علي إبراهيم
فتحت العملات المشفرة بما حققته من قفزات سعرية خلال السنوات الماضية، شهية الكثير من المواطنين ليحلموا بتحقيق الثراء السريع، عبر أرباح متزايدة يوما بعد الآخر دون مجهود يذكر، إلا أن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، لتتحطم آمال كثير من المستثمرين على صخرة «بيتكوين»، ليستيقظوا من كابوس نال من طموحاتهم بضراوة. وبعدما نادى المتحمسون للعملات المشفرة دوما بكونها أفضل من الذهب لسهولة النقل والتخزين والتسييل، ونظرا لمحدودية عددها فتعد منافسا قويا له، إلا أن الانهيارات السعرية التي شهدتها على مدار الـ 6 أشهر الماضية أظهرت حجم المخاطرة العالية لجهة الاحتفاظ بالقيمة.
وتظهر الأرقام أن آخر سعر سجلته عملة «بيتكوين» الأشهر ضمن العملات الرقمية في الأول من يناير 2022 بلغ 47.738 دولارا، بينما سجلت أمس 14 يونيو نحو 22.519 دولارا، وهو ما يعني أن قيمة المبلغ المستثمر تراجعت بنسبة 52.8%، وأن كل شخص بدأ الاستثمار في أول العام الحالي فقد خلال 6 أشهر ونصف ما يعادل 25.219 دولارا من كل وحدة بيتكوين يمتلكها، حال دخوله في الاستثمار لأجل طويل واعتباره بيتكوين «مخزنا للقيمة»، من دون عمليات تداول وبيع وشراء. وبينت الأرقام أن غالبية التداولات خلال الـ 6 أشهر الماضية كانت بمستويات دون الـ 47.738 دولارا، ما يعني أن من بدأ خطته الاستثمارية فاتته فرص ذهبية عدة في الدخول باستثمار طويل الأجل عند أسعار متدنية (سعر القاع).
وقياسا بحجم الاستثمار بالدينار، فإن كل دينار استثمره مواطن أو مقيم في «بيتكوين» منذ بداية العام وحتى أمس خسر منه نحو 528 فلسا لتصبح قيمة الاستثمار الحالي تساوي 472 فلسا عن كل دينار.
وفي المقابل، وعلى النقيض تماما استطاع الكثير من المستثمرين المحترفين الذين دخلوا بخطة هدفها التداول المستمر منذ بداية العام استطاعوا تحقيق أرباح متفاوتة، حتى في ظل هبوط الأسعار، إذ إن التخارج والدخول مجددا خلال فترات بسيطة وبخطة محسوبة تحتسب متوسطات أسعار بعينها يمكنها تعويض الهبوط المتتالي حتى يمكن للمستثمر الاستفادة من انخفاض الأسعار عند حدوث ارتدادات سعرية، خصوصا أن أدنى سعر تداول تم تسجيله خلال الـ 6 أشهر الماضية كان عند 20.86 دولارا بينما سجلت التداولات مستويات مرتفعة تخطت مستوى 48 ألف دولار خلال يومين طوال تلك الفترة وتحديدا في 28 و29 مارس الماضيين ليبلغ أعلى مستوى في تلك المدة نحو 48.199 دولارا.