تتنوع نوائب الدنيا وأحزانها من فرد لآخر، فليس ما يؤلمك يؤلم غيرك، فقد يكون ما آلمك وأحزنك شيئا تافها بالنسبة لآخرين، لأن البعض لا يكترث بالمشاعر، فأغلب ما يعني معظم شعوب العالم هو الماديات والسلطة، وآخر ما يفكرون به هو الأشخاص الذين يحبونهم، باختصار لأن لغة الحب أصبحت عمله مفقودة اليوم.
فالحب لا يجتمع مع الانتقام حتى لو كان من أحببت جرحك بسكين، وحتى لو كان الغدر من أكثر ما تحب، فدائما المحب يسامح ويعفو، وإن لم يجد له مكانا في قلب من يحب رحل عنه بصمت ولا يؤذيه لأن الانتقام لا يجتمع مع الحب أبدا.
وقد تكون هناك قضية مؤرقة لكثير من نساء العالم ولا يسلط الإعلام الضوء عليها وهو فراق المرأة للرجل الذي أحبته، فإما أن تفارق رجلا أحبته حبا عفيفا واتقت الله في حبها، أو أنها فارقت زوجها، فهذا شعور يؤرق المرأة ويؤلمها ويجرحها، لأنه إذا كان السواد الأكبر من النساء اليوم يفكرن في المال والسلطة، فمازالت هناك نساء خيرات يفكرن بطريقة جداتنا ولا يرغبن بتقلد السلطة، بل يتمنين سلطة وقوامة الرجل الصالح عليهن.
وإلى مثل هؤلاء النساء اللواتي لم يلوث المال عقولهن ومازالت قلوبهن خيرة أهديهن هذه الأبيات التي احكي بها عن معاناة شريحة كبيرة من النساء اللواتي قلوبهن عامرة بالخير.
نظمت إليك الشعر والشعر منك يبكيني
ألملم في ثنايا الشعر عن لحن يداويني
من جرح حبيب مفارق فمن سواه يداويني
ومن سواه يضيء شمعة الحب بوجداني
من بعد سنون مضت من الوحدة والحرماني
وما عساي أن أفعل بقلب لم يهوى سواك
ولم تدمع العين قبلك على الفراق
ولم ينظم القلم الشعر لأحد سواك
فبين كل عزيز هناك عزيزا واحدا حقا نغليه
وفي ثنايا القلب نخفيه
ولا نبكي من حرقة الشوق إلا عليه
فهل حقا انت غدا مغادر
إلى ارض بعيدة إليها ستهاجر
وتسكن أنت وحيدا في تلك الديار
بلا رفيق في تلك الأرض يغليك
ومن وحشة سواد الليل يسليك
وتتركني أنا في هذه الأرض بلا حبيب أو عزيز
فمن سواك سيخفف ألم وجداني
أتظن أني سأجد بعدك قلبا حنونا يهواني
فهل حقا قررت الرحيل
هل حقا سيغيب وجهك المشرق عن سمائي
ليتساوى بعدك ليلي بنهاري
وينطفئ بغيابك بريق عيناي
فتمضي السنون وأنت عني بعيد
وينحر ألم فراقك جسدي من الوريد إلى الوريد
فتسيل دموعي ويحرق الدمع وجنتي من اللهيب
فهل حقا لن أراك من جديد
فيضيع عقلي في سماء فسيح
فأسرح في ذكرى ماض بعيد
كنت أنت في روايتي ذلك الرفيق
توأم القلب وبلسم لجروح زمان بعيد
فقلي هل لي بعدك من خليل
وانت الخل والخليل
وهل لي بعدك من هوى
وأنت الروح والهوى
فهل حقا لن أراك من جديد
نفارق في اليوم العديد العديد
ولا نبكي إلا على وداع الحبيب الوحيد
هذه الأبيات تحكي معاناة كل امرأة حال الزمان بينها وبين الرجل الذي أحبته فيحترق قلبها من الشوق والألم، ونسأل الله إلا يفرق بين المتحابين في الله، وأن تغمر السعادة القلوب الطاهرة، فدائما الله سبحانه يبتلي عباده بما يحبون وأكثر النوائب في الدنيا هي الحروب والموت والمرض وفقد العزيز، أسأل الله أن يبدل الحال لما هو أفضل، ورسالتي لكل رجل متى ما وجدت امرأة تبكي عليك فتمسك بها، فالحياة لا تمنحنا الحب الصادق دائما.