مازالت الجهود الدولية لتلافي أزمة الغذاء العالمية تراوح مكانها، في وقت تستعر الحرب شرق أوكرانيا، وسط معلومات عن تراجع القوات المدافعة عن سيفيرودونيتسك، بسبب شدة القصف الروسي.
ولم تفلح الجهود التركية في التوصل لحلحلة لمسألة تصدير الحبوب الأوكرانية، حيث رفضت كييف أمس تطمينات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن روسيا لن تستغل الموقف لصالحها إذا سمحت كييف بمغادرة شحنات الحبوب عبر البحر الأسود واصفة تلك التطمينات بأنها «كلام أجوف».
وكتب أوليغ نيكولينكو المتحدث باسم وزارة الخارجية على تويتر أن «المعدات العسكرية مطلوبة لحماية الشريط الساحلي (علاوة على) مهمة بحرية للقيام بدوريات حراسة في مسارات الصادرات بالبحر الأسود. لا يمكن السماح لروسيا باستغلال مسارات الحبوب لمهاجمة جنوب أوكرانيا».
جاء ذلك، ردا على إعلان لافروف أمس بأن روسيا «مستعدة» لضمان سلامة السفن التي تنقل حبوبا والتي تغادر الموانئ الأوكرانية، بالتعاون مع تركيا.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو: «نحن جاهزون لضمان سلامة السفن التي تغادر الموانئ الأوكرانية.. بالتعاون مع زملائنا الأتراك». لكنه ألقى مسؤولية حل مشكلة استئناف شحنات الحبوب على كييف، وذلك من خلال نزع الألغام في المياه المحيطة بموانئها لحمايتها من الهجمات الروسية. وأضاف: «الشيء الوحيد المطلوب هو أن يدع الأوكرانيون السفن تخرج من موانئهم، إما عبر إزالة الألغام أو عن طريق تحديد ممرات آمنة، ولا شيء أكثر من ذلك».
وعرضت تركيا، بناء على طلب من الأمم المتحدة، مساعدة لمرافقة هذه القوافل من الموانئ الأوكرانية. وأشار تشاووش أوغلو إلى أن الأمم المتحدة لديها خطة «منطقية وقابلة للتحقيق. على أوكرانيا وروسيا قبولها».
وأفاد بأن هذه الخطة تسعى لإنشاء ممر لنقل الحبوب والمنتجات عبر البحر الأسود.
وأضاف، أن خطة الأمم المتحدة تشمل الاتفاق المشترك بين جميع الأطراف، وهي روسيا وأوكرانيا بالإضافة إلى تركيا. وقال مصدر ديبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن هويته في ختام المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين التركي والروسي: «أعددنا خطة لإنشاء ممرات غذائية آمنة. عرضناها على روسيا لكن موسكو ألقت الكرة مرة أخرى في ملعب أوكرانيا»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
بموازاة ذلك، حذر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أمس من أن الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية الذي يعرقل صادرات القمح وقد يتسبب بوفاة «ملايين» الأشخاص.
وقال دي مايو في ختام مؤتمر وزاري حول الأمن الغذائي في الدول المتوسطية بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وأطراف أخرى، إن «الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لحلحلة الوضع. ننتظر من روسيا مؤشرات واضحة وملموسة لأن عرقلة صادرات القمح يعني إبقاءها رهينة والحكم بالإعدام على ملايين الأطفال والنساء والرجال».
ميدانيا، أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن الجيش الأوكراني اضطر إلى التراجع لمواقع أقوى في مدينة سيفيرودونيتسك المحاصرة في شرق البلاد، بسبب القصف الروسي المكثف وباتت تسيطر على ضواحيها فقط. وقال غايداي لموقع (آر.بي.سي - أوكرانيا) إن القوات الخاصة الأوكرانية شنت هجوما مضادا قبل أيام وطهرت ما يقرب من نصف المدينة لكن لم يكن من المنطقي لها البقاء حين بدأت روسيا في تسوية المنطقة بالأرض بالقصف والضربات الجوية. وأضاف: «...(قواتنا) تسيطر الآن مجددا على أطراف المدينة فقط. لكن القتال لايزال مستمرا، (قواتنا) تدافع عن سيفيرودونيتسك ومن المستحيل القول إن الروس يسيطرون على المدينة بشكل كامل».