محمود عيسى
استعرضت مجلة ميد الصعوبات التي تعانيها شركات المقاولات العاملة في الكويت، لاسيما في قطاع النفط والغاز من أجل الحصول على الصفائح المعدنية والمواد الخام التي تصنع منها الأنابيب نتيجة تفاقم المشاكل المتعلقة باستيراد المواد من أوكرانيا وروسيا والصين.
وطبقاً لما نقلته المجلة عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة في الصناعة، أوضحت أن شركات المقاولات في البلاد بدأت نتيجة للوضع الراهن تسعى جاهدة للعثور على خيارات لشراء هذه المواد من الهند.
ولفتت إلى أن ما صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن في 23 مايو من أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إذا حاولت الصين السيطرة على تايوان بالقوة، اعتبر احد العوامل التي ساعدت على ارتفاع الأسعار.
وقال أحد هذه المصادر إن تصريح الرئيس الأميركي بخصوص تايوان مصحوبا بعوامل أخرى ساعد على رفع أسعار المواد في الصين، وكان لذلك أثر فوري على الأسعار التي يحصل عليها المقاولون الكويتيون لشراء الصفائح المعدنية من شنغهاي.
وقال مصدر آخر، على اطلاع على الموضوع، إن التوترات المتزايدة تعني زيادة عدم اليقين وهذا يعني ارتفاع الأسعار على أرض الواقع بالنسبة لمستوردي السلع من الصين.
وكان الإغلاق في الصين بسبب كوفيد-19 قد أحدث ضررا بليغا بالفعل خلال عام 2022 وتسبب في تعطيل شحن المواد من ميناء شنغهاي إلى الكويت.
وأضاف أحد المصادر: «إن تعطل الشحنات المتعلقة بالجائحة مستمر وقد تفاقمت المشاكل بسبب التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين».
وأكدت المجلة ضآلة الخيارات التي باتت متاحة أمام المقاولين الكويتيين عندما يتعلق الأمر بمصادر موثوقة لاستيراد مواد البناء.
وأعادت المجلة الى الأذهان طلب مؤسسة البترول الكويتية من المقاولين العاملين في البلاد في شهر مارس عدم الاستعانة بالبائعين الروس في المشاريع المستقبلية، في غمرة مخاوف بشأن العقوبات والتعطيل المحتمل لسلاسل التوريد. وجاء حظر الاستعانة بالموردين الروس في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي ظل استمرار الحرب، أوقفت المنشآت التي تنتج مواد البناء للتصدير في أوكرانيا الشحنات بشكل متزايد، إما بسبب تلفها، أو تعطل طرق التصدير أو تم تشغيلها في تصنيع مواد للمجهود الحربي.
وقال أحد المصادر: «مع عجز العديد من الشركات في أوكرانيا وروسيا والصين الآن عن إمداد شركات تصدير موثوق بها، اضطر المقاولون للبحث عن استيراد المواد من مصادر أخرى، في وقت باتت فيه الشركات الهندية قادرة على إثبات أنها المصدر الأكثر جاذبية والأكثر موثوقية للمواد الخام»، ولكن المصدر أشار إلى انه من غير المؤكد معرفة الفترة التي ستبقى فيها أسعار السلع الهندية مستقرة، لأن كل شيء في الوقت الحاضر يبدو غير مستقر تماما».