لا تمثل عشرات الأغنام التي ترعى حول الخيام في مستوطنة مؤقتة بريف حلب السوري سوى جزء بسيط من قطيع كان يملكه راعي الأغنام أبوجمعة في وقت سابق.
يعاني أبوجمعة، الذي يعتمد كليا على الأعلاف المستوردة القادمة من تركيا، بعد ارتفاع التكاليف الناجم عن اضطرابات سلاسل التوريد نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا، وهي مورد عالمي رئيسي للأعلاف الحيوانية.
وقال المزارع البالغ من العمر 40 عاما «أصبح هناك نقص كبير في الأغنام. فطس (نفق) منها كثير» حينما هطلت الثلوج ومات جوعا. وأضاف انه حاول بيعها في السوق لكنها لم تباع، واكد انه لا يملك مالا ليجلب العلف حيث لا يملك شعيرا ولا نخالة.
لهذا السبب اضطر أبوجمعة الذي تعتمد أسرته على الرعي لكسب قوتها إلى بيع نصف قطيعه تقريبا، الذي كان يضم في السابق 200 رأس من الأغنام.
وأضاف «كان عندنا أكثر من هذه الاغنام، لكننا بعناها» بعد ان أصبحت «تأكل بعضها.. نبيع البعض لإطعام البعض الآخر».
وقال فادي الأحمد، مدير المكتب الزراعي لمدينة أعزاز، «طبعا هناك الكثير من المربين عانوا واضطروا إنهم يبيعوا أكثر من نصف ثروتهم الحيوانية لأجل شراء الأعلاف لإبقاء النصف الآخر منها.
طبعا هذا الأمر أسبابه عديدة يعني منها التصحر، عدم وجود أراض ومراع كافية للثروة الحيوانية الموجودة في المنطقة».
وأضاف «طبعا كان هناك استيراد لمادة الشعير والأعلاف من أوكرانيا نتيجة الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا أثر سلبا على استيراد الأعلاف والشعير والقمح أيضا، مما زاد في معاناة أسر مربي الثروة الحيوانية».
وتتعرض كثير من العائلات التي تعتمد بشكل أساسي على الماشية لكسب قوتها لخطر فقدان دخلها. وباع كثيرون منهم كل ماشيتهم بعد تراكم الديون عليهم.
ويشرف حسن عبدالله على سوق يعج بالماشية والتجار ويرى المزارعين وهم يعرضون بضاعتهم التي لا يباع منها شيء يذكر.
وقال «سوق المواشي صار له أكثر من سنة واقف.. ما في بيع وشراء نهائيا.. الغنّامة.. جايين بس يقضوا وقت.. يروحون ويرجعون بسياراتهم.. يحطون مازوت على الفاضي.
يعني لا في بيع ولا في شراء نهائيا. العلف اليوم، كيلو التبن بعشر ليرات تركية. النعجة مثلا هيك حقها 100 ليرة تركي بحق 10 كيلوات تبن.
مو حرام يعني هاي تاكل 10 أيام بتطلع النعجة ببلاش. فالغنامة انخرب بيتها الوضع في الريف الشمالي بالنسبة للثروة الحيوانية دمار شامل بكل ما تعنيه الكلمة».
وارتفعت أسعار طن التبن من 300 دولار قبل الحرب في أوكرانيا إلى 500 دولار.