- رئيسة المؤتمر د. هنادي المباركي أخذت على عاتقها إقامة المؤتمر الخليجي والعالمي سنويا
- الخشتي: تبادل الخبرات والتجارب بين القطاعين ومؤسسات المجتمع المدني.. ضرورة
- الرومي: المؤتمر قاعدة لترسيخ الاقتصاد الخليجي القائم على الإبداع والابتكار وريادة الأعمال
- الصباح: مع انطلاق الثورة الصناعية الرابعة.. العالم يتنافس لتطوير بنيته التحتية ومواكبة التغيرات
- القعيشيش: نأمل في توصيات تخدم مجتمعاتنا وشراكات تسهم في دفع عجلة التنمية
- الخليفي: رسالتنا هي توفير تعليم وتدريب متميز يشتمل على أحدث الوسائل وأرقى الأساليب
- الرواحية: الحكومات أدركت أهمية التقنيات الرقمية ودورها في تحقيق الإستراتيجيات الوطنية
- السلوم: الحديث حول دعم منظومة الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أمر في غاية الأهمية
طارق عرابي ـ باهي أحمد
اختتمت مساء أمس فعاليات المؤتمر الافتراضي الخليجي الثالث لدعم منظومة الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الأعمال، والذي نظمته شركة ايكوسيستم للاستشارات الإدارية، تحت رعاية وزيرة الدولة لشؤون البلدية وزيرة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. رنا الفارس، خلال الفترة من 5 إلى 7 يونيو 2022، بمشاركة 36 من الشيوخ والوزراء والديبلوماسيين والقياديين الخليجيين، بالإضافة إلى 360 خبيرا من النخبة الخليجية الذين قدموا خبراتهم المتميزة بحضور 30 مخترعا ومبتكرا خليجيا ممن حصلوا على براءات الاختراع والجوائز العالمية.
وفي تصريح لها بمناسبة اختتام المؤتمر، قالت رئيسة المؤتمر والمؤسس لشركة ايكوسيستم للاستشارات الإدارية د. هنادي مبارك المباركي، ان المؤتمر الافتراضي الخليجي الثالث الذي انطلق من الكويت في الخامس من يونيو الجاري، يعتبر المؤتمر الاول من نوعه الذي يعنى بالتنويع الاقتصادي عبر برامج الابتكار وبرامج ريادة الاعمال وبرامج نقل وتسويق التكنولوجيا وبرامج حاضنات الاعمال ومسرعات الاعمال، مؤكدة أنها قد اخذت على عاتقها إقامة المؤتمر الخليجي والعالمي بشكل سنوي.
واضافت أن الدورة الحالية للمؤتمر جاءت متزامنة مع الاحتفالات العالمية للابتكار وريادة الاعمال، كما شهد إطلاق اصدار المجلة الخليجية «تكنو بارك» كأول مجلة خليجية تعنى بالتنويع الاقتصادي عبر البرامج العالمية التكنولوجية، وتم توزيعها الكترونيا على الاسر الخليجية.
استهل المؤتمر فعاليات يومه الثالث والاخير بكلمة حفل الافتتاح التي قدمها د.يوسف الرومي مدير جامعة الكويت، والتي أكد فيها أن المؤتمر الخليجي الثالث لدعم منظومة الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الأعمال يمثل قاعدة لترسيخ الاقتصاد الخليجي القائم على الابداع والابتكار وريادة الأعمال بما يتوافق مع «رؤية الكويت 2035» كمركز مالي جاذب للاستثمار.
واشار إلى ان مشاركة الشيوخ والأمراء وكبار الشخصيات وصناع القرار ومؤسسات التمويل والباحثين والخبراء يعد خير دليل على أهمية تبادل أفضل الممارسات العلمية والعملية الناجحة والرؤى الثاقبة لمستقبل دول الخليج والعالمين العربي والاسلامي، مؤكدا حرص جامعة الكويت على تعزيز مفاهيم الابداع والابتكار والريادة فيما تقدمه الكليات والأقسام العلمية بالجامعة من برامج أكاديمية ومشاريع بحثية، وكذلك الاعتماد على التكنولوجيا وقدرات الذكاء الاصطناعي في تطوير وتعزيز الخدمات التقليدية والرقمية للمبادرات وبرامج الابتكار والابداع وريادة الأعمال التي تقدمها جامعة الكويت لطلبتها ولأعضاء الهيئة الأكاديمية والهيئة الأكاديمية المساندة والموظفين ولجميع منتسبي الجامعة.
