هولي أو عيد الألوان أو مهرجان الألوان، هو مهرجان شعبي هندوسي يحتفل فيه بالهند، خاصة وهو في الأساس احتفال بموسم الحصاد وخصوبة الأرض، غير أن له جذورا دينية مرتبطة ببعض الأساطير الهندوسية التي تحكي عن إحراق هوليكا شقيقة ملك الشياطين، ومن هنا جاءت التسمية «هولي» والتي تعني المقدس.
وفي بعض الروايات تقول إن هذا الاحتفال يعود إلى الإله كريشنا، حيث إنه أصابته الغيرة الشديدة من بشرة رادا توأم روحه ذات اللون الأبيض، وعندما ذهب لوالدته ليشتكي من ذلك بسبب لون بشرته الداكن فاقترحت عليه والدته أن يرش وجه رادا باللون الذي يريده.
ورواية أخرى تحكي أنه يعود إلى الأساطير المعروفة عند الهندوس والتي تحكي عن الإشعاع المنتشر في الوجود لكل أنحاء الأرض حتى تكمل العناصر الأربعة الموجودة في الطبيعة، وهي الماء والرياح والنار والتراب.
ويحتفل بهذا العيد في العديد من الدول الآسيوية التي تنتشر فيها الطائفة الهندوسية وفي مقدمتها الهند، وكذلك سريلانكا وبنغلاديش وباكستان ونيبال، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا والدول الأخرى التي تضم الكثير من التابعين للطائفة الهندوسية.
وفي هذا الاحتفال يخرج الناس إلى الشوارع ليلاً مرتدين الثياب الملونة وغالبا من ألوان الطيف، ألوان قوس قزح، ويرشون على بعضهم بودرة ملونة ويتم تلطيخ الوجوه بالألوان وإلقاء الألوان والأصباغ على بعضهم بعضا ورمي العطور والمياه على البعض وقد يكون من الصعب إزالة الألوان من الملابس وكذلك فقد تكون بعض الأصباغ ضارة وتسبب الإصابات للمتراشقين بها.
وأنا أستغرب أن هناك العديد من بعض المحلات التجارية في الكويت التي تروج لبضاعتها بمناسبة مهرجان الألوان وتقوم بعمل بعض التخفيضات، لذلك وإلى الآن تصلني العديد من الدعوات للمشاركة في مهرجان الألوان من بعض المحلات التجارية المعروفة، علما أنها مناسبة دينية هندوسية.
والحمد لله أنه ليس لدينا مثل هذا الاحتفال الذي قد يسبب أمراض الحساسية للآخرين بسبب رش الألوان والعطور على بعضهم بعضا، وكذلك فإنه قد يصعب إزالة تلك الألوان من الملابس ما يؤدي إلى التخلص منها.
ونحمد الله أن أعيادنا تخاطب العقل والمنطق، فهي تتمثل بالزيارات العائلية وتبادل الحلوى وتوزيع العيادي على الأطفال مما يبهجهم ويسعدهم، والحمد لله على نعمة الإسلام لأنني لا يمكن أن أتخيل أن يلقي شخص ما ألوانا على ملابسي ويخربها خلف شعار الحرية والمساواة.