رباب الجوهري - شريف حمدي
في خطوة تاريخية واستثنائية ومع قرع جرس بورصة الكويت للإعلان عن التدشين الأضخم في تاريخها، تم إدراج سهم شركة أولاد علي الغانم للسيارات كأول شركة عائلية لوكالات السيارات تدرج في الأسواق الخليجية، حيث بلغت تغطية الاكتتاب التي تمت خلال الأيام الماضية 11 ضعف المخطط له تقريبا، ما يعكس ثقة المستثمرين نظرا للإقبال الكبير الذي شهدته عملية الطرح والتي تناولت 45% من الشركة، ويأتي قرار الشركة بالإدراج في سوق الأسهم استشرافا منها للتوجهات الحالية للأسواق العالمية والتوقعات في المستقبل القريب، ورغبة في توسيع آفاق الاستثمار، لاسيما في ظل التعثر الذي تشهده الشركات العائلية على الصعيدين الدولي والإقليمي عند وصولها للجيل الثالث، حيث تشير كل المؤشرات الاقتصادية إلى أن شركات المساهمة العامة ستتسيد المشهد في المستقبل القريب.
وأضافت الشركة خلال بيان ان إدراجها في بورصة الكويت يدخل أيضا ضمن استشعارها لواجباتها الرئيســــية كشركة رائدة في المنطقة عموما والكويت على وجه الخصوص، حيث تهدف إلى تبني مفاهيم الشفافية والحوكمة وتوسيع نطاق العمل بما يؤدي إلى استحداث المزيد من الفرص الوظيفية المتميزة للشباب، كما أن الإمكانات الكبيرة التي تحظى بها الشركة وكوادرها المتميزة تمثل قوة دفع إضافية تمكنها من تحقيق أهدافها المعلنة.
ثقة كبيرة
وتعليقا على خطوة الإدراج في سوق الأسهم، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة م.فهد علي الغانم أن الإقبال الواسع الذي وجدته عملية الاكتتاب من قبل المستثمرين من داخل وخارج الكويت يشير بوضوح إلى الثقة الكبيرة التي تتمتع بها الشركة، مضيفا ان هذا الزخم يضعهم أمام تحد كبير لتلبية احتياجات العملاء وأصحاب المصلحة الأساسيين. وقال: نفخر بكوننا أول شركة عائلية خليجية تعمل في قطاع السيارات تدرج في الأسواق المالية بالمنطقة، ونتمنى أن تتخذ باقي الشركات العائلية الخليجية التي تمارس هذا النشاط نفس مسارنا الذي نتوقع أن يحقق قيمة مضافة وفائدة حقيقية للاقتصادات الوطنية. وعزا الغانم الأسباب التي دفعتهم لاتخاذ هذه الخطوة إلى المصاعب التي تواجهها الشركات العائلية في كافة أنحاء العالم. وقال موضحا: المؤشرات التي أمامنا تؤكد أن ما يتراوح بين 70% و 80% من الشركات العائلية على المستوى الدولي تنهار أو تتعثر عند وصولها إلى الجيل الثالث، كما تتعرض إلى مشكلات متعددة بسبب تعاقب الأجيال واختلاف وجهات النظر، لذلك رأينا أنه من الحكمة الاستفادة من تلك التجارب وإدراج الشركة في البورصة، كما أن الشركات المدرجة تتمتع بمستوى عال من الشفافية والحوكمة، مما يساعد على توسع الأعمال داخل وخارج البلاد، وبالتالي زيادة الإيرادات ورفع مستوى الأرباح.
وأضاف الغانم خلال مؤتمر صحافي عقد عقب إدراج السهم في السوق إنه سعيد بالنجاح الذي صاحب عملية اكتتاب الشركة وإدراجها في بورصة الكويت، ويعد الإدراج الأكبر في تاريخ البورصة من حيث حجم التغطية، وذلك رغم عدم وجود قرار بعدم قبول طلب أي جهة حكومية، إلا ان الإقبال منقطع النظير الذي شهدته عملية الطرح قذف بالطلبات المقدمة 11 ضعفا، مما يعكس ثقة المستثمرين في الشركة، مشيرا إلى ان ثقة المستثمرين تحملنا المسؤولية أمامهم، موضحا ان الطرح شهد إقبالا من الأوساط الاستثمارية المختلفة من المؤسسات المالية والصناديق والشركات والأفراد.
الهدف .. الاستمرارية
وأوضح ان الهدف من إدراج الشركة هو استمرارية الشركة، مشيرا إلى سعي الشركة لتطبيق مبادئ الحوكمة والشفافية التي سنحظى بها من خلال إدراج أسهم الشركة في البورصة وهو ما سيقدم مساهمة كبيرة في الاقتصاد الوطني.