وأكد الرومي أن خطة جامعة الكويت الاستراتيجية الخمسية بمكوناتها الأساسية من رؤية ورسالة وقيم اشتملت على أربعة توجهات رئيسية وهي (الجودة ـ الابتكار ـ الاستدامة ـ التواجد المتميز)، خاصة أن الجامعة تدرك أن الابتكار العلمي لم يعد خيارا بل ضرورة حتمية، وأن الاستثمار فيه يعزز الإبداع البشري والإنتاج الاقتصادي عن طريق تبني نماذج الابتكار والتكنولوجيا الناشئة التي تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولذلك فقد أخذت الجامعة على عاتقها نشر ثقافة التميز العلمي والابتكار والاختراع في المجتمع الجامعي وتطوير المناهج العلمية وتنمية المهارات والقدرات لدى الباحثين سواء أعضاء الهيئة الأكاديمية أو الطلبة.
خطوات ثابتة
بدورها، قالت عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت الشيخة د.رقية الصباح إن دول العالم تشهد مع انطلاق الثورة الصناعية الرابعة منافسة في تطوير بنيتها التحتية لمواكبة التغيرات القادمة في مجال التقنية الرقمية خاصة، وذلك لمواكبة الاقتصاد الحديث وتعزيز قوى التنافسية والتنمية لدى الدولة.
وأضافت ان الكويت سخرت كافة المقومات اللازمة للانخراط والمنافسة للمضي نحو مستقبل واعد، وقد خطت الدولة خطوات ثابتة نحو الثورة الصناعية الرابعة منذ انطلاقها من خلال وضع الرؤى الاستراتيجية وتطوير منظومتها الحكومية والتشريعية، مشيرة إلى أن ما مر به العالم في ظل ظروف جائحة كورونا أثبت نجاح الدولة في تسخير التكنولوجيا لخدمة مواطنيها في شتى المجالات، مشيدة في هذا الصدد بما اتخذته الحكومة من خطوات لتحقيق نجاح العمل عن بعد والتعليم والاجتماعات في ظل تلك الظروف، وذلك عبر تسخير التكنولوجيا وتطوير البرامج التي تدعم استمرار العمل عن بعد وعدم توقف الحياة.
وقالت «نتحدث معكم من منطلق أكاديمي بحكم التخصص والممارسة، فالجامعات والمؤسسات التعليمية لها مساهمات مشهودة في دعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال عبر اهتمام الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بتبني مناهج متخصصة في مجال الابتكار وريادة الأعمال والتعليم المتميز، اضافة الي تمكين التكنولوجيا وتحفيز الابتكار وزيادة براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية، لذا كان لزاما أن ندفع ونجتهد في إيجاد آليات عملية لتمكين منظومة الابتكار وريادة الاعمال عبر الشراكات والتطبيقات العالمية واتباع أفضل الممارسات والتطبيقات الناجحة وتأصيله في مناهجنا وأنشطتنا التعليمية واستيعاب التقنيات والتطبيقات الابتكارية لتحقيق الرفاه لشعوبنا محليا وخليجيا وعربيا وعالميا».
موجة تحول رقمي
أما الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في زين الكويت وليد الخشتي، فقال إنه وفي ظل موجة التحول الرقمي التي تجتاح العالم، بات من الضروري تبادل الخبرات والتجارب ما بين شركات القطاع الخاص والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لكي نحقق الاستفادة الأكبر من التكنولوجيا الحديثة في خدمة مجتمعاتنا.
وأضاف أنه في السنوات القليلة الماضية، وخاصة خلال جائحة كورونا، اعتمدت زين بشكل كبير على خبراتها ومنظومة شراكاتها الاستراتيجية للتوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث نجحت بفضل الله في تخطي عقبات الجائحة عن طريق تحويل معظم تعاملات عملائها نحو القنوات الرقمية، ما أدى إلى زيادة بنسبة 10% في عدد العملاء الذين استخدموا منصات زين الرقمية مقارنة بالعام الماضي، كما اعتمدت «زين» بشكل أكبر على أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة لإجراء المعاملات اليومية وطلبات العملاء آليا، وهو ما أثمر تقليل الوقت المطلوب لخدمة العملاء بكفاءة، وتحقيق معدلات عالية لرضا العملاء بشكل عام.
