قال تقرير كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية، إن أسعار النفط شهدت المزيد من المكاسب في يونيو 2022 في ظل نقص المعروض على الرغم من الإعلان عن زيادة الإمدادات، الأمر الذي طغى على بعض المخاوف المتعلقة بانخفاض الطلب العالمي على النفط، كما دعم الانخفاض الحاد للإمدادات الليبية أسعار النفط إلى جانب العقوبات المفروضة على شراء النفط من روسيا، إلا ان استمرار ارتفاع بيانات التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا، وإعادة فرض عمليات الإغلاق في الصين، وصعود الدولار الأميركي، الذي وصل إلى أعلى مستوى له في عقدين مقابل سلة من العملات، ساهمت في الحد من زيادة أسعار النفط.
وذكر التقرير، ان حدة المخاوف المتعلقة بالركود تزايدت مؤخرا مع تعرض النمو الاقتصادي لضغوط شديدة بعد أن وصلت معدلات التضخم في الولايات المتحدة مرة أخرى إلى مستويات غير مسبوقة.
وكشفت البيانات الأخيرة عن ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا مما أدى إلى خفض آفاق نمو الاقتصاد العالمي.
وأشارت بيانات التضخم مجددا إلى إمكانية حدوث ارتفاع حاد في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وبعض الأسواق المتقدمة الأخرى التي سيكون لها آثارها غير المباشرة في بقية دول العالم، بما في ذلك الأسواق الناشئة وآسيا التي بدأت للتو تشعر بتزايد الضغوط التضخمية.
وسوف يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة لمواجهة الشركات صعوبة في تجديد التسهيلات الائتمانية الحالية أو الحصول على قروض جديدة، كما قد يؤدي إلى انكماش.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم قدرة الصين على التغلب على الموجة الأخيرة من تفشي فيروس كوفيد-19 على الرغم من تطبيق تدابير الإغلاق الصارمة سيؤثر على سلاسل التوريد العالمية.
كما أعلنت عدد من الدول الأخرى أيضا عن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس على الرغم من أن اللقاحات السابقة تجعلها أقل عرضة لموجة جديدة.
إلا ان الطلب على النفط ظل مرتفعا، وكذلك أسعار البنزين التي وصلت إلى مستويات قياسية في العديد من الدول في ظل تزايد الطلب على وقود الديزل ووقود الطائرات.
ويؤدي نقص الوقود العالمي أيضا إلى زيادة هوامش المصافي التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ العام 2018، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
وفي الولايات المتحدة، تزايد الطلب على البنزين على خلفية وصول موسم القيادة الصيفي إلى ذروته. ولا يزال الطلب قويا في الأسواق الآسيوية، كما أن ارتفاع أسعار النفط يدفع بالمستوردين لشراء النفط الروسي والإيراني بوتيرة قياسية في أسواق العقود الفورية.
كما كشفت بيانات شحن البضائع الأسبوعية الصادرة عن وكالة بلومبيرغ تزايد عمليات شراء النفط الروسي مؤخرا من قبل المستوردين الهنود والصينيين.
أما على صعيد الإنتاج، ظل إنتاج النفط الأميركي ثابتا خلال الأربعة أسابيع الماضية عند مستوى 11.9 مليون برميل يوميا وكشفت بيانات عدد منصات الحفر عن تباطؤ وتيرتها للمرة الأولى منذ أسابيع.
كما أدى ارتفاع الطلب على النفط من المصافي الأميركية إلى انخفاض حاد في احتياطي النفط الاستراتيجي للبلاد الذي وصل إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ مارس 1987، على الرغم من أن المخزونات التجارية أظهرت زيادة الأسبوع الماضي.
ومن جهة أخرى، سجل إنتاج الـ«أوپيك»، وفقا لبلومبيرغ، نموا هامشيا قدره 130 ألف برميل يوميا في مايو 2022 فيما يعزى بصفة رئيسية لارتفاع إنتاج نيجيريا والكويت والسعودية والإمارات والجزائر، والذي قابله جزئيا تراجع الإنتاج من ليبيا والعراق، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ.