لم يترك لنا رسولنا الكريم شيئا في أمور حياتنا لم يخبرنا به، وقد كانت كلماته الأخيرة صلوات الله ورضاه عليه حين قال: اليوم أتممت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا.
ففي كل الجوانب في حياتنا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل وفصل لنا الحرام والحلال، حتى أن أكثر العلماء أخبرونا أن الإسلام الغالب به الإباحة والمحرمات ذكرت على سبيل التقنين، فما جاء الإسلام ليحرم ويشق على الإنسان، بل جاء بدين يسير يعين الإنسان على حياته.
واليوم مع تزايد حالات الشر والجريمة وانتشار الأشرار في كل الأوساط أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بدعاء واحد من قاله بقلب صادق ويقين تام رد عنه البلاء وكفاه الله وحماه، وهو «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم»، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما دعا هذا الدعاء.
واليوم سأستعيذ وإياكم من شر خطير بات يشكل خطرا على المجتمع كافة وهو شر المدمنين وأصحاب الفسق والفجور، فوالله هناك أسر صالحة كثيرة ابتلاها الله بشر ومكر هؤلاء الأشرار.
فقد يعتقد البعض مخطئا أن المدمنين هؤلاء ضحايا وهم على خلاف ذلك أبدا، فالإعلام صور لنا لفترة طويلة أن هناك مدمنين ضحايا أسرهم وأنهم مساكين وهم في حقيقتهم كفرة فجرة يستحقون السجن والهلاك.
فلا يوجد إنسان عاقل ومؤمن بالله يلجأ إلى التعاطي إلا من الاستهتار بتعاليم ديننا الكريم وليس لأجل الظروف، بل في الغالب من الكفر بالنعمة والكفر بالله والعياذ بالله، فيبدأ المدمن بشرب الخمر الخبيث الذي حرمه الله ثم ينتقل إلى أنواع المخدرات.
والمشكلة أن هؤلاء يشكلون خطرا على كل أسرة فاضلة، فليس في التبليغ عنهم حماية، بل إنهم يهددون ويتوعدون بإلحاق الأذى بمن يبلغ عنهم.
وهناك حالات كثيرة تم فيها قتل أبرياء لجأوا إلى السلطات فراحوا ضحية لإجرام هؤلاء المتعاطين.
فاليوم نرفع نداءنا إلى معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد النواف لأن ينظر في حال هؤلاء المتعاطين بعين من الحزم، ويؤسفنا أن ننقل لمعالي الشيخ أحمد النواف أن توصيل المخدرات والخمور بات أسرع من توصيل الوجبات السريعة، وهنا نتساءل: أين دور هيئة مكافحة المخدرات من مثل هذه القضية؟
فقد انتشرت الجريمة كثيرا في الآونة الأخيرة في المجتمع والسبب الرئيسي هو الإدمان الذي لا أحد يسلط عليه الضوء، وهذه حقيقة فالمدمن هو في حقيقته إرهابي يرهب عائلته وكل المحيطين به ويتذرع بالتلاعب على القانون ويستهتر بالشرطة من باب أن الشرطة لن يتمكنوا من الوصول إليه، وأن هناك متنفذين يسهلون ترويج المخدرات والخمور ولا يطالهم القانون.
وهذا أمر خطير حقيقة، فاليوم الجريمة متفشية بالمجتمع مع زعزعة الأمان، فقد بات الخطر يبدأ من البيوت قبل الشوارع.. أليس هذا بإرهاب؟
اليوم الدولة باتت تتعاون مع السلطات الأميركية في مكافحة الإرهاب، وهؤلاء المدمنون المتعاطون أليسوا بإرهابيين؟ هم كذلك هم يهددون البيوت ويزعزعون الاستقرار ويهددون بالقتل وإلحاق الأذى وبات الناس لا تلجأ للشرطة لاستهتار هؤلاء بالشرطة.
فإذا كان المتعاطي يتعاطى في سيارته ولا يخاف لأنه يستهتر بالشرطة، حتى أن هناك من يجعل من السيارة جلسة لتعاطي الخمور والمخدرات بذريعة ألا يحق للشرطة تفتيش السيارة دون إذن مسبق من النيابة.
وهنا نرفع نداءنا العاجل لمعالي وزير الداخلية بضرورة التحرك السريع لإنقاذ الأمهات والزوجات من هؤلاء.