وأكد الخشتي على أن أبرز الأمثلة في ذلك كان، مساعد زين الذكي zBot الذي يعتبر من أحدث الخدمات التفاعلية التي أطلقتها زين لتعزيز جهودها في تحسين تجربة العملاء، حيث يتم من خلاله الرد على استفسارات العملاء بشكل آلي تماما من غير الحاجة لانتظار الرد من الموظف البشري، وذلك عن طريق تقديم نطاق واسع من الخدمات الأساسية في الشركة، حيث تم تدعيمه بأحدث حلول الذكاء الاصطناعي ذات المواصفات العالمية، ويتميز بالقدرة على معرفة احتياجات العميل وتفهم أسئلته، وتوجيهه إلى الخدمات المصممة خصيصا له في الوقت نفسه، مما يساعد على الرصد الصحيح والدقيق لاحتياجاته واختياراته لتقديم الخدمات بشكل أفضل وأسرع مستقبلا.
كذلك تطرق الخشتي إلى تطبيق «شلونك» الذي قال إنه كان مثالا رائعا على قدرات زين التقنية، مؤكدا أن خبرات وريادة «زين» أهلاها لتكون شريكا رئيسيا للحكومة في تطوير التطبيق خلال فترة زمنية قياسية، والتي تزامنت مع توجيهات القيادة السياسية بوضع وتنفيذ خطة إجلاء المواطنين العالقين في الخارج، كما كان للتطبيق الذي تم تطويره بجهود فريق زين بالتعاون مع وزارة الصحة ـ الأثر الكبير في احتواء الفيروس وتقنين انتشاره في الكويت.
ممكنات وتشريعات
من ناحيته، قال مستشار التخطيط الاستراتيجي بالمملكة العربية السعودية المستشار عبدالرحمن القعيشيش، ان المؤتمر يسلط الضوء على أهمية ومدى الحاجة الى تفعيل أدوات وممكنات وتشريعات وقنوات، إضافة الى تبني ممارسات قيادية واستقطاب الكفاءات من ذوي الخبرة التي بدورها تسهم في التقدم.
وأعرب القعيشيش عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تخدم بلداننا ومجتمعاتنا وشراكات تصب في مصلحة الاقتصاد وتسهم في دفع عجلة التنمية التي تتطلب في هذه المرحلة مشاركة رواد الاعمال ومساهمتهم في التطور والتقدم، لافتا إلى مستوى الاهتمام والرعاية التي توليها قيادة المملكة العربية السعودية في مجالات الابتكار والتقنية وريادة الاعمال سواء في تفعيل دور القطاعات الحكومية والخاصة او تحفيز المبتكرين أو تشجيع رواد الاعمال بتنويع قنوات دعمهم ماليا واداريا، وعلى أساس الجودة وليس الكم، لضمان الموائمة والفعالية والكفاءة والاستمرارية والنمو.
واختتم يقول إن مخرجات هذا المؤتمر من أوراق وتوصيات وما تتركه من آثار ستكون ممتدة للعالم والوطن العربي عموما، بما يؤكد على مبدأ التعاون المشترك وتبادل الخبرات والاستثمارات وتنويع الموارد البشرية وتسهيل الإجراءات الإدارية بين دول الخليج العربية لتنهض كدولة خليجية موحدة متكاملة في ظل مساعي الابتكار والثورة التقنية وسباق ريادة الاعمال.
تعزيز مناخ الابتكار
أما مساعد مدير إدارة المشاريع الخاصة في مجموعة الشركة الوطية لمشاريع التكنولوجيا «NEST» م.محمد الخليفي، أن انطلاق أعمال هذا المؤتمر إنما هو بتوفيق من الله ثم بفضل الجهود المبذولة من قبل القائمين عليه والتي تعكس مدى صدقهم وإيمانهم بالرسالة التي يؤدونها، معربا عن أمله في أن يسهم المؤتمر في ترسيخ الممارسات التي تهدف الى تطوير الإنسان بمهاراته وخبراته من خلال تعزيز مناخ الابتكار والموهبة وريادة الأعمال وتمكين منهجية علمية يمكنها الارتقاء بأدائه وقدراته على العمل ضمن منظومة متكاملة، وهو الأمر الذي قد يكون مهما في كثير من المجالات، لكنه في المجال التعليمي والتدريب يعتبر مرتكزا أصيلا ومحورا حاسما في نجاح وارتقاء تلك الخدمات المقدمة في أي مؤسسة في مختلف القطاعات.
