دلال العياف
بدعوة كريمة من الفنان د.طارق العلي صاحب النجاحات اللامتناهية خلال أعوام في المسرح الكوميدي، يعود «بومحمد» بفكرة مسرحية «طمباخية»، والتي تعني «الكرة» بلهجتنا المحلية، حيث عبر من خلالها عن حال الكرة وأوضاع البلد بشكل عام ومناقشة قضايا مجتمعية عديدة، وتوصيل رسالة هادفة من خلال المسرحية، وقد لاحظنا من خلال العرض تواجد جمهور كبير، وهناك ضيوف من قطر الحبيبة والشقيقة سلطنة عمان، ومجموعة جميلة من أحبائنا ذوي الهمم.
لا يخلو مسرح العلي من الإسقاطات السياسية المبطنة والتي تهدف إلى عدة أمور، وكانت «الطمباخية» المدورة تدور حول مواضيع مهمة تخص البلد، وتجري في محاور مختلفة أصابت الهدف الأساسي، وفي هذه المسرحية يستخدم العلي قاعدة المقص بكثير من الأساليب، واختيار الجمل اللائقة، ومراعاة الميزان والخط الكوميدي، وضبط مكياله باختيار المفردات.
طرح مميز استخدم فيه عدة رسائل تناقش قضايا اجتماعية في إطار كوميدي وإسقاطات سياسية واجتماعية معاصرة، في هذه المسرحية التي منذ دخولنا الى أروقة مسرح نقابة العمال بميدان حولي وجدنا فريق العمل خلية نحل.. «الأنباء» حضرت المسرحية وكانت في ضيافة العلي الذي استقبلها أجمل استقبال وبترحيب خاص.
في بداية العرض دخل الفنان القدير طارق العلي على خشبة المسرح وهو يرتدي مجسما يشبه الكرة ويظهر على أنغام أغنية جعلت أبداننا تقشعر ونصول ونجول بأذهاننا وذكرياتنا مع مجد الكرة الكويتية وعصر النهضة وهي غناية «بسم الله.. بسم الله» واستقبله الجمهور بفرح عارم وحب كالعادة.
وفي الاستراحة، اقتنصنا الفرصة للحديث مع «بومحمد» وأعطانا شرحا للمسرحية، أوضح مضمونها، وماذا ترمي اليه أحداثها، وقال: دائما المسرح يوصل رسائل مجتمعية سياسية تحرك للأفضل، وتتجه نحو البناء والإصلاح بالتأكيد، والكويت دانة الخليج وجميلة ورائعة وكانت وستكون هي السبّاقة في النجاحات والتطور الثقافي والاجتماعي، وهي بلد التقدم، ولكن ربما تحدث بعض الأمور المحزنة لكنها ستحل في يوم ما، و«هذي كويتنا وستبقى دانة الدنيا وعروس الخليج».
وعدنا إلى متابعة العرض، وشاهدنا العلي يقدم رؤية مسرحية جديدة للجمهور، تؤكد قيم العدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر، ورفع شأن المواطن وتفضيل حقوقه لأن الكويتي يستاهل، وكذلك إرساء قيم إنسانية كنا نتحلى بها في السابق كشعب ومن الرائع أن تتكرر في الوضع الحالي.
تضمنت المسرحية نقلا حيا ومباشرا لوضع البلد حاليا والتطلع للتطوير والإصلاح من خلال بعض الرسائل الهادفة نحو الأفضل وهذا ما شعرنا به من خلال روح الكوميديا التي يستسيغها الجمهور وتصل اليه بطريقة سلسة، وأيضا تصب في صالح الوطن والمواطن، فالفن رسالة تصول وتجول بين أذهان وقلوب الجماهير دون جواز سفر، ومن خلاله يمكن إصلاح العديد من الأمور التي تهم الناس، وفي الوقت ذاته تسعى للأجمل.
مجموعة رائعة وكوكبة من الفنانين يشاركون العلي في المسرحية، لاحظنا مدى تناغمهم واستخدام «إفيهات» محببة للجمهور دون إيذاء للسمع أو خدش للحياء، وأيضا تسود روح الأسرة والتفاهم بينهم على خشبة المسرح.
المسرحية من الأعمال المميزة التي يشارك فيها الفنان القدير طارق العلي ومعه كوكبة رائعة من النجوم الذين يمتازون بـ «خفة الطينة» وهم: أحمد الفرج، سعود الشويعي، ضاري عبدالرضا، غادة الزدجالي، أمير مطر، ناصر الدوب، أحمد التمار، محمد الوزير، عبدالله البصيري، محمد المنصوري، عبدالله الهويدي، وعلي القديري.