أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتحالفه مجددا الحملة الانتخابية لمحاولة انتزاع الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية، الضرورية لتطبيق سياسته بحرية في السنوات الـ 5 المقبلة، وذلك بعد تحقيق نتائج «متقاربة جدا» مع اليسار في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت أمس الأول.
وقال وزير الخدمة العامة الفرنسي ستانيسلاس غيريني المرشح في باريس امس إن «هناك معركة للجولة الثانية، هناك جهد للإقناع يجب علينا بذله». وسيستهدف ماكرون وحلفاؤه، تحالف اليسار «الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد» الذي يضم الأحزاب اليسارية بدءا من الحزب الاشتراكي وصولا إلى اليسار الراديكالي.
ويتعين على الرئيس الفرنسي الذي أعيد انتخابه أواخر أبريل الماضي لولاية ثانية في مواجهة اليمين المتطرف، التعامل مع مشهد أقل مواءمة من ذلك الذي كان عام 2017، في ظل نسبة امتناع عن التصويت قياسية وخرق مزدوج من جانب اليسار واليمين المتطرف.
فقد حقق تحالف اليسار بقيادة جان لوك ميلانشون نتيجة شبه موازية للنتيجة التي حققها تحالف الرئيس الفرنسي «معا» الذي حل في المركز الأول متقدما بـ 21 ألف صوت فقط من أصل مجموع الناخبين البالغ عددهم 23.3 ملايين.
وإذا كان تحالف الرئيس لايزال يتصدر التوقعات التي تفيد بأنه سيحصل على ما بين 255 و295 مقعدا من أصل 577، متقدما على تحالف اليسار (150 إلى 210)، إلا أنه من غير المؤكد في الوقت الحالي أن يحتفظ بالأغلبية المطلقة المحددة بـ 289 مقعدا.
وفي هذا الصدد حذر المسؤول في معهد «إيبسوس فرنسا» للإحصاءات بريس تينتورييه من أن «الأغلبية بعيدة المنال.. إنه تحذير جدي جدا موجه إلى إيمانويل ماكرون».
أما بالنسبة لتحالف اليسار بقيادة ميلانشون، فإن التحدي الذي يواجه سيكون إقناع الناخبين بالذهاب إلى مراكز الاقتراع في الجولة الثانية، بعد تسجيل نسبة امتناع قياسية في الجولة الأولى بلغت ما بين 52 و53%.
وفي هذا الخصوص، قالت النائبة عن حزب «فرنسا الأبية» كليمانتين أوتان عبر إذاعة «فرانس انتر» أمس «إذا كنتم لا تريدون أن (يحكم) ماكرون لخمس سنوات إضافية، هناك مئات الدوائر التي يتواجد فيها الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد في الجولة الثانية، لايزال احتمال أن نحكم قائما».
على صعيد آخر، قال الرئيس ماكرون إن بلاده دخلت «اقتصاد الحرب» فيما دعا إلى إعادة تقييم الإنفاق العسكري وزيادته على خلفية الاحتياجات المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ماكرون في حفل افتتاح معرض (يوروساتوري) الدولي المخصص لصناعات الدفاع والأمن البري والجوي والذي يستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
وقال الرئيس الفرنسي انه طلب من وزارة الدفاع والقوات المسلحة «إعادة تقييم خطة الإنفاق الدفاعية وقانون البرمجة العسكرية في الأسابيع المقبلة في ضوء الوضع الجيوسياسي الجديد في المنطقة» مؤكدا ضرورة تعزيز الصناعة الدفاعية والتكنولوجية الأوروبية لتصبح «أقوى بكثير» مما هي عليه في الوقت الحالي.