على الصعيد ذاته، اعتذر الغانم من جميع المستثمرين، على انخفاض نسبة التخصيص التي لم تتجاوز 6% بسبب الإقبال الكبير على التغطية التي بلغت 11 مرة، مشيرا إلى تواجد العديد من الملاك الأجانب الجدد، معربا عن شكره لهيئة أسواق المال وإدارة البورصة لتذليل الصعوبات التي واجهتنا في الإدراج وشركة الاستثمارات الوطنية، ومدراء الاكتتاب على الجهد المبذول في الاكتتاب الكبير والأنجح في تاريخ بورصة الكويت، متمنيا ان تخطو الشركات العائلية نفس الخطوة، مشيرا إلى ان تخصيص الأسهم كان موزعا نسبة وتناسب ما بين الشركات وصناديق وأفراد ومؤسسات، حتى تكون تشكيلة المستثمرين مناسبة للسوق.
وردا على إمكانية تراجع سعر السهم خلال التداول عن سعر الاكتتاب أسوة ببعض الأسهم السابقة، قال الغانم ان سعر السهم يخضع لآلية العرض والطلب في السوق، بالإضافة الى اننا سنعمل على تعيين صانع سوق للسهم.
وردا على سؤال حول استثمارات الشركة في قطاع السيارات المستقبلية لتحسين سعر السهم، قال ان الشركة لديها استثمارات في السوق المصري، معربا عن أمله في ان يواصل سوق السيارات المحلي نموه بمعدلات جيدة، موضحا ان سوق السيارات العالمي يواجه مخاطر حاله حال أي قطاع آخر لكنها مخاطر محسوبة بالنسبة لنا وقادرون على التعامل معها.
وشدد الغانم على أن أبلغ رد على المشككين في عملية الإدراج هو ثقة المستثمرين وطلبات الاكتتاب الأعلى في الكويت، مبديا استغرابه من محاولة البعض خلط السياسة بالاقتصاد في الكويت، حيث كان الأجدى بهؤلاء الحث على إدراج الشركات لما في ذلك من تحقيق الشفافية، وأنا أسأله (موجها حديثه لأحد النواب): هل لديك القدرة على التعامل بشفافية والإعلان عن عملياتك التجارية والمناقصات؟
آثار إيجابية
بدوره، رحب الرئيس التنفيذي في شركة بورصة الكويت محمد العصيمي بإدراج شركة علي الغانم وأولاده في البورصة وتداول أسهمها في السوق الأول، وذلك بعد نجاح أكبر طرح ثانوي لشركة عائلية محلية، وأكد أن هذا الإدراج يعد نوعيا وستكون له آثار إيجابية على تشجيع المزيد من الشركات والمجموعات التشغيلية الكويتية خلال الفترة المقبلة، وأوضح خلال المؤتمر الصحافي أن توفير مثل هذه الفرص لا شك أنه يستقطب شرائح مختلفة من المستثمرين، مبينا أن مثل هذه العمليات ستؤثر بالإيجاب في دفع منظومة السوق نحو المزيد من التطور في المستقبل، ووجه العصيمي الشكر لشركة «علي الغانم» على تلك المبادرة، فيما أشاد بدور شركة الاستثمارات الوطنية بالتعاون مع شركة كامكو انفست وهيرميس وبيتك كابيتال على الدور المقدم منها في إدارة الطرح والإدراج بكل اقتدار.
الأول من نوعه
من جانبه، أكد رئيس اللجنة التنفيذية لشركة بورصة الكويت بدر ناصر الخرافي أن إدراج شركة علي الغانم وأولاده يعد سابقة هي الأولى من نوعها لإدراج كيان عائلي تشغيلي كبير بهذا الشكل، موضحا أن مثل هذه الإدراجات النوعية ستكون لها انعكاسات إيجابية على البورصة، لافتا إلى أن تداول الشركات العائلية بدأ يظهر للنور ما يحقق استمرارية للشركات والأجيال المتعاقبة.
وبين أن العملية يترتب عليها دائما تنويع شريحة المساهمين بما يضمن لها سيولة عالية ومعدلات دوران مرتفعة لدى الإدراج، وذكر أن إدراج الشركات العائلية يعطي ولاء أكبر للعلامة التجارية، مؤكدا ان إدراج «أولاد علي الغانم للسيارات» جاء وفقا لأعلى المعايير العالمية، حيث مرت العملية بتطورات مختلفة خلال طرح الأسهم للاكتتاب وإدارتها بكل حرفية من قبل فريق مستشاري الإدراج بقيادة الاستثمارات الوطنية وبمشاركة عدد من الشركات الكبرى، معربا عن تفاؤله بمستقبل بورصة الكويت، خصوصا أن إدراج الكيانات التشغيلية يزيد من إقبال الأوساط الاستثمارية المختلفة إليه محليا وخارجيا.
وكشف الخرافي عن مباحثات أولية تجريها شركة الاستثمارات الوطنية مع أكثر من مجموعة محلية للإدراج، مشيرا إلى أنه سيتم الإفصاح عن التفاصيل في الوقت المناسب وعند التوصل لصورة واضحة للأمر.
وتابع: هناك الكثير من الشركات العائلية التشغيلية الناجحة في السوق تتابع تطورات مثل هذه الإدراجات التي تؤتي ثمارها بالفعل، مؤكدا أن الباب مفتوح على مصراعيه لاستقطابها خلال الفترة المقبلة.
