السُنة في حق الإمام أن يخفف في الصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أمَّ أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، فإذا صلى وحده، فليُصلِ كيف شاء». رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن.
قال الإمام الترمذي «حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح»، وهو قول أكثر أهل العلم، اختاروا ألا يطيل الإمام الصلاة مخافة المشقة على الضعيف والكبير والمريض.
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم أتى قومه فأمهم، فافتتح بصورة البقرة، فانحرف رجل فسلم، ثم صلى وحده، وانصرف فقالوا له:
أنافقت يلا فلان؟ قال: لا والله، ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله: إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار، وإن معاذا صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح سورة البقرة.
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال: يا معاذ أفتان أنت؟ اقرأ والشمس وضحاها، والضحى، والليل إذا يغشى، سبح اسم ربك الأعلى.
ينبغي على أئمة المساجد التخفيف في صلاتهم ولا يطيلونها مخافة المشقة على المصلين.
فقد غضب الرسول صلى الله عليه وسلم يوما وقال لأصحابه: «إن منكم منفرين، فأيكم صلى بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة».
في زماننا نشاهد في مساجدنا أغلب المصلين خاصة كبار السن فيهم أمراض كالضغط والسكري والقلب والروماتيزم وآلام في الظهر «ديسك»، وفي الأرجل خاصة الركبة، وآلام في الرقبة، حتى إننا نشاهدهم يصلون جالسين على الكراسي بسبب حالتهم الصحية.
لذا، نناشد المسؤولين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في قطاع المساجد، تنبيه أئمة المساجد بعدم الإطالة في الصلاة، واتباع سُنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في التخفيف، ويا بخت من صلى وخفف.
٭ اقرأ واتعظ:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا» متفق عليه.