أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة لا تنتظر «إذنا» من الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية جديدة في سورية كان أعلن عنها الأسبوع الماضي لدفع قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي تعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني، بعيدا عن الحدود التركية جنوبا.
وقال أردوغان في تصريح للصحافيين خلال عودته من زيارة إلى أذربيجان «لا يمكن محاربة الإرهاب عبر أخذ إذن من أحد»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
وردا على سؤال حول تحذير أميركي من مغبة شن حملة عسكرية جديدة في سورية قال الرئيس التركي: «إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل؟ سنتدبر أمرنا»، وفق الوكالة.
وكانت الولايات المتحدة أعربت على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عن «قلق بالغ» إزاء إعلان أردوغان أن بلاده ستشن قريبا عملية عسكرية جديدة في شمال سورية لإنشاء «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومترا على طول حدودها مع جارتها الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «ندين أي تصعيد، ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة».
وكرر أردوغان عزم بلاده استكمال «الحزام الأمني» الذي تعمل على إقامته على طول حدودها مع سورية في أسرع وقت ممكن.
جاء ذلك في كلمة عبر اتصال هاتفي وجهها إلى فعالية أقيمت بمناسبة مرور ألف يوم على اعتصام الأمهات والأسر ضد الإرهاب في ولاية «دياربكر» جنوب شرق، بحسب وكالة «الأناضول».
وتواصل مجموعة من الأمهات اعتصامها أمام مقر «حزب الشعوب الديموقراطي» في «دياربكر» متهمة إياه بمساعدة تنظيم حزب العمال «بي كا كا» في تجنيد أطفالهن.
وأضاف: «بمشيئة الله سنستكمل الحزام الأمني البالغ عمقه 30 كيلومترا والذي نعمل على إقامته خطوة بخطوة على طول حدودنا مع سورية، في أسرع وقت ممكن».
ولفت أردوغان إلى أن تركيا ستكون عبر هذه الطريقة قد قضت تماما على الآلية التي تخدع أبناءها وتغرر بهم وتقودهم إلى الجبال (للقتال في صوف بي كي كي).
ومنذ العام 2016 شنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سورية لإبعاد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على «قسد» المدعومة من واشنطن.
وشنت تركيا عمليتها العسكرية الأخيرة في سورية في أكتوبر 2019 عندما أعلن الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب أن قوات بلاده أنجزت مهمتها في سورية وستنسحب من هذا البلد.
وردا على سؤال حول انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهو ما تعارضه تركيا، اعتبر الرئيس التركي أن المحادثات التي أجريت في أنقرة بين الوفود السويدية والفنلندية والتركية لم تكن «على قدر التوقعات» التركية.
وجدد أردوغان اتهام البلدين بـ «دعم الإرهاب»، معتبرا أن السويد ليست «صادقة». وتتهم تركيا البلدين وخصوصا السويد التي تستقبل جالية كبيرة من الأتراك المقيمين في المنفى بإيواء عناصر من «حزب العمال الكردستاني» وكذلك بإيواء البلدين مناصرين للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في يوليو 2016.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أكد أن إيران تعارض أي نوع من الإجراءات العسكرية واستخدام القوة في أراضي الدول الأخرى بهدف فض النزاعات، لأنه يشكل انتهاكا لوحدة الأراضي والسيادة الوطنية لتلك الدول وسيؤدي إلى مزيد من التعقيد والتصعيد.
جاء ذلك في تصريح أدلى به زادة، ردا على سؤال حول الهجوم العسكري المحتمل داخل الحدود العراقية والسورية، حسبما أفادت وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية، علما أن أنقرة وطهران تشكلان الى جانب موسكو عرابي اجتماعات ما تسمى بـ «مباحثات أستانا» حول الأزمة السورية.