حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أهداف العملية العسكرية التي يهدد بها منذ أيام لاستكمال إقامة المنطقة الآمنة شمال سورية وبموازاة الحدود التركية، وتستهدف مسلحي قوات سورية الديموقراطية «قسد» الكردية الذين تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني «بي كا كا».
وأكد أردوغان أمام البرلمان «ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومترا عند حدودنا الجنوبية.
سنطهر منبج وتل رفعت». ووعد الرئيس التركي بالعمل «خطوة خطوة في مناطق أخرى». وأعلن أردوغان الأسبوع الماضي عزم قواته شن عملية ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على «قسد» وتعتبرها امتداد لحزب العمال المصنف إرهابيا في تركيا وأوروبا.
وأضاف أردوغان: «سنرى من الذي سيدعم هذه العمليات الأمنية المشروعة بقيادة تركيا ومن سيحاول معارضتها».
واعتبر أن الذين يحاولون «إضفاء الشرعية على تنظيم (PKK) الإرهابي وأذرعه تحت مسميات مختلفة لا يخدعون سوى أنفسهم»، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» عنه.
في المقابل، قال مدير المركز الإعلامي لقسد فرهاد شامي لوكالة فرانس برس تعليقا على تصريح أردوغان إن الميليشيات الكردية «تتوقع منذ فترة طويلة معركة محتملة (...) في حال أي هجوم، سنوقف الحرب ضد داعش» للبدء بالتصدي لتركيا، علما ان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن منذ سنوات القضاء التام على تنظيم داعش.
وفي انتقاد ضمني لواشنطن حليفة قسد قال إن «الجهات التي تقدم السلاح للإرهابيين مجانا وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحق لقب دولة إرهاب لا دولة قانون»، بحسب ما قاله أردوغان، الذي أضاف أن «حلف شمال الأطلسي (الناتو) مؤسسة أمنية وليس مهمتها دعم التنظيمات الإرهابية» في إشارة على ما يبدو الى محاولات السويد وفنلندا الانضمام الى الناتو وهو ما ترفضه تركيا متهمة الدولتين بإيواء قيادات من المسلحين الأكراد.
وتأتي تصريحات أردوغان بالتزامن مع تعزيزات لقوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا، مواقعها العسكرية المشتركة مع «قسد» المدعومة أميركيا على جبهات القتال مع فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا شمالي الرقة.
وكان الرئيس التركي أعلن الأحد أن أنقرة لا تنتظر «إذنا» من الولايات المتحدة لشن العملية وذلك بعدما اعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من العملية صد «قسد» التي تدعمها واشنطن.