فيما تستعر المعارك بين القوات الروسية الغازية والقوات الأوكرانية في شرق البلاد، تنصرف أنظار العالم إلى الأزمات الناتجة أو قد تنتج عن هذه الحرب، حيث حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أمس، من أن الوضع في محطة (زابوروجيا) النووية الأوكرانية أكبر محطة للطاقة في أوروبا يهدد السلامة والأمن ونظام الضمانات الذي تطبقه الوكالة.
وأضاف غروسي في بيان أمام اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدوري أمس، ان هناك مخاوف بشأن الانقطاعات في سلسلة التوريد لقطع الغيار الخاصة بمحطة (زابوروجيا) الأمر الذي يعد انتهاكا لخمس على الأقل من الركائز الـ 7 الأساسية في مجال السلامة والأمن النوويين في الموقع.
وأوضح ان السلطات الأوكرانية أبلغته بأنها «فقدت السيطرة» على المواد النووية للمنشأة التي تخضع لاتفاق الضمانات بين أوكرانيا والوكالة إضافة إلى فقدان بيانات الضمانات التي تصل عادة من المحطة الى مقر الوكالة الذرية في فيينا.
بموازاة ذلك، تواصل دول العالم مساعيها لتجنب أزمة الغذاء الناتجة عن تعطل صادرات الغذاء بسبب الحرب، حيث حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد تكون عالقة في أوكرانيا بحلول خريف هذا العام، وان كييف تريد أسلحة مضادة للسفن قد تضمن المرور الآمن لصادراتها. وأبلغ زيلينسكي الصحافيين في كييف بأن بلاده تناقش مع بريطانيا وتركيا فكرة أن يقوم سلاح البحرية لدولة ثالثة بضمان مرور صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الذي تهيمن عليه روسيا.
إلى ذلك، نددت موسكو بإغلاق 3 دول أوروبية عضوة في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مجالها الجوي أمام طائرة كان يفترض أن تقل وزير خارجيتها سيرغي لافروف المستهدف بعقوبات أوروبية، في زيارة إلى صربيا، معتبرة ذلك خطوة «عدائية».
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: «ما حصل ما كان من الممكن تخيله»، وأضاف: «حرمت دولة ذات سيادة من حق المضي قدما بسياستها الخارجية» وندد بما اعتبره «مشينا».
وجاء ذلك تعليقا على إغلاق بلغاريا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو، مجالها الجوي أمام طائرة لافروف.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية في بيان أنها: «لم تعط الإذن الديبلوماسي لتحليق الطائرات الروسية فوق الأراضي البلغارية»، مؤكدة أن القرار «مطابق لنظام العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا».
كذلك أبلغت مقدونيا الشمالية ومونتينيغرو السفارتين الروسيتين بقرار مماثل.
واضطر لافروف إلى إلغاء زيارته إلى صربيا، حيث كان من المقرر أن يلتقي في بلغراد الرئيس الصربي ألكسندر فويتشيتش ووزير الخارجية نيكولا سيلاكوفيتش وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية بورفيريجي.
ميدانيا، تراجعت القوات الأوكرانية في مدينة سيفيرودونيتسك بعدما نجحت في استعادة نصفها في معارك كر وفر، بينما زار الرئيس زيلينسكي قواته على خط الجبهة دعما «لأبطال» بلاده.
وقال حاكم منطقة لوغانسك، سيرغي غايداي، إن وضع القوات الحكومية الأوكرانية في المدينة المحاصرة ساء قليلا.
وأعلن غايداي للتلفزيون الحكومي «نجح المدافعون عن بلادنا في شن هجوم مضاد لفترة معينة، وحرروا ما يقرب من نصف المدينة. لكن الوضع ساء قليلا بالنسبة لنا مرة أخرى».
لكن أولكسندر سترييوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك كان أكثر تفاؤلا، حيث أكد أن أوكرانيا حشدت قوات كافية لصد الهجمات الروسية على المدينة التي تمثل جبهة القتال بشرق البلاد لكن أيا من الطرفين غير مستعد للانسحاب، مضيفا أن قتال شوارع يستعر هناك.
وأضاف سترييوك: «حشدنا قوات وموارد كافية هناك لدحر الهجمات على المدينة».
من جانبه، قال زيلينسكي: «كنا في ليسيتشانسك، كنا في سوليدار» في إشارة إلى زيارته مواقع القيادة في هاتين المنطقتين بالقرب من سيفيرودونتسك كبرى مدن دونباس، حيث تركز موسكو هجومها. وذكرت الرئاسة أنه زار أيضا باخموت في جنوب غرب منطقة دونيتسك وتحدث مع جنود. وأضافت أن زيلينسكي «عمق» خلال الزيارة «معرفته بالوضع العملياتي على خط الجبهة الدفاعي».
وبينما تستعر المعارك للسيطرة على سيفيرودونيتسك، أعلنت المملكة المتحدة بأنها سترسل، على غرار الولايات المتحدة، قاذفات صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، في تحد للتحذيرات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تزويد كييف بأسلحة متطورة.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن لندن نسقت بشكل وثيق مع واشنطن في مسألة تزويد أوكرانيا بأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS).
وأضاف ان بلاده سوف ترسل عددا غير محدود من قاذفات إم 270، والتي يمكنها إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه يصل مداها إلى 80 كيلومترا - وهو مدى أطول من أي تقنية صاروخية تستخدم حاليا في الحرب، وفقا لوكالة بي إيه ميديا البريطانية. وقال انها: «ستعزز بشكل كبير إمكانيات القوات الأوكرانية».