وأضاف أن رسالة الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا تهدف لتوفير تعليم وتدريب متميز يشتمل على أحدث الوسائل وأرقى الأساليب التي توصل إليها العلم الحديث في المجالات التعليمية المختلفة من خلال الشركة الوطنية للخدمات التعليمية والتدريب، وهي احدى الأذرع الفنية المتخصصة التي تمتلكها مجموعة الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا، والتي تهدف لدعم الاقتصاد الوطني قبل سعيها للربح.
وأكد الخليفي أن الشركة الوطنية تدرك أن التعليم الشامل أمر حيوي لتقدم الدول في مختلف المجالات، وبناء عليه قررت الشركة معالجة الفجوة المعرفية الموجودة حاليا في سوق التعليم الكويتي والخليجي من خلال تطوير التعليم، التدريب التطبيقي الفني، وتقنيات التعليم (EdTech)، مضيفا انه وبالنظر إلى التطورات المتسارعة التي شهدتها أسواق التعليم والتكنولوجيا الدولية، ومن منطلق حرص NEST على دعم عجلة التنمية البشرية وتحسين جودة الخدمات التعليمية وتطوير منظوماتها فإنها قد استعرضت مجموعة من الخدمات والحلول التعليمية والتدريبية النوعية بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة وهي شركة إيون رياليتي، الشركة العالمية الرائدة في مجال نقل المعرفة والمهارات المعتمدة على الواقعين المدمج والافتراضي، في مجالي الصناعة والتعليم، والتي من شأنها تحقيق رؤية وأهداف شركائها، حيث يسهم هذا التعاون بشكل فعال وحيوي في نقل التكنولوجيا وتوطينها خصوصا تلك التكنولوجيات المرتبطة بالتعليم والمجالات الأخرى.
وأوضح ان دراسات وأبحاث لمؤسسات دولية مرموقة أثبتت أن التكنولوجيا المتداخلة Immersive Technology أكثر فاعلية في التطوير التعليمي، وتسمح للمتعلمين بالتعلم بطرق إبداعية مبتكرة مما يسهم بشكل حيوي وفعال في توسيع آفاقهم واكتشاف إمكاناتهم الكاملة، وتطوير قدراتهم حتى يصبحوا ضمن القوى العاملة التي نراهن عليها في تطوير المستقبل.
واختتم الخليفي يقول «إن العمل الإقليمي المتكامل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إنما يمثل أحد المحاور الرئيسية لتطور ونجاح مساعي دول الخليج نحو تطوير المشاريع النوعية التقنية والتعليمية بما ينعكس إيجابا على المشاريع الحضارية وعلى الخطط التنموية في المنطقة».
التقنيات الرقمية
بدورها، قدمت الرئيسة التنفيذية لأكاديمية الذكاء الاصطناعي ومديرة الابتكار بسلطنة عمان د. زهرة الرواحية، ورقة عمل تحت عنوان «دور سلطنة عمان في دعم منظومة الابتكار والتحول الرقمي»، مشيرة إلى أن الحكومات أدركت مؤخرا أهمية التقنيات الرقمية ودورها في دعم تحقيق الروئ والاستراتيجيات الوطنية من خلال تبني نهج المجتمع الرقمي وتطبيقه على كافة الأصعدة، مؤكدة أ الحكومة الرقمية أو الذكية تعتبر أحد العناصر الرئيسية لهذا النهج.
واضافت ان مخرجات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والسحابة الرقمية وتقنيات الجيل الخامس والتحليلات المتقدمة والمركبات ذاتية القيادة والروبوتات وغيرها، ستعمل على إحداث تغييرات كبيرة في طريقة تقديم الأعمال وتطوير الخدمات وتعزيز الابتكار في الاقتصاد الرقمي وتحسين القدرة التنافسية على المستويات الإقليمية والدولية.
