قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن أنشطة الوكالة الخاصة بالتفتيش والرقابة على المنشآت النووية تأثرت «بشكل خطير» منذ نهاية فبراير 2021 بسبب قرار إيران وقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 المعروف رسميا بـ «خطة العمل الشاملة المشتركة» وبروتوكول التفتيش الإضافي.
وأضاف غروسي في بيان خلال الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة الدولية امس «لم تقدم ايران تفسيرات ذات مصداقية فنية فيما يتعلق باستنتاجات الوكالة في ثلاثة مواقع غير معلنة في أراضيها كما لم تبلغ الوكالة بالمواقع الحالية للمواد النووية أو المعدات الملوثة بالمواد النووية التي تم نقلها من (توركوز آباد) في عام 2018».
وشدد على انه لم تحصل الوكالة على تفسيرات ذات مصداقية تقنية من ايران فيما يخص تساؤلاتها حول وجود جسيمات اليورانيوم ذات الأصل بالاستخدام البشري في: (توركوز اباد) و(فارامين) و(ماريفان) وابلاغها بجميع المواقع الحالية للمواد النووية أو المعدات الملوثة فستظل قضايا الضمانات التي تخص هذه المواقع الثلاثة معلقة.
واكد أنه «كما حدث في الماضي ولكي تكون الوكالة الذرية في وضع يمكنها من تقديم تأكيدات أن برنامج إيران النووي هو برنامج سلمي حصري تظل الوكالة على استعداد لمعاودة التعامل مع ايران دون تأخير لحل هذه المسائل».
جاء ذلك في وقت تسعى دول أوروبية والولايات المتحدة لتوجيه اللوم لإيران عبر اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي بدأت أمس وتمتد حتى الجمعة المقبلة، في ظل تعثر المحادثات الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي.
ويعتبر مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مؤشرا على نفاد صبر هذه الدول في وقت يحذر دبلوماسيون من أن فرص إنقاذ الاتفاق النووي تتضاءل.
وحذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان امس الأول من أن «الأطراف الذين يعرقلون المسار الديبلوماسي سيتحملون مسؤولية تبعات اعتماد أي قرار ضد إيران» في مجلس المحافظين بالوكالة الذرية.
على صعيد الداخل الإيراني، قالت وكالة «فارس» للأنباء وتقارير على مواقع التواصل الاجتماعي إن أرباب معاشات نظموا احتجاجا في إيران على ارتفاع تكاليف المعيشة وذلك في تحد آخر للسلطات التي تواجه قلاقل منذ أسابيع.
وذكرت الوكالة شبه الرسمية أن المتظاهرين هتفوا أمس: «نفقاتنا بالدولار.. دخلنا بالريال» في تبريز بشمال غرب إيران.
وأضافت ان «نحو ألف من أرباب المعاشات تجمعوا للاحتجاج سلميا ورافقتهم الشرطة» في المدينة.
وزعمت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تظهر حشودا في قزوين وشيراز وشوشتار ومدن أخرى، وردد كثيرون شعارات مناهضة للحكومة وإدارة الرئيس إبراهيم رئيسي للاقتصاد.
وكانت وزارة العمل والرعاية والضمان الاجتماعي أعلنت امس الأول أنها زادت المعاشات 57.4% إلى 55.8 مليون ريال إيراني شهريا. لكن أرباب المعاشات يقولون إن الحكومة تأخرت كثيرا في معالجة التضخم الذي تشهده البلاد منذ سنوات.