- سكان الجليب: نحن مع أي إجراء من «الداخلية» والجهات المعنية للحد من المخالفات بأنواعها وانتشار الفوضى من سرقات ومشاجرات وأعمال منافية للآداب ومخالفين للإقامة
- «الجليب» بحاجة إلى اهتمام أكبر وحلّ معاناة قاطنيها عبر التثمين المناسب والعناية بالخدمات المقدمة ومنع انتشار العمالة السائبة وتحول بعض الجاليات إلى «مافيا» للتحكم بالآخرين
أجرى التحقيق: محمد الدشيش
هناك الكثير من المناطق التي تحتاج إلى اهتمام ومتابعة من الجهات الحكومية المعنية على جميع المستويات الخدمية والأمنية، ولعل أبرزها منطقة جليب الشيوخ، تلك المنطقة التي اصبحت احد أبرز اوكار المخالفين للاقامة والخارجين عن القانون، والتي اصبحت تشكل هاجسا امنيا لوزارة الداخلية، وتحولت إلى حديث الشارع الكويتي بسبب ما تعانيه من تجاوزات مختلفة على القانون من حيث ازدحامات الشوارع وانتشار الاسواق المتنقلة والباعة الجائلين على الارصفة وفي الساحات بشكل غير مرخص، إضافة إلى نقص الخدمات وكثرة العمالة السائبة، وتفشي الجريمة وانتشار الأعمال المنافية للآداب والمخدرات والسرقة وغيرها، حتى اصبح الداخل إليها مفقودا والخارج منها مولودا بسبب سيطرة أعداد من بعض الجاليات عليها، والذين صاروا أشبه بالمافيا المتحكمة في كل شيء داخل المنطقة. هذا وتترقب «الجليب» عملية تطهير شاملة تتناسب مع موقعها الاستراتيجي بعد أن اعلنت وزارة الداخلية انها بصدد القيام بحملة مشددة للقضاء على جميع السلبيات والمخالفين في الجليب، قامت «الأنباء» بجولة في المنطقة على أسواقها وبعض شوارعها، واستطلعت آراء عدد من سكان منطقة الجليب من بعض المواطنين المغلوب على امرهم وبعض العوائل وعن شكاواهم وما يعانونه في هذه المنطقة من مشكلات متنوعة، ومطالبتهم الحكومة بإيجاد الحلول الجذرية والمناسبة لهذه المنطقة التي تتمتع بموقع جغرافي مميز، وفيما يلي التفاصيل:
البداية كانت بلقاء «الأنباء» مع ام يوسف المطيري التي قالت: منذ عام 1967 وانا اسكن في منطقة الجليب وقد درست فيها، وكانت جليب الشيوخ مدينة متكاملة وسكانها من اهل الكويت ومن جميع اطيافهم، وحتى عام 1992 عندما غادرت المنطقة كانت منطقة آمنة وصالحة للسكن، ولكنها اليوم اصبحت حديث الشارع الكويتي بسبب كثرة التجاوزات في هذه المنطقة، حيث اصبح معظم المخالفين والمتوارين كالسارقين والمجرمين والمدمنين والهاربين من الخدم والسائقين الذين يبحثون عن الامان يذهبون الى منطقة الجليب، حيث يجدون فيها من يساعدهم على الاختباء، كما قد يجدون من يعملون عندهم ويتسترون عليهم.
وأضافت المطيري: نسمع بين فتره وأخرى عن أن وزارة الداخلية بصدد اجراء حملة امنية على المنطقة، ولكننا لا نرى شيئا على ارض الواقع، علما ان رجال الداخلية كانت لديهم فرصة ذهبية لتطهير الجليب من جميع المخالفات اثناء فترة «كورونا» عندما تمت إقامة الحظر على المدينة سواء خلال الحظر الجزئي أو الحظر الكلي، واصبحت المنطقة تحت تصرف الدولة وجميع مداخلها ومخارجها مغلقة، وكان الافضل وقتها الدخول للمنطقة والامساك بجميع المخالفين وترحيلهم الى دولهم ووضع المجرمين منهم في السجن ليكونوا عبرة لغيرهم، ولكن انا اقول انها فرصة وضاعت على وزارة الداخلية.
