ضربت الكويت هزة أرضية شعر بها المواطنون والمقيمون، وقد سجلت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية يوم السبت 4 الجاري زلزالا بقوة 5 بمقياس ريختر جنوب غرب الأحمدي، وذلك في تمام الساعة 4:28:02 صباحا بتوقيت الكويت، وعلى عمق 5 كيلومترات بباطن الأرض.
وبدوري أحمد الله على سلامة كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، وبعد الهزة الأرضية ضجت وسائل التواصل الاجتماعي والتعليقات والتحليلات من قبل شخصيات من ذوي الاختصاص، فالبعض يرى الزلزال «صنعا بشريا» بسبب سحب النفط من المكامن كون الهزة وقعت بجانب حقل «برقان»، والبعض يراها غضبا من الله عز وجل ورسالة لنا، وقد صدق الله في كتابه المحكم: (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها).
علينا أن ننظر بعين المؤمن ونسأل الله المغفرة ونشكره ونحمده على سلامتنا وسلامة وطننا من الدمار الذي تخلفه الزلازل، ومن جهة أخرى إن كان الموضوع من «صنع البشر»، فمن المؤسف أن نلقي باللوم جزافا على شركات النفط في الكويت وآلياتها في إدارتها الفنية للتنقيب عن النفط، حتى أنني قرأت أن الموضوع أصله سياسي بحت وقلت «ما هذا الذي أقرأ؟»، فالتأويل كثير والمؤلون أكثر.
وأعتب كمواطن وكاتب كويتي وكمتدرب في زمن سابق، على معهد الأبحاث الذي تدربت فيه يوما ما، أين دور المعهد في هذا المجال؟ وأين هو من رصد مثل هذه الظواهر الطبيعية، ليأخذ المواطن والمقيم حيطته حتى لا تقع خسائر بشرية بالجملة لا قدر الله؟!
أين دور معهد الأبحاث في دراسة التأثير الجوي والبيئي الذي يقع لخطورته على صحتنا وصحة عائلاتنا؟ وأين الخطط الجديدة التي تشرك الشباب الكويتي ليكون كادرا فاعلا لرصد الظواهر الطبيعية ودراستها ودراسة منشأها؟ وأتساءل: عن الدورات التدريبية التي تؤهل مجموعات أكبر من الشباب الكويتي، ليكون ممارسا لدوره في إدارة الأزمات الطبيعية القصيرة والطويلة الأمد منها.
إن دور معهد الكويت للأبحاث العلمية يجب أن يسير بخط متواز مع مؤسسات الدولة، لمكانته العلمية بتطوير البحث العلمي والتكنولوجيا، إلى جانب تقديم الاستشارات البحثية لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ويجب أن تكون هناك خطط سريعة للاستجابة للطوارئ وتحذير المواطنين من الظواهر الطبيعية المهلكة والمرعبة قبل حدوثها، وأن ينشر المعهد الأبحاث التي من شأنها تحسين البيئة الكويتية لمجابهة تحديات المناخ الذي نعيش وسطه.. فيكون سؤالي مستحقا للإجابة عنه «أين أنتم يا معهد الأبحاث من الظواهر الطبيعية التي تضربنا هذه الأيام؟».