اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين باحة المسجد الأقصى شرق مدينة القدس في ذكرى النكسة بحجة الأعياد اليهودية امس، وسط تنديد ورفض فلسطيني لتصاعد الإجراءات «الاستفزازية» الإسرائيلية فيه، ما أدى الى اندلاع اشتباكات في الحرم القدسي بين مجموعة من الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وأكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن نهج «الاحتلال» في المسجد وعمليات الضغط المستمر على المرابطين والمصلين ستؤدي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه.
وحذر الكسواني، في تصريحات أوردتها وكالة «شهاب» الفلسطينية امس، من «خطورة الواقع الذي يريد الاحتلال تكريسه في المسجد من خلال الاقتحامات وأداء الصلوات والطقوس التلمودية في ساحاته».
وأوضح أن «الاحتلال نقل المعركة إلى باحات المسجد بعد حصاره ومنع المصلين من الوصول إليه»، مضيفا أن «الاحتلال فرض حصارا على الأقصى منذ عصر أمس الأول، ومنع من هم دون الأربعين عاما من دخوله».
وقال الكسواني إن «قوات الاحتلال والوحدات الخاصة حاصرت المصلى القبلي وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية»، مشيرا إلى أن «المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية ورددوا عبارات في محيط مصلى باب الرحمة وباب السلسلة».
وشدد الكسواني على أنه «يربطنا بالأقصى رابط وطني وعقائدي، وأن الشعب الفلسطيني قدم الشهداء والجرحى فداء للأقصى»، داعيا «الفلسطينيين للثبات والرباط».
وطالب العالم العربي والإسلامي بتحمل مسؤوليته عما يجري في الأقصى، مشيرا إلى أن «الصمت جرأ الاحتلال للقيام بخطوات خطيرة تجاه المسجد».
ودان المفتي العام للقدس والديار والفلسطينية خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين «استباحة الأقصى بالقوة العسكرية»، معتبرا ان الخطوة «لن تغير من الواقع شيئا لأن ما يتم بالقوة لا يترتب عليه أي أثر قانوني وشرعي بنظر كل القوانين والشرائع الدولية».
ودعا حسين الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد والحقيقي لوقف الممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى ومدينة القدس، مطالبا إياهم بطرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على الأعمال والإجراءات«الاستفزازية» اليومية.
من جهتها، حملت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها على ساحة الصراع وتداعياتها على الجهود المبذولة لوقف التصعيد الذي يشعله رئيسها نفتالي بينت لإطالة أمد حكومته.
إلى ذلك، أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية استمرار التزام الأمة العربية دولا وشعوبا بقضيتها المركزية القضية الفلسطينية ودعمها نضال الشعب الفلسطيني العادل لتحقيق الحرية والاستقلال وتجسيد دولته المستقلة على أرض ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967.
وقالت في بيان بمناسبة الذكرى الـ55 لاحتلال إسرائيل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية عام 1967 ـ «إنه ورغم مرور أكثر من 5 عقود على النكسة والسجل الطويل لجرائم الاحتلال ومخططاته لفرض الأمر الواقع بالقوة، إلا أن ذلك لم ولن يغير من حقيقة أن هذه الأراضي هي أراض محتلة».
وطالبت الجامعة العربية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وإنفاذ قراراته والقيام بواجباته في حفظ الأمن والسلم الدوليين وإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال والانسحاب الكامل من كل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ 5 يونيو عام 1967.