واشارت الرواحية إلى أنه وإيمانا من القيادة الرشيدة بسلطنة عمان بأهمية توظيف التقنيات الرقمية الحديثة والاستفادة من التطورات والتحولات الكبيرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، فقد وجه سلطان عمان بتسريع تحقيق متطلبات الحكومة الإلكترونية من خلال تطوير خطة تنفيذية للتحول بهدف تحقيق مزيد من الكفاءة والشفافية والإنتاجية في القطاع العام والرفاهية للمواطنين في ظل المتغيرات الرقمية المتزايدة، وكذلك تعزيز الشعور بالأمن والثقة بين الحكومة والمجتمع.
وتابعت تقول، انه تمهيدا لوضع التوجيهات السامية موضع التنفيذ فقد قامت كل من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبالتعاون مع كافة المؤسسات الأخرى بإعداد إطار عمل وخارطة طريق وطنية متكاملة للتحول الرقمي وتمكين الابتكار ودعم ريادة الاعمال، حيث وضعت الخارطة التوجهات والطموح المستقبلي للسلطنة للانتقال للاقتصاد المعرفي والحكومة الذكية والاستفادة من توظيف التقنيات الناشئة لتمكين وتطوير بيئة العمل في جميع القطاعات.
دعم منظومة الابتكار
من جانبه، أكد رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أحمد السلوم، أن الحديث حول دعم منظومة الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الاعمال هو امر في غاية الأهمية لاقتصاداتنا الوطنية، خاصة في اعقاب التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا، وما يمر به العالم حاليا من تحديات اقتصادية غاية في الصعوبة بدأت بكورونا وانتهت بحرب أوكرانيا، لذلك فإنه واجب علينا دراسة الأمور بكل دقة للخروج بتوصيات وحلول نستطيع من خلالها المساهمة في إيجاد وسائل لمواجهة تلك التحديات غير المسبوقة على العالم.
واضاف أن العالم ما لبث وأن عاش حالة من التفاؤل بعد انحسار جائحة كورونا، الا وفوجئ بتحدي اقتصادي جديد غير جميع الموازين على مستوى العالم وهو حرب أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذين الحدثين قد احدثا موجة تضخمية كبيرة يعاني منها العالم حتى الآن، ومن نتائجها رفع أسعار الفائدة في العديد من دول العالم، لاحتواء تلك الضغوط التضخمية ومحاولة ضبط الأسعار، ولكن من آثار رفع أسعار الفائدة هو التأثير سلبا في عمليات التمويل والاقراض والتي تعتبر عنصرا أساسيا من عناصر دعم القطاعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الاعمال.
وقال ان ذلك كله سيكون له تأثير كبير على مستوى العالم في القطاعات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة والتي تعتبر العمود الفقري لاقتصاد أي دولة على مستوى العالم، ومن هذا المنطلق أرى ان المحنة التي يتعرض لها قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم قد تكون منحة لهذا القطاع في دولنا الخليجية، نظرا لما تتمتع به دول مجلس التعاون من دعم حكومي غير محدود لريادة الاعمال وللمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبالتالي فإن تلك الفترة تعتبر فرصة لهذا القطاع في دولنا من اجل منحه المزيد من التحفيز والدعم ومن ثم حصوله على حجم ومساحة اكبر عالميا في ظل ما سيواجهه قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول الأخرى.
ودعا السلوم الحكومات الخليجية الى التركيز على دعم هذا القطاع في هذا الوقت ومنحه المزيد من الاهتمام، كما خاطب الشركات الكبرى وحاضنات الاعمال الى التركيز في تلك الفترة على تنمية ودعم رواد الاعمال ومنحهم المزيد من البرامج والتدريب، لان هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم على المستوى الاقتصادي قد يخلق اقتصادات جديدة وواعدة، ونأمل ان نكون من تلك الاقتصاديات، خاصة ان دولنا الخليجية قطعت شوطا ناجحا في التحول الرقمي والحوسبة السحابية في العديد من الخدمات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبإمكان هذا القطاع في منطقتنا ان يتميز ويصبح رائدا في المجالات التي يعمل بها.