- الوطن يجذبك حبك له إذا ابتعدت عنه وكأن الابتعاد اختبار للعواطف الوطنية
- الجاحظ: عمَّر الله البلدان بحب الأوطان.. ولولا حب الأوطان لخربت البلدان
- الشاعر الكويتي عبداللطيف عبدالرزاق يتذكر ـ شعراً ـ حباً عاش فيه وانتقل إلى آخر
- كن شديد الثقة بوطنك.. على صلة وثقى بإخوانك المواطنين دون تفرقة أو تمييز
- حب الوطن مغروس في النفوس البشرية والإنسان يذكره في العسر واليسر
- أمير الشعراء من منفاه في إسبانيا ناجى السفن العابرة سائلاً عن مصر وأهلها
- بحارة الكويت في رحلة العودة ما كان شاغلهم سوى وطنهم الكويت
- رُدّ على كل من يحاول النّيل من وطنك قولاً وعملاً ولا تترك الادعاءات الباطلة معلقة
بقلم: د.يعقوب يوسف الغنيم
تنام قرير العين. ثم تصحو ولم يكدرك أي مكدر، فتقوم من فراشك لكي تصلي صلاة الفجر تمهيدا لبدء يوم جديد هو الآخر يوم من الأيام التي عهدتها ليس فيها ما يدعو إلى التشاؤم، وعدم الاستقرار.
تنظر بعد ذلك من نافذة غرفة نومك فترى الصغار وكأنهم العصافير الجميلة وقد اتجهوا إلى مدارسهم القريبة منك تغمرهم السعادة وهم في الطريق إلى يوم دراسي جديد.
تمضي في استعدادك للخروج إلى حيث تعمل فترى فور خروجك من منزلك فوجا من جيرانك يسلمون عليك ويسألون عن صحتك وصحة أولادك وباقي أهلك فتبادلهم التحية، وتتفق معهم على لقاء آخر يكون فيه مجال الحديث أوسع، كالديوانية مثلا، وفي الديوانيات تقوى الصلات بين الرواد حتى ليكاد كل منهم أن يكون قريب النسب من الآخر، هذه الديوانيات التي كادت أن تكون اختراعا كويتيا صرفا صارت من أهم ما يؤلف بين القلوب، ومن أيسر ما يضيف إلى الأذهان من معلومات عامة لا غنى عن معرفتها.
تسير إلى عملك ـ أي كان ـ فتلقى زملاء العمل وكأنهم ينتظرون قدومك بما يبدو لك من تهلل وجوههم، ومن تعاونهم معك.
وأخيرا ها أنت ذا تعود إلى البيت بعد انتهائك من أداء واجبك في مقر عملك. البيت هادئ في انتظار ضجيج الأطفال إثر عودتهم من مدارسهم، والزوجة تنتظرك بابتسامتها العذبة، وقد أعدت لك مائدة طيبة، ما إن يجتمع الشمل حتى تتحلقوا حولها شاكرين الله تعالى على ما منح.
وعند الأصيل تأخذ صغارك وهم يتقافزون سرورا إلى الحديقة العامة المجاورة التي تبهجك زروعها وزهورها، وتبهجهم إلى جانب ذلك ما فيها من ألعاب، وما يتاح لهم من وقت سعيد مع زملائهم أبناء الجيران.
ويمضي بك نمط الحياة هكذا في أجواء يسودها الأمان، وتعمها الطمأنينة، إضافة إلى ما تتهيأ لك من احتياجات تتطلبها حياتك وحياة من هم في عهدتك في هذا المنزل الذي تخيم عليه السعادة.
وتتساءل ـ في لحظة من لحظات الصفاء ـ عن كل ذلك، كيف تهيأ؟ وكيف تتاح لك فرصة العيش مع أولادك وزوجتك وباقي أهلك في سعادة وفي هدوء وبُعد عن المنغصات؟ إذا وصلت إلى هذه المراحل من التساؤلات فاعلم أن الإجابة الوحيدة على كل ما سألت عنه هي: «الوطن».
***
يأتي الصيف، فيشتد الحر، ويتململ الأهالي بسبب ذلك، ومن أجل ذلك رأينا كثيرين منهم يلجؤون إلى الأسفار بغية الترفيه، وابتعادا عن الجو الحار المسيطر في البلاد.
ولكن الكويتي ما إن يحل في المدينة التي ينوي قضاء فترة من فصل الصيف فيها، حتى يبدأ لا شعوريا بالبحث عن أبناء وطنه، وكان من اليسير عليه أن يجد الأماكن التي تجمعهم، إذ اعتادوا الجلوس في أماكن محددة، فهم في الخارج كما كانوا في الوطن يلاقي بعضهم بعضا، لكي يطمئن كل واحد على أحوالهم، ولكي يتناقلوا الأخبار التي تصل إليهم عن طريق الرسائل أو عن طريق المسافرين الذين يلحقون بهم إلى ذلك البلد الذي قصده صاحبنا.
