هذا العنوان وغيره الكثير من العناوين المشابهة له ستجدها في مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل شبه يومي، وطالما تأملت هذه الأمور، وضحكت و«شر البلية ما يضحك»، ولا أدري ما الذي أقوله في هذا الصدد غير حسبي الله ونعم الوكيل، فحتى القرآن الكريم لم يسلم من هؤلاء المشعوذين الدجالين الذين اتخذوه عبثا، ليس هذا فقط وإنما نرى أيضا أعجب من هذا، دعاء إن رددته حُلت جميع مشاكلك ومن جذورها، وكذلك آية معجزة إذا قرأتها الآن أقسم بالله نزلت عليك الأرزاق والأموال بطريقة عجيبة وتتحقق كل أمنياتك بلمح البصر، وكأنهم يعلنون عن سلعة تجارية، ما هذا الهراء؟ وأين النصح والإرشاد بطاعة الله وعمل الخير وصلاة وصيام وقيام؟ ألا تخجلون، وكيف تتخذون دين الله هزوا؟!
لقد تماديتم في غيكم ودخلتم في المحظور، وهذه من علامات الساعة لا شك في ذلك، رضينا بانحرافكم على مضض ولكن أن تتأولوا على الله فهذا ما لا نقبل به على الإطلاق، إن التلاعب بآيات القرآن الكريم واستخدامها في غير موضعها، وتفسيرها على مزاجكم أمر مرفوض وذنب كبير يحاسب عليه الله، وإن تحديد قراءة سورة ما أو آية معينة لغرض معين لا يصح البتة إلا إذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما ما نراه فهو بدعة، والبدعة لا تقرب إلى الله وإنما تباعد عنه، ويحاسب مرتكبها حسابا عسيرا، والله تعالى لا يقبل إلا ماهو موافقا لشرعه، ولا يجوز تقييد ذلك بآية معينة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (رواه مسلم) ومع الأسف هناك أمور كثيرة تنكرها شريعتنا السمحة ونرى كثيرا من الناس يتناولونها ومنها هذه الظاهرة الدخيلة التي تشبه إلى حد بعيد التقول على الله تعالى كما ذكرت، وقد وصل بهم الأمر إلى القول: إذا قرأت هذه الآية سترى بعد نصف ساعة فقط العجائب، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الحكم على الناس بدخول الجنة أو النار، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا ولا يجوز الحديث به، ولا يصدقه العقل، لأن الخير والشر والجنة والنار والرزق بيد الله وحده، كما أن عاقبة كل إنسان لا يعلمها إلا الله وحده ملك السماوات والأرض، يرزق من يشاء ويرحم من يشاء ويغفر لمن يشاء، ولن يدخل الجنة كائن من كان من العباد إلا بفضل الله ورحمته سبحانه وتعالى.
ومن الظواهر الغريبة أيضا مقولة «إذا وهبت مبلغا من المال حصلت على مليارات الحسنات»، فما يدريني وأنت أيضا بقبول الله تعالى هذا المبلغ من المال، وهل أنت على علم بأن الله سيكتب لي مليارات الحسنات؟ ولله در القائل: «أمور يضحك السفهاء منها».