عجيب وغريب ما نشاهده ونلاحظه في بلدنا الغالي الكويت، وقلّ أن تجد له مثيلا، الكل يتآمر على المستهلك خاصة من بعض تجار الأسماك ممن لا يخافون الله، ورغم أن الكويت تطل على الخليج ولشعبها تاريخا طويلا في ركوب البحر، إلا أن زيادة أسعار الأسماك والربيان جنونية بشكل لا يصدق، فكيلو الزبيدي فاق كل التوقعات وسلة الربيان وصلت إلى أكثر من مائة دينار!
أمر عجيب ومؤسف ولا يصدقه عقل ولا يوجد له تفسير إلا أن يكون هناك تلاعب بمقدرات هذا الشعب، فقد ترتفع أسعار الأسماك والربيان في أكثر دول العالم، لكن أن ترتفع في الكويت فهذا أمر عجيب وتخريب بفعل فاعل باع ضميره من أجل أن يمتص دماء المستهلكين من مواطنين ومقيمين، فالكويت دولة بحرية شواطئها على الخليج العربي، فأهلها صناعتهم البحر منذ القدم، وتصدير الأسماك الكويتية كان عاملا رئيسيا في أزمة الأسماك، لذلك من الأفضل منع تصدير الأسماك، فالبحر ملك لنا بخيراته وليس حكرا على أحد ولسنا بحاجة إلى بعض الملايين، فلقد أغنانا الله سبحانه وتعالى.
لكن الجميع يتملص من ارتفاع الأسعار، الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية تصرح بأنها ليست جهة رقابية على الأسعار ولا دخل لها بارتفاع الأسعار أو انخفاضها، إنما هي جهة رقابية على طرق ووسائل الصيد وأماكن الصيد ومواعيد الحظر، وأن أمر أسعار الأسماك والربيان ليس بيدها، وان هناك جهات أخرى تراقب عمليات التصدير والاستيراد.
وللأسف تتبرأ الجهات المعنية الأخرى أيضا من أن تكون سببا في ارتفاع أسعار الأسماك والربيان وألقوا اللوم بالتبعية على الآسيويين الذين استأجروا البسطات من الباطن بأنهم هم الذين يتلاعبون بأسعار الأسماك والربيان وغيرها، فلا حل إلا بمقاطعة شراء الأسماك والربيان أسبوعا أو اثنين أو شهرا على سبيل المثال حتى يعود الجشعون الى التعقل ويرجعوا إلى رشدهم، ونناشد قيادات ومسؤولي وزارة التجارة بألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام جشع بعض التجار، وعلينا أن نتكاتف جميعا للجم هذه الارتفاعات الجنونية بالأسعار، وقد أثبتت على الدوام الحملات الشعبية لمقاطعة بعض السلع جدواها، فعندها لن يجد الجشعون من بعض التجار مستهلكا يدفع ليملأون جيوبهم.
قال الشاعر:
هي القناعة لا أرضى بها بدلا
فيها النعيم وفيها راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل فاز منها بغير اللحد والكفن؟
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.. اللهم آمين.
[email protected]