ناصر العنزي
لو انسحب منتخبنا الوطني «الأزرق» من المشاركة في تصفيات كأس أمم آسيا 2023 لكان أفضل له ولجماهيره عوضا عن هذا الخروج «المحزن» بعدما عجز عن خطف إحدى بطاقتي التأهل في المجموعة الأولى، وكشفت خسارة «الأزرق» الأخيرة من الأردن بثلاثية نظيفة سوء حالة معظم اللاعبين والعجز الذي يعانيه منتخبنا في جميع كوادره إداريا وفنيا، فلم تكن خسارة كما هو متعارف عليها في كرة القدم، بل كانت حالة استسلام وكأنها ليست مواجهة مصيرية إنما مباراة ودية لا تضر ولا تنفع، فقد شاهدنا مدربا لا يحرك ساكنا ولاعبين خطواتهم ثقيلة ولياقتهم معدومة ودفاعهم «مفتوح» ووسطهم «ضائع» وهجومهم «تائه»، لا خطة ولا تسديدة ولا هجمة ولا فرصة بل كان فريقا غائبا تماما عن أحداث المباراة بانتظار أن يطلق الحكم صافرته «ويشيل» عنهم هذا الحمل الثقيل.
الأدهى والأمرّ أن «الأزرق» الذي ظهر بهذه الصورة السيئة لم تكن عناصره من قليلي الخبرة أو يلعبون لأول مرة مع بعضهم البعض، بل إن أغلبهم في سن الثلاثين وما فوق مثل فهد حمود وفهد الهاجري وطلال الفاضل وأحمد الظفيري ويوسف ناصر وبدر المطوع وحمد الحربي وللأسف لم يظهر واحد منهم نصف ما عنده من إمكانات وكأنهم ينتظرون الكرة تأتيهم طواعية وتذهب بهم إلى داخل مرمى الخصم.
لا نحمّل اللاعبين وحدهم كامل مسؤولية الخروج «المهين» ولكن هم جزء منه مع مدربهم «المحنط» لافيكا بعدما ظهروا في أسوأ حالة لهم منذ سنوات في تصفيات يفترض أن تكون سهلة وكأنها تقول لكل الفريق: «منو فيكم يبي يروح كأس آسيا» لكنهم خذلونا بروح «انهزامية» وبأسوأ تشكيلة في تاريخ الكرة الكويتية.
الخروج الخزين لجماهيرنا من ستاد جابر في ليلة لن تمحى من الذاكرة بسهولة، يتطلب من الجميع التوقف قليلا قبل اتخاذ أي قرار متسرع.. فلا الدفاع عن أحد سبيلنا.. ولكن هدفنا الأول هو التجرد من «أنانية التفكير المنفرد» وصولا لتفكير جماعي «مجتمعي» يخدم هذا المنتخب في المستقبل ويحقق لعشاقه أبسط ما يسعدهم.. ألا وهو الفوز في المباريات والقتالية لهذا الوطن وعلمه في المناسبات المختلفة.
وبعد أن حدث ما حدث.. فلن نكرر ما قلناه سابقا حول من ينتشل «كرتنا» من عثرتها.. ولكننا نعيد التذكير بضرورة حل جميع الأجهزة الإدارية والفنية وحتى اللاعبين والبدء في خطة جديدة تعتمد على بناء منتخب من اللاعبين الشباب وإبعاد كل الإداريين واللاعبين الحاليين والتعاقد مع جهاز فني كفء وليس مثل مدربنا الحالي الذي تم التعاقد معه لمدة 4 أشهر فقط، وعلى الاتحاد الحالي العمل بمسطرة واحدة وعدم المجاملة في التعيينات واختيارات اللاعبين، حيث إن أول استحقاق مقبل هو كأس الخليج «2023» والوقت كاف لتجهيز فريق جديد يعتمد عليه لسنوات.
وللمسؤولين عن الرياضة، حكومة ونوابا، نقول لهم: «كرة القدم بحاجة إلى «غربلة» في نظمها ولوائحها ومنشآتها فماذا أنتم فاعلون؟».