يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مصر على أن أوكرانيا ستنتصر على روسيا في حربها المستمرة منذ نحو أربعة أشهر، فيما تستعر المعارك شرق أوكرانيا.
وتحاول القوات الروسية الاستيلاء على سيفيرودونيتسك في واحدة من أكثر المعارك دموية حتى الآن ولم يحسم أي من الجانبين هذه المعركة رغم استمرار القتال منذ أسابيع وتحول المدينة إلى أنقاض.
ودعت أوكرانيا الغرب إلى الإسراع في تسليم الأسلحة الثقيلة لتحويل مسار الحرب مع القوات الروسية التي تقول إنها تمتلك ما لا يقل عن عشرة أمثال عدد قطع المدفعية التي بحوزة القوات الأوكرانية.
ومع ذلك فقد أثبت الجيش الأوكراني أنه أكثر صمودا مما كان متوقعا في المراحل الأولى من القتال.
وخلال مشاركته عبر الفيديو في حوار شانغري-لا، حول الدفاع والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في سنغافورة قال زيلينسكي: «سننتصر بالتأكيد في هذه الحرب التي بدأتها روسيا... القواعد الحاكمة في المستقبل لهذا العالم تتحدد في ساحات القتال في أوكرانيا».
وقال «إذا لم نتمكن بسبب الحصار الروسي من تصدير موادنا الغذائية، التي صارت الأسواق العالمية في أمس الحاجة إليها، فسيواجه العالم أزمة غذاء حادة وشديدة ومجاعة.. مجاعة في العديد من بلدان آسيا وأفريقيا».
وقالت الأمم المتحدة أمس الأول، إن ما يصل إلى 19 مليون شخص إضافي في العالم قد يواجهون جوعا مزمنا خلال العام المقبل بسبب انخفاض صادرات القمح والأغذية الأخرى.
وكانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر للذرة في العالم وعلى طريق أن تصبح المصدر العالمي الثالث للقمح قبل الغزو الروسي. لكن ملايين الأطنان من الحبوب عالقة حاليا في الموانئ الأوكرانية بسبب الحصار الروسي.
وتضغط الأمم المتحدة وبعض الدول من أجل فتح ممر بحري يسمح باستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية.
ولفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تصدر حاليا مليوني طن من الحبوب بواسطة السكك الحديد شهريا، لكن يبقى ذلك أقل بكثير من الكميات التي تصدرها عادة.
وأعرب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن تفاؤل بلاده بشأن الممر البحري لتوريد الحبوب الأوكرانية. ونقلت وكالة (إخلاص) التركية عن اكار قوله «نريد الشروع في هذا العمل في أسرع وقت ممكن إذ نتفاوض بنشاط مع روسيا وأوكرانيا حوله، ورغم وجود بعض التحفظات لديهما إلا اننا نعمل على حلها ونحن متفائلون بهذا الأمر».
وأعربت فرنسا من جهتها عن استعدادها لتقديم المساعدة لرفع الحصار عن مرفأ أوديسا الأوكراني بهدف إخراج الحبوب العالقة فيه.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأول «نحن في تصرف الاطراف لبلورة عملية تتيح الوصول الى ميناء أوديسا بشكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر».
من جهتها، وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال زيارة مفاجئة لكييف أمس بالرد خلال أسبوع بشأن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت فون دير لايين في مؤتمر صحافي قصير بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني «نريد دعم أوكرانيا في مسارها الأوروبي».
وأضافت أن مناقشات الأمس «ستتيح لنا الانتهاء من تقييمنا بحلول نهاية الأسبوع»، مؤكدة أن السلطات الأوكرانية «فعلت الكثير» بهدف ترشح البلاد لكن «مازال هناك الكثير لتفعله»، خصوصا على صعيد مكافحة الفساد.
ميدانيا، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، إن القوات الروسية سيطرت على معظم مناطق سيفيرودونيتسك بعد قتال مستعر في المدينة، لكن أوكرانيا لاتزال تسيطر على مصنع أزوت الكيميائي الذي يحتمي به مئات المدنيين.
ونفى غايداي مزاعم انفصاليين بأن ما بين 300 الى 400 مقاتل أوكراني محاصرون هناك.
وقد توعدت روسيا بالرد على حشد حلف شمال الأطلسي (ناتو) قوات في پولندا، في حين أعلنت كييف رصدها 6 حاملات صواريخ كروز بحرية من نوع «كاليبر» جاهزة للاستخدام في البحر الأسود.
في هذه الأثناء سلمت روسيا أمس أول جوازات السفر الروسية لسكان من مدينة خيرسون التي تحتلها القوات الروسية جنوب أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
وبحسب وكالة تاس الرسمية، تسلم 23 من سكان المدينة جواز سفر روسيا خلال حفل أقيم وفق «إجراء مبسط» أتاحه مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية مايو.