وبسؤال «الأنباء» للمطيري عن الحل برأيها، قالت: أرى أن هناك 3 مراحل للحل يمكن اتباعها، اولا هو تثمين المنطقة وانشاء مدن للعمالة النظامية تكون بعيدة عن سكن العائلات، واعطاء فرصة للمخالفين مدة 6 اشهر لتصحيح اوضاعهم والعمل بشكل نظامي او مغادرة البلاد على نفقة الدولة، ومن بعدها تقوم وزارة الداخلية بعمل حملة مشددة داخل المنطقة للامساك بالمخالفين الذين لم يستجيبوا لجميع التسهيلات والفرص الممنوحة لهم من الدولة، وهذا الأمر يمكن تطبيقه بسهولة ويفضل الإسراع به وبدء تنفيذه قريبا جدا.
كرة ثلج
كما التقينا مع ابوسلطان العنزي الذي قال لـ «الأنباء»: بالنسبة لمنطقة جليب الشيوخ حدث ولا حرج، فهي مشكلة تكبر كل يوم حتى أصبحت مثل كرة الثلج، والحل موجود لدى الحكومة ويمكنها تطبيقه، وهذا الأمر الذي نتمناه جميعنا حتى لا تتفاقم المشكلة وتقع الكارثة مثلما حدث سابقا في منطقة خيطان التي كانت بسبب تواجد جالية واحدة فقط وتسكن في ذات القطعة من خيطان والتي استمرت لمدة أسبوع حتى تمت السيطرة عليها من قبل وزارة الداخلية والقوات الخاصة، ومن ثم قامت الدولة بتثمينها على عكس منطقة الجليب التي يسكنها اكثر من 20 جالية حاليا، وهم يسكنون على شكل تجمعات في منطقة الجليب، وكل جالية مسيطرة على شارع او قطعة سكنية معينة.
وعند سؤال العنزي عن الحل أوضح أنه لا يوجد حل غير تثمين المنطقة واعادة توزيعها على المواطنين على ان تكون منطقة نموذجية مثل المناطق الحديثة في جميع محافظات الكويت، والجميع يعرف ان منطقة الجليب تعتبر واجهه للقادمين الى الكويت بسبب قربها من مطار الكويت الدولي، وجامعة الشدادية، وكذلك ستاد جابر الدولي وموقعها الذي يتوسط معظم المناطق السكنية أيضا.
قيمة التثمين
أما مرزوق مفلح المطيري فقال لـ «الأنباء»: منطقة الجليب كل ما تتوقعه تجده فيها، وفيها كل ما لا يتصوره عقل إنسان، وهي المنطقة المختلفة عن جميع مناطق الكويت في المحافظات الست، حيث تجد هناك إعلانات في الشوارع لبيع الأعضاء البشرية، والمخالفات بأنواعها والشوارع المكسرة وانعدام النظافة وأيضا الباعة المتجولين، وكذلك عندما نتحدث عن قيمة التثمين نجد أنها كانت أقل المناطق من حيث سعر المتر، واذا كانت هناك حملات من قبل وزارة الداخلية لتطبيق القانون والقضاء على المخالفين والمجرمين فنحن نؤيدها ونساندها في إجراءاتها ليتم إغلاق هذا الملف بشكل نهائي وتتحول الجليب إلى منطقة نموذجية في كل شيء.
تطوير نموذجي
والتقينا أيضا مع ابوعبدالله الشمري، وهو من سكان المنطقة سابقا، ليعبر عن رأيه بالمنطقة وأوضاعها، فقال: أصبحت الجليب تضم كل سارق وكل هارب من كفيله وكل سيارة مسروقة، وكل من يريد التواري عن الأنظار والملاحقات القانونية أصبحت الجليب مقرا له، فكثير من المحلات تعمل من دون تراخيص وعمالتها من دون إقامات، والكثير من الأسواق على الأرصفة يديرها وافدون خارجون على القانون وهم مخالفون لقانون الاقامة.
