مع احتدام المعارك شرق اوكرانيا، يبدو ان المقاومة الكبيرة التي تختبرها القوات الروسية الغازية واستمرار تدفق الاسلحة الغربية لدعم كييف أججت غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شنت قواته ضربات عدة استهدفت العاصمة كييف في تغيير تكتيكي للهجمات بعد فشل الهجوم البري للجيش الروسي على العاصمة في ابريل الماضي، وتكبده خسائر فادحة اجبرته على تغيير اهدافه والتركيز على الشرق.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية ومسؤول محلي إن قاذفات إستراتيجية روسية من طراز «تو-95» أطلقت صواريخ على كييف من بحر قزوين في ساعة مبكرة من صباح أمس وهزت الانفجارات منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي في شرق المدينة، وتمتد منطقة دارنيتسكي في كييف على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو من ضواحي المدينة إلى شواطئ النهر، بينما تقع منطقة دنيبروفسكي في شمال المدينة بجانب النهر.
وذكر سيرغي ليشتشينكو مساعد مدير مكتب الرئيس فولودومير زيلينسكي أن الهجوم استهدف البنية التحتية للسكك الحديدية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت صواريخ كروز على كييف من مسافات طويلة ودمرت دبابات «تي-72» وعربات مصفحة قدمتها دول أوروبا الشرقية لأوكرانيا وكانت في مبنى لإصلاح عربات السكك الحديدية.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن الدفاعات الجوية دمرت صاروخ كروز حوالي الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.
ودعا مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك الغرب إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا لمعاقبتها على الضربات وتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.
وكتب «يلجأ الكرملين إلى هجمات غادرة جديدة. الضربات الصاروخية على كييف ليس لها سوى هدف واحد.. قتل أكبر عدد ممكن».
وحث رئيس بلدة بروفاري التاريخية التي تقع على بعد 20 كيلومترا من وسط كييف السكان على البقاء في منازلهم.
وتحدث رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو عبر «تلغرام» عن «انفجارات عدة».
وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن الجيش أقام ممرا آمنا في محيط بنى تحتية للسكك الحديد مانعا الوصول إليها.
من جهتها، أعلنت شركة «إنرغواتوم» الأوكرانية، التي تتولى إدارة المحطات النووية في البلاد، أن صاروخا «حلق على علو منخفض للغاية فوق محطة بيفدينو-أوكرايينسكا» في منطقة ميكولاييف (جنوب)، منددا بـ «إرهاب نووي».
وبموازاة الهجمات الجديدة، حذر بوتين من أن موسكو ستستهدف مواقع جديدة إذا سلم الغرب صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالات إخبارية روسية عن بوتين قوله إنه في حال تم تسليم صواريخ إلى أوكرانيا «فسنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن»، من دون أن يحدد الأهداف التي يتحدث عنها.
وتزامنا مع تصريحات بوتين، ذكرت صحيفة «الباييس» نقلا عن مصادر حكومية أن إسبانيا ستزود أوكرانيا بصواريخ مضادة للطائرات من طراز «شوراد آسبايد»، بعد أن استبدلها الجيش الإسباني بأنظمة أكثر تطورا، ودبابات من طراز ليوبارد في تكثيف لدعمها العسكري إلى كييف.
كما ستقدم إسبانيا أيضا التدريب الضروري للجيش الأوكراني على كيفية استخدام الدبابات، وسيتم هذا التدريب في لاتفيا التي نشر فيها الجيش الإسباني 500 جندي في إطار عملية لحلف شمال الأطلسي.
ميدانيا، وفي الشرق، تواصلت المعارك الرامية للسيطرة على سيفيرودونيتسك في شرق البلاد.
قال أولكسندر غونشارينكو رئيس بلدية كراماتورسك في منطقة دونيتسك في الشرق إن ضربات ليلية استهدفت المدينة، مما أدى إلى أضرار واسعة النطاق لكن لم تقع إصابات.
وأكد مسؤولون أوكرانيون أول من أمس ان القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على مساحة من مدينة سيفيرودونيتسك في هجوم مضاد على القوات الروسية.
وتعد المدينة الأكبر التي لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية في منطقة لوغانسك التابعة لدونباس، حيث تتقدم القوات الروسية تدريجيا بعدما انسحبت أو هزمت في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك كييف.
وأكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أن القوات الروسية خسرت أجزاء من المدينة التي باتت «منقسمة إلى شطرين».
وقال على «تلغرام»: «يسيطر الروس على حوالى 70% من المدينة، لكنهم أجبروا على التراجع خلال اليومين الماضيين».
وتابع «يخشون التحرك بحرية في المدينة».
وأعلن الجيش الروسي السبت أن الوحدات العسكرية الأوكرانية تنسحب من سيفيرودونيتسك، لكن رئيس بلديتها أولكسندر ستريوك أكد أن القوات الأوكرانية تقاتل لاستعادة المدينة.