ولا يخرج حديثهم عن أحوال وطنهم الذين غادروه وكأنهم قد أمضوا عددا من السنين منذ أن ابتعدوا عنه، ونرى بعضهم يبدي شوقه إلى الكويت وأهلها ويتمنى أن تنطوي الأيام حتى يعود إلى مسقط رأسه، وحين يستفزه أحد الجالسين معه بقوله: ماذا تفعل هناك، فالحر شديد، لا يمنحك وقتا للراحة، فإنه يرد عليه قائلا: آه يا الكويت، أنا مشتاق إليها وإلى حرارة جوها.
ولا يلبث هؤلاء إلا قليلا، ثم يعودون إلى البلاد سعداء بعودتهم. وهذا هو الوطن!
يجذبك حبك له إذا ابتعدت عنه، وكأن هذا الابتعاد نوع من اختبار العواطف الوطنية. ولعل مما يمكن ذكره في مسألة الحنين إلى الوطن ما ورد في السيرة النبوية الشريفة بخصوص المدينة المنورة، فقد كانت تنتاب سكانها الحمى بين وقت وآخر على صورة يحس بها المهاجرون إليها أكثر من غيرهم لأنهم كانوا قد قدموا من مناطق خالية من الأوبئة.
ولقد صادف أن تلقى هذه الحمى كل من سيدنا أبي بكر الصديق وسيدنا بلال بن رباح في وقت واحد، وكان بلال يتذكر وطنه في مكة عندما يفيق لبرهة من الزمن، فيدعو على أولئك الذين اضطروه إلى الخروج من هناك إلى حيث الحمى، ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادٍ وحولي اذخرٌ وجَليلُ
وهل أَرِدَنْ يوماً مياه مَجَنَّةٍ
وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطفيلُ
(الأذخر والجليل من النباتات البرية، وشامة وطفيل موضعان). ولقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حل بهما فأخذ يدعو قائلا: «اللهم حبب إلينا المدينة، كحبنا مكة أو أشد، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها إلى الجحفة».
(الصاع والمد: من المكاييل، والجحفة: موضع).
واستجاب الله عز وجل دعوة نبيه فصرف الحمى عن المدينة، وبارك لها في أقواتها.
وهذا الذي قرأناه عن سيدنا بلال دال على أن حب الوطن مغروس في النفوس البشرية، وأن الإنسان يذكر وطنه إذا صار بعيدا عنه، وذلك في العسر واليسر.
والحنين إلى الأوطان ظاهرة قديمة، وردنا عنها كتيب صغير الحجم ولكنه جمّ الفائدة، وهو «الحنين إلى الأوطان» لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وهو عالم من قدماء العلماء العرب صاحب كتاب «الحيوان» المشهور، وغيره من الكتب.
وقد طبع هذا الكتيب في المطبعة السلفية بمصر لصاحبها المرحوم محب الدين الخطيب. وفيه نبحث كل ما نود قراءته عن هذا الموضوع، وهذه نبذة صغيرة نقطفها منه، وهي قوله:
«ومما يؤكد ما قلنا في حب الأوطان قول الله عز وجل حين ذكر الديار يخبر عن مواقعها من قلوب عباده فقال: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ـ النساء: 66)، فسوى بين قتل أنفسهم والخروج من ديارهم.
وقال تعالى (وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ـ البقرة: 246)، وقال الأول: عمر الله البلدان بحب الأوطان.