بدوره، قال ممثل شركة الاستثمارات الوطنية «مستشار الإدراج» خالد الفلاح إن قيد شركة علي الغانم وأولاده للسيارات وتداول أسهمها في البورصة يعد إدراجا تاريخيا لعدة أسباب، منها الإقبال منقطع النظير على الاكتتاب من قبل شرائح المستثمرين المختلفة بين أفراد وصناديق وشركات ومؤسسات كبرى.
وأضاف أنها المرة الأولى التي يشارك فيها 4 مستشارين ماليين ما بين الاكتتاب والإدراج، حيث استغرقت عمليات التجهيز للإدراج زمنا قياسيا بين انتهاء الاكتتاب والإدراج الرسمي، مشيرا إلى ان إقبال العديد من الشركات والمؤسسات والصناديق المحلية والأجنبية، بجانب الأفراد على الطرح دعا الاستثمارات الى تخصيص 65% من المطروح للصناديق والشركات المحليـــــــة والأجنبية، و35% للأفراد وفقا للمعايير العالمية المتبعة.
وذكر أن الاكتتاب كان محملا بعوائد حيث افتتح السهم تعاملاته الرسمية عند مزاد الافتتاح بسعر 950 فلسا بزيادة 20% على سعر الاكتتاب البالغ 793 فلسا للسهم. وأشاد الفلاح بجهود قياديي الشركة وعلى رأسهم العم علي ثنيان الغانم، وذلك لحرصهم على الإدراج في بورصة الكويت، فيما أثنى على دور هيئة أسواق المال والبورصة والشركة الكويتية للمقاصة والفريق الاستشاري.
وأضاف الفلاح: بدورنا سنعمل على تشجيع الشركات العائلية المحلية والنفطية والحكومية على الإدراج في البورصة خلال الفترة المقبلة، وتابع أن القيمة السوقية الإجمالية للبورصة بلغت حوالي 46 مليار دينار والمؤشرات العامة تسجل أداء متناميا، فيما أشار إلى أن السوق الاول حقق خلال العام الماضي ارتفاعا بنسبة 26% في إشارة الى أن قطاع البنوك يشكل 60% من وزن السوق حاليا، منوها في الوقت نفسه إلى أن البيئة الاستثمارية في بورصة الكويت باتت مواتية لمزيد من التطوير بما يساعد على جذب المزيد من رؤوس الأموال المحلية والأجنبية، وكذلك استقطاب شركات نوعية خلال الفترة المقبلة، حيث ان السوق شهد إدراج 8 شركات فقط منذ العام 2018 في الوقت الذي تشهد فيه أسواق مجاورة مثل السوق السعودي إقبالا كبيرا سنويا والمشهد المحلي أصبح مهيأ للمزيد.
وختم: وجب علينا أن نوفر فرصا استثمارية أكبر للمتعاملين مستقبلا، والأمر يستدعي تعاونا من جميع الأطراف.
تداول نحو 36 مليون سهم.. بـ 32.8 مليون دينار
انطلق سهم شركة أولاد علي الغانم للسيارات بسعر افتتاح بلغت قيمته 950 فلسا، فيما وصل إلى الحد الأعلى ببلوغه 966 فلسا خلال التعاملات، فيما أنهى السهم تعاملات اليوم الأول عند مستوى 884 فلسا بعد تداول أكثر من 36 مليون سهم بقيمة 32.8 مليون دينار.
وفي سياق متصل، تراجعت مؤشرات بورصة الكويت أمس بشكل جماعي، إثر عمليات تصريف لجني الأرباح من الأسهم التي شهدت ارتفاعات سعرية في الجلسات الماضية، وترتب على ذلك خسارة القيمة السوقية ما نسبته 0.4% بما قيمته 201 مليون دينار، وزادت السيولة بنسبة 8% بمحصلة 46.2 مليون دينار ارتفاعا من 42.8 مليون دينار أول من امس، وتصدر «بيتك» الأسهم الأعلى استحواذا على السيولة بـ 6.7 ملايين دينار. وارتفعت أحجام التداول بنسبة 18% من تداول 178.8 مليون سهم ارتفاعا من 150.9 مليون سهم أول من امس، تصدرها أعيان بـ 31.7 مليون سهم، وتراجعت مؤشرات السوق امس بنسبة 0.37% للسوق الأول بخسارة 31.6 نقطة ليصل إلى 8461 نقطة، كما تراجع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 0.7% بخسارة 41 نقطة ليصل إلى 5956 نقطة، وتراجع مؤشر السوق العام بنسبة 0.4% بفقد 34 نقطة ليصل إلى 7640 نقطة. وارتفعت أسعار 33 سهما مقابل تراجع أسعار 86 سهما واستقرار أسعار 16 سهما، فيما لم يجر التداول على أسهم 24 شركة.
قطاعيا، انخفضت مؤشرات 10 قطاعات تصدرها السلع الاستهلاكية بـ 1.6%، وارتفعت مؤشرات قطاع وحيد هو الطاقة بـ 0.3%.