طرح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ روشتة علاج لاحتواء ومحاصرة جدري القردة من خلال وقف انتقال العدوى من إنسان إلى آخر إلى أقصى حد ممكن، مؤكدا أن ثمة فرصة حاسمة للعمل بسرعة معا للسيطرة على هذا الوضع سريع التطور.
وقال كلوغ بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة «إن الروشتة تتمثل في اتخاذ عدة إجراءات، أولها إشراك المجموعات المجتمعية وقادتها ومنظمات المجتمع المدني بنشاط لزيادة الوعي ومشاركة المعلومات حول كيفية تقليل مخاطر التعرض للمرض، وثانيها دعم المنظمين والمجتمعات المشاركة في التجمعات الجماهيرية القادمة في جميع أنحاء أوروبا للاستفادة من هذه الأحداث لمشاركة معلومات دقيقة وعملية وموجهة عن المرض وتزويد المرافق الصحية وفرق الصحة العامة بالمعرفة والقدرات التشخيصية التي يحتاجونها لتحديد الحالات وتأكيدها بسرعة».
وأضاف «يتمثل ثالث الإجراءات في التأكد من إبلاغ مرضى جدري القردة بوجوب الالتزام بالعزل خلال الفترة المعدية لمرضهم، والتعقب السريع لجميع المخالطين للحالات والتأكد من عدم ظهور المرض عليهم خلال 21 يوما، وأخيرا استخدام التدابير المضادة الطبية المتاحة حاليا بصورة عادلة ومنصفة استنادا إلى مستوى الخطر ومدى توافر التدخل ومدى ملاءمته».
وأكد كلوغ أن تحقيق هذه الإجراءات يمكن أن يساعد في إزالة الغموض عن جدري القردة، لافتا إلى أنه ليس مرضا معروفا في أوروبا، مشددا على أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى تسريع الإجراءات الإقليمية والقطرية والمجتمعية لوقف الانتشار وتوفير التشخيصات والإجراءات الطبية المضادة، مثل اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات للمجتمعات المتضررة، وغيرها من الجهات المعنية.
وشدد على أن الدروس المستفادة من تجربة جائحة «كورونا» يمكن وينبغي أن تكون مفيدة بشكل أفضل لاتخاذ الإجراءات في المستقبل، داعيا الحكومات والمجتمع المدني والشركاء الصحيين إلى العمل معا لمواجهة هذا التحدي المتعلق بالصحة العامة بشكل حاسم وفعال.
من جانبه، حذر مايك رايان مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية من أن تفشي الأمراض المتوطنة مثل جدري القردة وحمى لاسا أصبح يتكرر بصورة أكثر انتظاما.
ونظرا لأن تغير المناخ يساهم في تغير ظروف الطقس بسرعة مثل الجفاف، فإن الحيوانات والبشر يغيرون سلوكهم، بما في ذلك عادات البحث عن الغذاء، وقال رايان إنه نتيجة لذلك فإن أمراض «الهشاشة البيئية» التي تنتشر عادة في الحيوانات تقفز بصورة متزايدة إلى البشر.
واضاف «للأسف تتزايد هذه القدرة على تضخيم هذا المرض ونقله داخل مجتمعاتنا، لذا فقد زادت عوامل ظهور المرض وتفشيه».
واوضح أنه على سبيل المثال، يوجد اتجاه تصاعدي في حالات حمى لاسا، وهو مرض فيروسي حاد ينتشر عن طريق القوارض المتوطنة في أفريقيا.
وتابع «اعتدنا على وجود من ثلاث إلى خمس سنوات على الأقل بين تفشي الإيبولا، والآن نكون محظوظين إذا كان لدينا من ثلاثة إلى خمسة أشهر».
ويأتي تعليق رايان في الوقت الذي تستمر فيه حالات الإصابة بجدري القردة في الارتفاع خارج أفريقيا موطن المرض حيث قالت منظمة الصحة العالمية إنها تلقت تقارير عن أكثر من 550 حالة إصابة مؤكدة بالمرض الفيروسي من 30 دولة خارج أفريقيا منذ التقرير الأول في بداية مايو الماضي.