وكان يقال لولا حب الناس الأوطان لخربت البلدان وقال عبدالحميد الكاتب وذكر الدنيا: «نفتنا عن الأوطان.. قطعتنا من الإخوان».ومن استشهادات الجاحظ الشعرية المتعلقة بالوطن هذه الأبيات:
ألا يا حبذا وطني وأهـلي
وصحبي حين يُدَّكر الصِّحَابُ
وما عَسَلٌ ببارد ماء مُـزنٍ
على ظمأٍ لشارِبِهِ يُشاب
بأشهى مـن لقائكمُ إلينا
فكيف لنا به، ومتى الإياب
وتأتي حول الوطن قصيدة فريدة من نوعها كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي حينما كان منفيا في إسبانيا، وكان كثير الاشتياق إلى بلده مصر، يقف على ميناء تلك البلاد البعيدة ويناجي السفن العابرة سائلا إياها عن مصر وأهلها وما فيها من معالم. وقد وصف نفسه آنذاك بأنه:
كلما مرت الليالي علـيـه
رق والعهد بالليالـي تُقَسِّي
مستطار إذا البواخر رَنَّتْ
أول الليل أو عَوَتْ بعد جَرْسِ
ثم يستمر في الحديث الدال على الأسى الذي كان يحس به في تلك الغربة الجبرية ويذكر وطنه يقوله:
وطني لو شُغِلتُ بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وَهَفَا بالفؤاد في سلسبيل
ظمأ للسواد من عين شمـس
شهد الله لم يَغِبْ عن جفوني
شخصُهُ ساعةً ولم يَخْلُ حِسِّي
ويمضي شوقي في تعداد الأماكن المصرية التي شهدت صباه وشبابه، وله فيها ذكريات لا تنسى فبعد أن ذكر الموضع ابتداء من فنار السفن في مدينة الإسكندرية وهو أول ما يشهده القادم وهو على متن سفينته عائدا في رحلته التي كان يأمل القيام بها عبر البحر الأبيض المتوسط.ويبدو الأسى ـ جليا ـ في قوله مخاطبا السفينة:
يا ابنة اليمِّ ما أبوك بخيل
ماله مـولعاً بمنعٍ وحَبْسِ
أحرام على بلابله الدو
ح، حلال للطير من كل جِنْسِ
هذا هو الحنين إلى الوطن.
***
وفي شعر شعراء الكويت، نجد ذكرا للوطن، ووصفا له، وحديثا عن الاشتياق إليه، ها هو الشاعر عبداللطيف عبدالرزاق الديين، يتذكر الحي الذي كان يعيش فيه بعد أن رحل عنه إلى حي آخر، ويقول:
فلست بناسٍ ذلك الحي ما بَقـي
بقلبي نبضُ، أو أُوَسَّدُ فـي اللحـدِ
أَأَنْسَى وفي مغناه عُقَّتْ تمائمي
لعمرك هذا منتهى الكفر والجحدِ
مجرُّ ذيولي في الصبا وملاعبي
وملهاي في حالِ السَّفاهة والرُّشدِ
ولعل من أهم ما يدل على تجذّر حب الوطن في نفوس أبنائه ما كتبه ألن فاليارس صاحب كتاب «أبناء السندباد» عن البحارة الكويتيين الذين كانوا يعملون على البوم «فتح الخير» بقيادة النوخذة المشهور علي النجدي، وكان فاليارس قد صحب هؤلاء البحارة في بومهم هذا من سواحل شرقي أفريقيا، أما وصفه لهم فهو في آخر مراحل الرحلة عندما حانت لحظة الوصول إلى الوطن، فقد أذهلته مشاعرهم، فقال:
«وكان البحارة قد قاموا خلال النهار بدلك السطح وتنظيفه، وواصلنا ابحارنا خلال الليل في ضوء القمر الساطع، وكل ما في المركب نظيف يلمع، وأشرعته البيضاء غارقة في الجمال والروعة، وأسطح المركب اللامعة تحت أشعة القمر أنظف منها في أي وقت مضى.
وكان البحارة متجمعين حول قاعدة الصاري، وهم متلفعون بعباءاتهم سعداء لا يتحدثون إلا عن وطنهم الكويت الكويت! الكويت! هذا هو كل ما كنت أسمعه، ولم أكن اسمع شيئا غيره.
وأخيرا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من ذلك الفردوس المنشود، وما أن يطلع صباح اليوم التالي حتى يكون قد ظهر في الأفق.
الكويت! الكويت! ذلك البلد العربي الذي كان فيه كل مركب مركبا جميلا قويا، وكل فتاة آية من الجمال. الكويت! حيث بيوت الشيوخ وكبار التجار وقصور عظيمة تزخر بثروات الهند، وحيث الماء قراح، والفاكهة رائعة، والبطيخ النابت من الأرض له طعم العسل ورائحة الريحان.
أي نوع من البلاد هذه الكويت؟ لابد أنها أكثر ثمرا من زنجبار، وأروع هناء من بيروت، وأفضل مناخا من جبال الهند».هكذا كان إحساس البحارة بوطنهم وهم يعودون إليه بعد غيبة طويلة.
وكان فاليارس شاعرا بمبالغتهم، ولكنه يعذرهم فقد كان اشتياقهم قويا، وكانوا ينظرون إلى بلادهم بعين غير عينه. وهذا هو الوطن..
***ها أنت قد عدت من رحلتك إلى الوطن، واستأنفت حياتك التي كانت تسير على الوتيرة التي وصفناها في بداية هذا الحديث، وقد أتاحت لك الرحلة فرصة التأمل في كل ما يقدمه الوطن إليك، واستثارك البعد عنه في غربتك تلك حتى عدت عاجلا إليه حبا له ورغبة في استئناف الحياة على ثراه مصاحبا لأولئك الأصدقاء الذين وجدت فيهم نفوسا طيبة وسمعت منهم ما جعلك ترتاح إلى مجالستهم.
