ذكر تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني أن بيانات التضخم المرتقبة في الولايات المتحدة والتي تتم مراقبتها عن كثب كشفت عن تزايد ضغوط الأسعار، وعلى أساس سنوي، وصلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة إلى 8.6% مقابل قراءتها السابقة التي بلغت 8.3%. ووصل معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة، إلى 6% متجاوزا التوقعات بنسبة 0.1%.
وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 بأكثر من 1% بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع الأسعار بنسبة 8.6% الشهر الماضي، ما أدى إلى تفاقم المخاوف من أن جهود الاحتياطي الفيدرالي للسيطرة على التضخم ستدفع الاقتصاد نحو الركود. وارتفع معدل سندات الخزانة لأجل عامين، في حين لم تتغير عائدات آجال الاستحقاق الأطول.
وذكر التقرير أن تسطيح منحنى العائد يشير إلى ميل التوقعات نحو تشديد البنك المركزي لسياساته بوتيرة أسرع، ولا يزال التضخم في أعلى مستوياته منذ 40 عاما حتى بعد أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في تقليص الدعم النقدي للاقتصاد في مارس الماضي.
وأشار البنك المركزي إلى أنه من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المقرر عقده الأسبوع المقبل.
ولا يزال السوق يسعر 8 ارتفاعات للفائدة بقيمة 25 نقطة أساس لكل منها حتى نهاية العام الحالي، مع إمكانية رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بنسبة 100% في الاجتماعات الثلاثة التالية.
ويبدو أن بيانات التضخم الأخيرة تدعم التصريحات السائدة في السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى الاستمرار في تشديد سياسته لاحتواء التضخم.
وعلى صعيد العملات الأجنبية، حافظ الدولار على صدارته واقترب مؤشر الدولار من حاجز 104 نقاط الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات التضخم.
واستمر تباين التوجهات المستقبلية بين الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان في التأثير على الين. ووصل الدولار إلى أعلى مستوياته المسجلة في 20 عاما عند مستوى 134.55، في حين تراجع الفرنك السويسري مقابل الدولار وتم تداوله بالقرب من مستوى 0.9900.
«المركزي» الأوروبي
كان بيان سياسات البنك المركزي الأوروبي لشهر يونيو واضحا بصورة غير اعتيادية في تحديد نواياه على المدى القريب وتوقعاته الجديدة.
وذكر أن «مجلس الإدارة يعتزم رفع أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية لشهر يوليو المقبل».
إلا أنه في الوقت الحالي، وكما كان متوقعا بصفة عامة، لم يغير البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الرئيسية وظل سعر الفائدة على الودائع ثابتا عند مستوى -0.50%.
ويتوقع البنك المركزي الأوروبي «رفع أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي الأوروبي مرة أخرى في سبتمبر.. وذلك إذا استمرت توقعات التضخم على المدى المتوسط عند نفس مستوياتها أو تدهورت، فسيكون من المناسب رفعها بوتيرة أعلى في اجتماع سبتمبر».
ويشير ذلك إلى أنه ما لم تتحسن توقعات التضخم بين الآن وسبتمبر، فهناك إمكانية إلى حد كبير لرفعها بمقدار 50 نقطة أساس في ذلك الوقت.
وتضع الأسواق حاليا إمكانية رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 100% في يوليو وسبتمبر المقبلين لتصل الزيادات إلى 1.5% من الآن حتى نهاية العام ليصل بذلك سعر الفائدة إلى 1.00%.
وعلى الرغم من أن البنك المركزي الأوروبي كان واضحا في شرح إطار تشديد سياساته والتوجيهات المستقبلية، إلا أنها كانت أقل من توقعات السوق التي أشارت إلى إمكانية رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ما أدى إلى زيادة الضغوط على اليورو ودفعه للانخفاض إلى أقل من حاجز 1.06.
5 بنوك مركزية عالمية تعقد اجتماعات الأسبوع الجاري
وكالات: تعتبر أرقام التضخم هي الشغل الشاغل للبنوك المركزية حول العالم، والتي ستجتمع هذا الأسبوع، إذ يجتمع الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء المقبل وسط توقعات برفع الفائدة 50 نقطة أساس.
ويجتمع بنك إنجلترا يوم الخميس، وتوقعات برفع الفائدة للمرة الخامسة منذ ديسمبر.
وتتباين التوقعات فيما يتعلق بقيام بنك إنجلترا برفع الفائدة ما بين 25 و50 نقطة أساس.
ويوم الخميس المقبل يجتمع البنك المركزي السويسري في ظل توقعات بإبقاء أسعار الفائدة عند سالب 0.75%.
أما بنك اليابان فيعقد اجتماعه يوم الجمعة المقبل وسط توقعات بالتزام البنك بسياسته التحفيزية من دون تغيير.