قد لا تتذكر هذه الواقعة الأجيال الحديثة، ولكن في زمن الاتحاد السوفييتي وليس الاتحاد الروسي، كان رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي في زمن الحرب الباردة يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السنوي رفيع المستوى، وفجأة خلع حذاءه ووضعه على منصة الخطابة أمام الملأ وسط ردود أفعال متباينة حول مكانة الأمم المتحدة والحذاء، والمعنى وراء ذلك هو إظهار القوة أمام العالم.
وبعد انتهاء الحدث المثير، سأله الصحافيون عن السبب في هذا التصرف، فأجاب بأن الحذاء به مسمار يؤلم رئيس الوزراء فقرر أن يفعل ذلك لإيقاف ألم المسمار.
ومن تلك إلى غيرها من أحداث في أروقة الأمم المتحدة مثل ما قام به رئيس ليبيا بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة على الملأ احتجاجا على ضعف الأمم المتحدة وما يحدث في العالم من ظلم للشعوب والدول الضعيفة وعجز الأمم المتحدة عن القيام بدورها لحفظ السلام وصون الحياة الكريمة للشعوب دون أدنى حاجة لحذاء خروشوف أو للفيتو أو لقوات حفظ السلام أو للشجب والتنديد.
والسؤال هو: هل تلك الحادثة غير قابلة للتكرار في ظل ظروف دولية يغلب عليها الشجب والاستنكار من جانب المنظمة أو استخدام الفيتو من جانب الدول الكبرى، بينما أكثر من 190 دولة عضوا بالمنظمة ما زال يحدوها الأمل في حلول جادة لمشاكلها المتعددة؟
وقد أنشئت الأمم المتحدة في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية وتسترشد في مهمتها وعملها بالأهداف الواردة في ميثاق تأسيسها والذي حدد الغاية من تأسيسها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ تدابير جماعية فعالة لمنع وإزالة الأخطار التي تهدد السلام وإلى تنمية العلاقات الودية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
وهي المكان الذي يمكن لجميع دول العالم أن تتجمع معا وتناقش المشكلات المشتركة وتجد حلولا مشتركة تفيد البشرية جميعها ومركزا لتنسيق أعمال الدول في تحقيق هذه الغايات المشتركة.
وتتكون الأمم المتحدة من ستة أجهزة هي الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية ومحكمة العدل الدولية والأمانة العامة.
وأتمنى ألا تتكرر حادثة الحذاء وإيجاد الحلول الجادة للمشكلات التي تواجه جميع الدول دون شجب أو استنكار أو تنديد.