بداية، نبارك لكل أعضاء المجلس البلدي ونرجو لهم التوفيق، ونشكر السابقين ونقول لهم كفيتم ووفيتم، أما نحن كمواطنين فنرغب بأن يكون لكل مجلس نكهة، وطعم، وإبداع مميز، حتى نشعر باختلاف مجلس عن آخر، رغم أن اللاحق مكمل للسابق، نريد من كل مجلس أن يترك له بصمة.
لذلك سعت الحكومة هذه المرة الى زيادة عدد الأعضاء من الجنس اللطيف، وهذا يبشرنا بالخير لإضافة الذوق والجمال والأفكار الجديدة لإنتاج المجلس الجديد، وحتى يكون تواصل المواطنين فعالا ومفيدا مع المجلس البلدي نطرح بعض الأفكار لعلها تكون نافعة.
هناك بنود وشروط للأنشطة التجارية والهندسية عفى عليها الزمن وتجاوزتها الحضارة والى الآن تطبق في البلدية، على سبيل المثال: المقاهي والمطاعم في الخمسينيات كان كراج سيارة (3×6) يستأجر كمطعم أو مقهى (كافتيريا) في ذلك الوقت مقبولا، أما اليوم فلابد أن تكون «الكافتيريا» بمواصفات حضارية تؤدي دورها الاجتماعي والنفسي حين يلجأ لها الإنسان ليستريح من الهموم أو يفكر ليتخذ القرار.
وكم كانت للمقاهي دور ريادي في الأدب والعلم والتجارة، وحتى أكون دقيقا لو يشترط المجلس البلدي أن تكون الكافتيريا بمكان فسيح وواسع ككامل الدور الأرضي (معلق العمارة) وفي الحدائق العامة في كل المناطق (لتكون للحديقة حياة).
الأمر الآخر وتماشيا مع توجه الحكومة بعلاج التركيبة السكانية (تقليص عدد الوافدين)، فمع أحقية هذا التوجه، لابد أن تعالج آثاره الجانبية وهي خلو عدد كبير من الشقق وستصبح العمارات خالية وهذا ستتضرر منه شريحة كبيرة من المواطنين، وتؤثر على الإعمار وتداول العقار، يجب دراستها وعلاجها بالسماح لهم باستغلال كامل العمارة لنشاط واحد فقط، مثلا سوق شعبي (بدل السراديب) أو أي نشاط آخر بدل المستأجرين المغادرين.
وبنفس الوقت كي تعم المساواة، يجب الالتفات إلى القسائم الحكومية المؤجرة والمخصصة للتخزين بالشويخ أو الري ليمنع تحويلها إلى مولات تجارية، لأن الأرض ملك الدولة وتستعمل لغير ما خصصت له، ولا عدالة فيما يحصل، وهذا خطأ كبير.
وعلى الحكومة أن تشدد على التنسيق بين وزاراتها عندما تصدر قراراتها، فحين تسن أي قرار يجب أن تنظر وتهتم بآثاره الجانبية وتعالجها لا أن تحل مشكلة وينتج عن الحل عدة مشاكل أكبر من الأولى.
إن المجالس التي يكون أعضاؤها منتخبين من الشعب أو معينين من الحكومة لابد أن يستشعروا هموم المواطنين من كل الشرائح، وأن تكون قراراتهم عادلة للوطن والمواطن.
نسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع.
[email protected]