وعند سؤال «الأنباء» عن الحل كما يراه، قال الشمري: كثير من الناس يطالبون بتثمينها، والبعض يطالبون بتطويرها، وأنا أرى الحل في تطهيرها بداية من المخالفات ثم تطويرها لتصبح منطقة نموذجية ويسكنها المواطنون والعائلات، ويتم منع جميع الشركات من تأجير العمارات لسكن العمالة من العزاب ويتم إنشاء مناطق خاصة بالعمالة بعيدا عن مناطق العائلات، وهذه الحلول كلها ممكنة ونتمنى الإسراع في اتخاذ الخطوات العملية والسريعة بهذا الشأن.
حظر كلي أو جزئي
بدوره، قال ميسر اليوسف: قبل يومين سمعنا عن تطويق الجليب، وأن هناك نية لفرض حظر جزئي او كلي عليها ليس بسبب «كورونا» ولكن لتطهيرها من المخالفين، ونحن مع هذا الإجراء ونتمنى أن تتم إقامة حظر كلي عليها وتطهيرها من المخالفين بأسرع وقت. وزاد اليوسف: انا من مواليد منطقة الجليب واعرفها جيدا وكان أغلب سكانها في السابق من المواطنين، مع القليل من العوائل العربية، وكانت هناك نسبة من الآسيويين، اما الآن فأصبحت تجمع أطياف الكرة الأرضية بجنسياتهم المختلفة، والملاحظ خلال الوقت الاخير كثرة الأفريقيين بها، وهم ربما يعتبرون اكثر مخالفات من العمالة الآسيوية، ونحن نساند جميع اجراءات وزارة الداخلية التي تقوم بها لإعادة منطقة الجليب الى جمالها والى قائمة مناطق الكويت النموذجية والجاذبة للمواطنين، بعد ان أصبح الكثيرون يطلقون عليها أسماء لا تنتمي للكويت بأي صلة بسبب كثرة المخالفات وانتشار المخالفين فيها، وسوء الخدمات المقدمة فيها.
نقاط أمنية
من جهته، قال محمد المؤمن، وهو صاحب أحد محلات الذهب في منطقة الجليب: المنطقة شبه مغلقة ومقصد للمخالفين منذ وقت طويل، فهناك الكثير من العوائل العربية والآسيوية من المخالفين لقانون الاقامة منذ عشرات السنين، وهم يتكاثرون ويعملون في الجليب، ولا يحتاجون لأن يخرجوا من المنطقة لأي سبب كان، فكل شيء متوافر لديهم، اما في الآونة الاخيرة فازداد عدد العزاب من جميع الجنسيات بشكل كبير، وكثرت أعداد المخالفين والمجرمين وأيضا الخدم الهاربين من كفلائهم، وصرنا نسمع عن وجود مروجي السموم والمخدرات والدعارة، واصبحنا في عالم آخر لا يعلم به الا الله، ونحن نطالب وزارة الداخلية ونساندها في اي اجراء تتخذه او أي حملة تقوم بها للقضاء على هذه المخالفات وانهاء معاناة الكثيرين من المواطنين الذين اصبحوا اغرابا في وطنهم بسبب هذه المخالفات والتجاوزات. وطالب المؤمن وزارة الداخلية بتكثيف تواجد رجالها في منطقة المجمعات التجارية وتوفير نقطة أمنية ثابتة وسط الأسواق للسيطرة على الوضع ومنع وقوع المخالفات وردع المستهترين والمخالفين، فهناك الكثير من السرقات وأحيانا حالات تهديد بالسلاح الأبيض على الموظفين والعاملين في بعض المحلات من بعض الخارجين على القانون لمحاولة السرقة، وقد حصلت الكثير من حوادث السرقة في وضح النهار من دون حسيب او رقيب، وهناك الكثير من الأمور الأخلاقية المنافية للآداب العامة والغريبة في مجتمعنا مثل التسكع والتحرش بالنساء «عيني عينك» من دون حياء أو خجل ومن دون أي رادع ديني أو أخلاقي أو قانوني، وكلما تم حل قضايا المخالفات كلما أصبحت المنطقة أكثر أمنا وأمانا، وهذا ما يريده الجميع.