فما أنت فاعل لوطنك بعد هذه التجربة؟
٭ كن شديد الثقة به، حريصا على سمعته وسمعة أهله.
٭ كن على صلة وثقى بإخوانك المواطنين دون تفرقة بين واحد وآخر.
٭ قدم كل ما تستطيعه من عون إلى كل من استعان بك منهم.
٭ رد على كل من يحاول النيل من وطنك قولا وعملا ولا تترك الادعاءات الباطلة معلقة حتى لا يصدقها البعض بمرور المدة، وخاصة من أولئك الذين لا يعرفون الحقائق التي يطمسها المدعون عنهم.
٭ تجنب الحاقدين الذين يدسون السم في الدسم فيوهمون غيرهم بأنهم من المخلصين، وفي حقيقة أمرهم أنهم يعربون عن أنفس مريضة.
٭ ابتعد عن الأنانيين الذين لا تهمهم إلا أنفسهم غير ناظرين إلى المصلحة العامة.
٭ تجنب الذين اعتادوا اللجاجة في مخاصمة الناس بلا سبب إلا الرغبة في السيطرة، وهم لا يستحقونها.
٭ اهتم بمن حولك، وبادلهم وداً بودّ تعش سعيدا بعيدا عن المنغصات.
٭ اعلم أن كل مواطن كويتي هو أخوك تجمعك به الكويت الغالية، فلا تفرق بين أبناء هذا الوطن، حتى ولو وجدت من الناس من يشذ عن القاعدة، لأنك تستطيع بسلوكك القويم معه إعادته إلى الصواب.
٭ لا تصاحب مختلقي الفتن، ومشعلي الخلافات، فهؤلاء ـ وإن ادعوا خدمة الوطن ـ فهم بما تراه من أعمالهم يسيئون إليه.
٭ لا تتح الفرصة للمشاكسين ومستمرئي الخصومات بحيث يصلون إلى ما يريدون. فهم يحملون الضرر لك ولوطنك مهما كانت ادعاءاتهم. ولك في هذا السبيل طرق كثيرة تكفلها النظم المعمول بها في البلاد.
وأخيرا! فإن وطننا أمانة بين أيدينا جميعا، ولست أُملي هنا أمرا بقدر ما أقدم من إيضاح، والمواطن الصالح يعرف كيف يتعامل مع الشذاذ، كما يعرف كيف يصون الأمانة.
***
وبعد، فلعل من أفضل ما أختم به هذا الحديث عن الوطن هو ما سبق لي نشره في قصيدة طويلة، وأنا أختار هنا منها الأبيات الدالة على الوطن ومكانته.
والقلوب المحبة التي تحيط به، مع التضرع إلى الله عز وجل بالدعاء عسى أن يحفظ الله لنا هذا الوطن ويعلي شأنه بين مختلف الأوطان، وأن يديم عليه نعمة الأمن والأمان ويبعد عنه كل من يريد به شرا. وهذه هي الأبيات:
وطني أَنْتَ في الفُؤادِ غَرَامٌ
وهُيـامٌ مُعَرْبِدٌ صَخّـَابُ
لَكَ ما تَرْتَضِي: قلوبٌ تُفدّي
ونُفُوسٌ إذا دَعَوْتَ رِطابُ
لا نُرِيـدُ الحياةَ إلاَّ إذا عشْـ
ـتَ عزيزاً تعْلو بِك الأسْبابُ
عِشْتِ يا أمنَّا الكويتَ مَدَى الدَّهـ
ـرِ عَليْك عَنْ كُلِّ شرّ حِجـابُ
حَسْبُ أَهْليِكِ مِنك نفحةُ عزٍّ
وأمانٌ، فهذِه الأنْشَابُ
يا بِلادَا تُنيرُ في ظلمةِ الليلِ،
وسَيْفاً لا يَحْتوِيهِ قِرَابُ
أيَّ وَجْهَيْكِ نَجْتـلِيهِ وَجْدْنا
عَبَقَ المِسْك في ذُراكِ يُذاب
وَجْهُ ماضيك في الزَّمانِ وَوَجْههٌ
جلًّلَتْهُ من الشَّبابِ ثِيابُ
لَيْس بالمالِ قَدْ عرَفْناكِ دوْماً
فالذي نرتضيه منك التُّرابُ
أَنْتَ بالعِّز قد تفردْت قدماً
يا بلادي، وكل مالٍ سَرَابُ