زكي عثمان
يتحدث الجميع منذ سنوات عن ضرورة تطوير المنظومة الرياضية، بل كشف الكثير من رياضيينا ومسؤولينا عن سوء الوضع الحالي للكرة بالكويت، وان الأمر يحتاج إلى مجهود كبير لتصحيح ما أفسدته السنوات الماضية من سوء تخطيط وتخبط في اتخاذ قرارات جاءت في اغلبها دون مستوى الطموح المنتظر وربما «وليدة» ردات الفعل لانتكاسات متتالية.
الحقيقة أن وضع منتخبنا الأولمبي في كأس آسيا تحت 23 سنة المقامة في اوزبكستان، والتي ودعها من الدور الأول بثلاث هزائم، لخص ما يدور في الساحة الكروية منذ سنوات.. فالصورة التي ظهر عليها هذا المنتخب لم ترض طموح العاشقين لـ «الأزرق الصغير» الذي يمثل نواة الفريق الأول في البطولات القادمة ومستقبل الكرة الكويتية، فهذا المنتخب الذي فشلت جميع الجهود في إنقاذه من هذا المصير واجه منتخبات معدة بشكل سليم وخاضعة لخطط عمل أثمرت فرقا شابة تعتبر نواة المستقبل لمنتخبات الدرجة الأولى لها.
لكن ماذا دار في الأفق ليكون مدرب المنتخب الأولمبي عبدالعزيز حمادة كبش الفداء لهذا الإخفاق الجديد؟
المتابع لأوضاع هذا المنتخب «المظلوم» بقرارات خاطئة من الاتحاد السابق سيجد أن مجلس إدارة الاتحاد الجديد حاول «ترميم» الفريق قبل أيام من البطولة بعزل المدرب البرازيلي باولو كامبوس الذي تعاقد معه الاتحاد السابق لسد خانة «الفراغ» الذي خلفه رحيل المدرسة الإسبانية التي فشلت بدورها في قيادة المنتخبين «الأول» و«الأولمبي» وذلك بعقد مؤقت لمدة 4 أشهر وتحديدا حتى نهاية «كأس آسيا»، متجاهلة أن هذا القرار لن يفيد الفريق لأنه مدرب (مع احترامنا الكبير لتاريخه) غائب عن التدريب منذ أكثر من 5 سنوات وبالتالي فـ «جراب الحاوي» خال من «المفاجآت»، وهو الأمر الذي فطن له مجلس الإدارة الجديد للاتحاد فحاول إصلاح ما أفسدته «القرارات العشوائية».. لكن عبدالعزيز حمادة أيضا لا يملك «عصا سحرية» لإعادة اللاعبين المعتذرين عن التواجد في المنتخب «بحجة الامتحانات» أو تصحيح ما بناه المدرب في أشهر أو من سبقة في سنوات، وذلك خلال بضعة أيام لا تتجاوز «أصابع اليد».. وبالتالي فقد خاطر المدرب الوطني بتحمل المسؤولية لمشاركة غامضة ومعروف مصيرها مسبقا وهو «الفشل».. فإصلاح ما أفسدته سنوات التخبط لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها!
عبدالعزيز حمادة «تحمل بشجاعة» هذه المخاطرة لكن النتائج لم تكن «رحيمة» به وبلاعبي المنتخب، فجاءت «هزيلة».. كما أن النقد في برامجنا الرياضية من محللينا جاء كبيرا دون الانتباه إلى أن الوضع أكبر بكثير من ذلك وأخطر على أجيال وأجيال ما لم تصحح المفاهيم في أقرب فرصة.. ولنا بصيص أمل في منتخبنا الأول لعبور تصفيات كأس أمم آسيا 2023 المقامة حاليا بالكويت، لعل ذلك يكون خير تعويض عن الكثير من خيبات الفترة الماضية وبارقة أمل لهذا الجيل في المستقبل، مع ضرورة وضع خطة واضحة المعالم يقودها مدرب «عالمي» ذو فكر ورؤية مستقبلية لانتشال الكرة الكويتية من «غفوتها».