أسامة دياب
وصف مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا السفير علي السعيد «يوم أفريقيا» بالفريد، معربا عن سعادته بمستوى المشاركة والمنتجات المتميزة من مختلف الدول المشاركة.
وعما إذا كانت الكويت ستستعين بأفريقيا لسد احتياجاتها من المواد الغذائية في ظل الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا والتي أدت إلى نقص المواد الغذائية في الأسواق العالمية، قال السعيد في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في الاحتفال بيوم أفريقيا الذي أقامته المجموعة الأفريقية مساء امس الأول في فندق كراون بلازا، نحن في إدارة أفريقيا وضعنا خطة طموحة جدا لرفع مستوى العلاقات مع الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن العلاقات بين الجانبين ممتازة جدا ولكن الخارجية حريصة على ديناميكية هذه العلاقة وتعزيزها بما يخدم مصالح الطرفين.
وأضاف: الدول الصديقة والشقيقة في أفريقيا لديهم احتياجات ونحن في الكويت لدينا احتياجاتنا وتستطيع ان نتعاون خصوصا أن علاقاتنا مميزة جدا ولنا علاقات تاريخية كبيرة مع جميع الدول الأفريقية وليس لدينا مشاكل مع أحد وبالتالي نطمح على زيادة التبادل التجاري من ناحية، ومن ناحية أخرى تشجيع الاستثمار بما يوفر جميع مصادر أو احتياجات السوق الكويتي. وعن تفعيل هذه الخطة الطموحة في هذا الجانب قال نحن بدأنا ومستمرون في تنفيذها.
وحول ما إذا كانت الكويت ستستثمر في المجال الزراعي؟ قال نحن على تواصل مع جميع الدول الأفريقية لإعداد مظلة قانونية تشجع الاستثمارات من ناحية، وتحميها من ناحية أخرى، كما ان التنسيق متبادل بين حكومة الكويت وحكومات الدول الأفريقية والاتصالات معهم على أعلى المستويات سواء من خلال رؤساء الدول الأفريقية أو رؤساء الوزارات الذين هم في تواصل مستمر مع صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وأيضا على مستوى وزارة الخارجية هناك تواصل يومي مع دول القارة الأفريقية، لافتا إلى أن هذه الاتصالات تصب في صالح العلاقات المتبادلة بين الطرفين والذي أحدها هو الأمن الغذائي إلا ان مصالح الطرفين كبيرة جدا على مستوى التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية وهو تنسيق ممتاز جدا.
وتمنى أن يكون هذا التعاون السياسي والعلاقات المتميزة تنعكس على الجوانب الأخرى وخصوصا الاقتصادية منها، مضيفا أن الكويت تتابع عن كثب أعمال الاتحاد الأفريقي وهو منظمة دولية إقليمية فاعلة لها دورها الكبير في القارة الأفريقية، كما نحرص على التنسيق مع الأمانة العامة للاتحاد الأفريقي.
وحول وجود عدد 33 سفارة أفريقية في الكويت وعدد كبير من السفارات الكويتية في دول أفريقية وإذا ما كانت هناك خطة لزيادة البعثات الديبلوماسية الكويتية في أفريقيا، قال طموحنا ليس له حدود لكن الإمكانيات هي التي قد تعيق وقد لا تكون مادية فقط وإنما بشرية وطواقم بشرية فنحن دولة لها امتداد كبير وتغطية كبيرة في دول القارة الأفريقية ونطمح لزيادتها وفق الإمكانيات المتاحة.
وأضاف: لا يوجد أي شيء قد يمنع زيادة التعاون مع دول القارة ونحتاج إلى المزيد من الجهد والتنسيق. ونوه السفير السعيد بالدور «الكبير والفاعل» للجمعيات الخيرية الكويتية في دول القارة الأفريقية والتي تلقى إشادة واسعة، آملا تطور العلاقات خدمة للمصالح المشتركة. وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن أعضاء مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين لدى البلاد، قال سفير جمهورية جزر القمر المتحدة لدى البلاد د.العارف سيد حسن إن الاحتفال بيوم إفريقيا في الكويت يعد فرصة طيبة لتوثيق علاقات بلداننا مع البلد المضيف.
