أعربت ميليشيات قوات سورية الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد، عن رغبتها في التعاون مع حكومة دمشق، في وجه الهجوم الذي تلوح به أنقرة على مدينتي منبج وتل رفعت لاستكمال إقامة المنطقة الآمنة شمال سورية بعمق 30 كلم.
وقالت «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة إنها ستنسق مع قوات الحكومة السورية لصد الهجوم.
وأضافت ان القرار جاء بعد اجتماع طارئ لكبار قادتها تناول التهديدات التي كررها الرئيس رجب طيب أردوغان في الأسابيع الماضية حول عملية عسكرية جديدة جنوب الحدود التركية داخل الأراضي السورية.
وأكدت في بيان أن «أي هجوم سيعيد السوريين إلى المربع الأول من الأزمة». وأضافت في البيان الذي نشر في حسابها الرسمي على فيسبوك: «ناقش الاجتماع تأثير أي غزو تركي جديد على الوضع الإنساني في مناطق شمال وشرق سورية والمناطق المستهدفة بشكل خاص». واعتبرت الميليشيات التي أعلنت ما يسمى الإدارة الذاتية من جانب واحد، أن الهجوم «مقدمة لتقسيم سورية».
وشدد الاجتماع على استعداد القوات ورفع الجاهزية وإتمام الاستعدادات لمجابهة الهجوم بحرب طويلة الأمد. وهدد بأن مواجهته لن «تقتصر في المناطق المستهدفة فقط، إنما ستتوسع نطاقها لتشمل مناطق أخرى داخل الأراضي السورية».
وكان مظلوم عبدي قائد الوحدات الكردية، دعا سابقا إن الجيش السوري لاستخدام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية، وفقا لمكالمة هاتفية أجراها مع «رويترز».
في غضون ذلك، قال مسؤولون أتراك ومسؤولون في المعارضة السورية المسلحة إن روسيا وسورية عززتا قواتهما في الشمال.
وستوفد روسيا، التي حذرت في مطلع الأسبوع من تصعيد عسكري، وزير الخارجية سيرغي لافروف لإجراء محادثات في أنقرة اليوم.
وقال متحدث باسم الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من أنقرة إن روسيا تعزز مواقعها بالقرب من تل رفعت ومنبج والضواحي الجنوبية لعين العرب وعين عيسى، وتقع جميع هذه البلدات على بعد 40 كيلومترا من الحدود التركية.
وقال الرائد يوسف حمود لـ «رويترز»: «منذ الإعلان عن العملية، أعلن النظام السوري وميليشياته الإيرانية التعبئة ويرسلون تعزيزات إلى وحدات حماية الشعب» الكردية التي تهيمن على «قسد».
وأضاف ان مخابراتهم رصدت طائرات هليكوبتر روسية تهبط في قاعدة جوية قريبة من تل رفعت.
تقول أنقرة إنها يجب أن تتحرك لأن واشنطن وموسكو نكصتا عن وعودهما بإبعاد الوحدات الكردية 30 كيلومترا عن الحدود التركية بعد الهجوم التركي عام 2019. ومع سعي القوتين للحصول على دعم تركيا بشأن أوكرانيا، قد يوفر الصراع لها بعض النفوذ.