وصلتني دعوة السفارة الفرنسية لحضور فعاليات معرض «فرنسا والكويت.. صداقة لأكثر من قرنين»، والذي أقامه المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية في المكتبة الوطنية بالكويت.
وتواجدت في المكتبة الوطنية لحضور الفعالية نخبة من الكويتيين المثقفين وطاقم السفارة الفرنسية ممثلة بسعادة السفيرة الفرنسية كلير لو فليشر، والتي سعدت بالانضمام إليها والحديث معها حول الفعالية، ودورها في توطيد العلاقات الكويتية الفرنسية ثقافيا وحضاريا.
وتجولت معجبا بالمعرض وما عرض فيه من أفلام وثائقية عن الكويت وكتب بارزة ومهمة عن الكويت وفرنسا، ومنها: «الكويت في خضم الصراعات بين القوى العظمى»، «تجار كويتيون في باريس وصياغ»، «الكويت واسطة القيادة في طريق اللؤلؤ»، «طريق اللؤلؤ في الخليج وباريس»، «فرنسيون في الخليج»، «فرنسيان.. أول مرة اسم كاظمة على الخرائط»..
بالفعل معرض زاخر بالمعلومات والوثائقيات المكتوبة والمصورة والمرئية عن تاريخ الكويت وفرنسا ووثائق منذ الستينيات تتحدث عن وطننا في حقبة اكتشاف البترول وتأثير البترول على حياة الكويتيين.
وتحدثت إلى مدير مركز البحوث د.مكرم عباس، وأفادني بأن الهدف من الفعالية هو الاحتفاء بمرور 60 عاما على «الصداقة الكويتية» وأخبرني أنه كان من المفروض أن تقام في 2021، لكنها أجلت بسبب جائحة «كورونا»، وأن الهدف الثاني من إقامة الفعالية تحت إشراف المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية، كون القسم يهتم بكل ما هو أرشيف وبحث في وثائق شبه الجزيرة العربية، والتي تعود للقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، والوثائق الكويتية لها حضورها في المراكز الفرنسية «باريس» ومناطق فرنسية أخرى يعرض فيها عن تجارة اللؤلؤ، وجاء تميز المعرض بعرض كل ما يعود للعلاقات الكويتية - الفرنسية وصولا للقرن السابع عشر، وهذا كله للبحث في عمق هذه العلاقات.
وتعود أول علاقة بين الكويت وفرنسا إلى القرن السابع عشر حين رسم الرحالة الفرنسيون اسم الكويت القديمة «كاظمة» على الخارطة العالمية بشكل خاطئ وصحح موقعها الجغرافي الفرنسي «دوفيل» في القرن الثامن عشر، ولقد رأيت اللوحة موجودة في لوحات المعرض وكنت بالفعل اسمع هذه المعلومة لأول مرة، واستعرضت أمامي عدة وثائق تحكي عن وجود الكويت بين صراعات الدول العظمى» بين البريطانيين والفرنسيين والألمان والروس والعثمانيين.. وهذا كله يسهل العمل للمؤرخين الكويتيين والخليجيين والعرب.
وبالحقيقة، سررت بالدعوة وبالحضور إلى المعرض وما تضمن عرضه من وثائق كويتية ـ فرنسية، وأسجل إعجابي بالفعالية وبلقائي بالسفيرة الفرنسية كلير لو فليشر، وأتطلع لزيارة فرنسا في القريب بإذن الله، كما أن المعرض مستمر لغاية 16 يونيو 2022 في مكتبة الكويت الوطنية ليثبت أن الكويت وفرنسا تربطهما علاقات صداقة لقرون بتاريخ ووثائق.
[email protected]