عندما نتعامل مع بعض الشخصيات نشعر بأنها قضت طفولتها مدللة، وهذا الدلال يؤثر على السلوكيات والعلاقات والقدرة على تحمل ظروف الحياة، وقد يكون الدلال عاطفيا أو ماديا ولكن تأثيراته ليست على المدى القصير، بل إنها بعيدة المدى.
وقد نسترجع بعض المواقف من الطفولة المدللة، خاصة أنهم أخذوا أكثر من حقوقهم من العطف والحنان فنراهم لا يستطيعون التعامل في بعض المواقف بسبب تعودهم على حصولهم على كل ما يريدون بأي طريقة كانت سواء كانت صحيحة أم خاطئة.
ولكن يجب توخي الحذر من الدلال غير المنضبط، لأن الطفل عندما يكبر سيصبح من الصعب عليه أن يتخلص من أعراض ذلك بسهولة ويكون عبئا على نفسه وعلى أصدقائه قبل أن يكون عبئا على المجتمع لأن الطفل المدلل عندما يصل إلى منصب قيادي سواء بكفاءته أو بالباراشوت فإن الكارثة تحدث لا محالة بسبب الدلال الذي تعود عليه وتداعيات ذلك والتي تعصف بأي رؤية أو برنامج أو خطة أو مجرد رغبة للتطوير.
وكيف أن عقلية طفل مدلل تقود أي عمل مؤسسي يهدف إلى التنمية إن لم يكن قد تعلم كيفية الاعتماد على النفس من دون الحصول على كل رغباته.
وهناك نماذج فاشلة في التاريخ بسبب تولي أطفال لمقاليد المسؤولية بالمستويات المختلفة، حيث إن الطفل المدلل لا يمكنه التمييز في المواقف مما يجب تنفيذه أو لا يمكن تنفيذه لأنه تعوّد على عمل كل ما يدر له الفائدة وجميع رغباته مهما كانت الوسيلة.
أعتقد أنه من الأفضل أن يتم عمل اختبارات نفسية للشخصية وصفاتها عند القيام بأي عمل قيادي حتى لا تتدهور المؤسسة بسبب بعض الشخصيات المدللة التي لا تعي معنى المسؤولية والتخطيط والرؤية لتحقيق التنمية الشاملة.
وهناك من عاش طفولة مدللة، ولكن في نفس الوقت تم غرس القيم والمبادئ فيه حتى يميز الحق من الباطل وحتى لا يقع في أخطاء لا حصر لها ولا يمكن إصلاحها بعد ذلك، وكذلك لابد من أن تكون هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها حتى يكون هذا الطفل المدلل ذا فائدة في المجتمع ولا يمثل عبئا على أحد.
فدللوا أبناءكم، ولكن مع تعليمهم الصح والخطأ ومعرفة الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها مهما كان الثمن.