرة من شهر مايو وبداية شهر يونيو، هناك ذكريات صعبة وتداعياتها مرة، فقد كانت تلك الأيام من عام 1967 أيام التأهب والحشد لحرب خاضها العرب ضد إسرائيل ولم تحقق أي هدف سوى احتلال إسرائيل للضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والجولان وسيناء بأكملها وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي- الإسرائيلي وبعدها بدأت الغطرسة الإسرائيلية حتى عام 1973. وكان الوطن العربي بكل دوله ومجتمعاته كريما مع الجيوش المحاربة وكتبت بطولات لا يستطيع القلم التعبير عنها، ومهما كانت قسوة تلك الأيام وتداعيات الحرب فإن من يقرأ عنها يدرك أن هناك صفحات لم يكتب لها حتى الآن أن ترى النور بالرغم من مرور 55 عاما عليها.
وقد نكتشف أنه لم تكتب الكثير من صفحات التاريخ بعد وأن من عاش أجواء الحروب وتداعياتها يصبح أكثر الداعين إلى السلام لأن الحروب لا تحل أي مشكلة بل تزيد من تعقيداتها وآثارها سواء على الدول أو المجتمعات أو حتى على مستوى الأفراد، وأن طبول الحرب التي تدق الآن وبعنف في مناطق كثيرة من العالم سواء في أوكرانيا أو اليمن أو بالقرب من تايوان قد تجد ترحيبا من أصحاب مصالح الحروب والصراعات.
ولكن من يسعون إلى الحياة والتنمية والرخاء لن يسعدهم سقوط القتلى أو الجرحى أمامهم لأن مبررات الحروب قد تكون أقل من إقناع أي طفل، ولكن ما دامت الطبول تدق فهناك من يرقصون مع الشياطين ويهللون بأنهار الدم بالرغم من توقيعهم باحترام الحياة والكف عن الصراعات التي أصبحوا يتغنون بها أو لاستمرارها وما يفوح منها من روائح كريهة تزكم الأنف وتفضح مواقفهم حيال عالم تسيطر عليه النزعات الشيطانية. وها نحن نرى المسجد الأقصى الذي ضاع منذ 55 عاما ولم يبق لنا إلا البكاء عليه علما أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض وقبلة المسلمين الأولى والصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وكذلك الأقصى هو أحد المساجد التي لا يدخلها المسيح الدجال، حيث يمكث في الأرض ويبلغ سلطانه كل منهل إلا أربعة مساجد هي الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور وتحرسها الملائكة من عدوانه.
أتمنى أن تتوحد الأمة العربية وكما كنا نردد في المدارس أن تحيا الأمة العربية لتعود القدس والمسجد الأقصى لها وتكتب لنا الصلاة فيه بإذن الله.