وذكر أن هذه العلاقات التي تتسم بالأخوة الراسخة والصداقة المتينة والتعاون القائم بين الجهتين، تتمثل بإبرام اتفاقيات ثنائية وتبادل الزيارات بين المسؤولين وتبادل البعثات الديبلوماسية، وتقديم المنح الدراسية، وتمويل المشاريع التنموية، وتواجد الكثير من الموظفين الأفارقة في جميع القطاعات بالكويت.
وأثنى على جهود الكويت المتواصلة حكومة وشعبا ودعمهما الثمين للدول الإفريقية، مشيدا بدور العديد من المنظمات الإنسانية الكويتية في القارة الإفريقية والتي تعمل في شتى المجالات وكل ذلك بجهود مشتركة بين القيادات والحكومات والشعوب. وذكر إن الاحتفال باليوم الإفريقي يمثل فرصة سانحة للوقوف على ما تتميز به إفريقيا من التنوع الثقافي الذي يغرس في نفوس جميع أبناء القارة مشاعر الفخر بالانتماء لها على اختلاف الأجيال. وأكد أن الاتحاد الأفريقي يسعى جاهدا لتحقيق التكامل بين الدول الأفريقية انطلاقا من التجمعات الاقتصادية الإقليمية ووصولا إلى الإنشاء التدريجي لمنطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية.
وأشار إلى أن معظم الحكومات الأفريقية قامت بوضع خطط طموحة لتوجيه الدول الأفريقية نحو التنمية المستدامة والازدهار، مضيفا: وفي ظل هذه الديناميكية، تحتاج بلداننا إلى الاعتماد على شركاء أقوياء ذوي التجارب الناجحة في مجال التنمية.
ودعا السلطات ورجال الأعمال والمستثمرين في الكويت الى دعم الديناميكية التنموية واستكشاف الفرص المتاحة على مستوى القارة لتحقيق المنافع المتبادلة، وتعزيز الشراكة الرابحة بين الدول الأفريقية والكويت الشقيقة. وبدوره، أكد نائب المدير العام لشؤون العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وليد شملان البحر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي أنشأ عام 1961 بدء عملياته مع الدول العربية والتي منها دول أفريقية وآسيوية، موضحا ان أول مشروع موله لدولة أفريقية كان لجمهورية السودان في عام 1962. وأضاف ان نشاط الصندوق توسع ليشمل الدول الأفريقية غير العربية في عام 1974، لافتا إلى ان اليوم نصف عمليات الصندوق موجهة الى أفريقيا وتشمل قطاعات مختلفة مثل البنية التحتية والزراعة والكهرباء والنقل والاتصالات بالإضافة إلى المشاريع الاجتماعية في قطاعات التعليم والصحة. وكشف البحر عن أن الصندوق يغطي 51 دولة في أفريقية عن طريق تمويل المشاريع ذات الأولوية لدى الحكومات وتقدم لنا ونتعامل معها حسب أولويتها.
وأشار إلى أن إجمالي حجم المشروعات التي مولها الصندوق في أفريقيا منذ إنشائه إلى الآن بلغ 3 مليارات دينار، مستذكرا مبادرة المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد لتوفير الحياة الكريمة للدول الأفريقية في ظل الأزمة الغذائية بالإضافة إلى مبادرة المليار دولار قروض ميسرة لأفريقيا، وذلك خلال القمة الأفريقية العربية لتحقيق النمو وتخفيف الفقر والجوع في القارة. وحول زيارة رئيس مجلس الرئاسة اليمني وتعثر عدد من المشاريع التي يدعمها الصندوق في اليمن، لفت إلى ان الصندوق له باع طويل ومشاريع متنوعة في اليمن، مشيرا إلى أنه كان هناك اتفاق مع الصندوق على عدد من المشروعات في اليمن بعضها تم الانتهاء منها والبعض الآخر توقفت نظرا للظروف الأمنية، موضحا وجود تنسيق مع الحكومة بخصوص المشروعات المتعثرة.