- الحوطي: نحن في بداية طريق جديد للنهوض.. والمهمة شاقة وصعبة
- العصفور: نجاح الاتحاد يتطلب تغييراً جذرياً للعناصر التي عملت به سابقاً
- الخالدي: نأمل تعاون الجميع.. والتطوير يبدأ بالمراحل السنية فهم حجر الزاوية
مبارك الخالدي ـ هادي العنزي
سادت أجواء التفاؤل مجتمع الرياضة الكويتي بعد إطلاق رئيس اتحاد كرة القدم عبدالله الشاهين رؤية تطوير كرة القدم الكويتية 2030 خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الخميس الماضي، لكنه تفاؤل مشوب بالحذر، إذ إن الأماني والطموحات كبيرة وخارطة الطريق التي حملها الشاهين هي مشروع نهضوي شامل يتطلب تكاتف وتعاون العديد من الجهات الرسمية والأهلية، وبغير ذلك فإنها لن تلامس الواقع، فاليد الواحدة لا تصفق و«ربع تعاونوا ما ذلوا».
والحقيقة انه لم يعد للكرة الكويتية ما تخسره، فالتصنيف الدولي والقاري للمنتخبات الوطنية والأندية في انحدار، وبلوغ منصات التتويج أصبح ضربا من الخيال بالنظر الى التطور الكبير للرياضة في الخليج وآسيا، وعليه فلتكن رؤية الشاهين المدعومة بخبرات أجنبية حجر الأساس لبناء كروي جديد لعله ينهض بالكرة الكويتية وينتشلها من واقعها المرير.. «الأنباء» تواصلت مع عدد من خبراء اللعبة الذين أدلوا
بآرائهم مبدين ملاحظاتهم الفنية حول الاستراتيجية:
في البداية، قال نجم المنتخب الوطني السابق سعد الحوطي إننا في السنوات الـ 15 الأخيرة وقبلها بكم سنة كذلك كنا نعتمد على العمل من خلال المعسكرات التي تخدم اللاعبين في مشاركاتهم بالبطولات المهمة، ولم تقدم الجهات المسؤولة عن الرياضة أي برنامج أو مخطط ولكن كان هناك دوري قوي ومنافسة ساهمت في الارتقاء بالرياضة وتحديدا كرة القدم، اللعبة الشعبية لكثير من الناس ومحبيها من الجماهير الرياضية.
وذكر الحوطي انه بعد أن تسلم مجلس إدارة الاتحاد الجديد، قدم لنا رئيس الاتحاد عبدالله الشاهين برنامج عمل يشمل الكثير من الجوانب التي تعد ركيزة أساسية مثل لجان التحكيم والتطوير والمسابقات والتخطيط وغيرها من اللجان للنهوض بمستوى اللعبة وعودتها للمنافسة وظهور نجوم من اللاعبين المواهب تخدم المنتخبات الوطنية.. ويقع العبء الكبير على الأندية الرياضية واهتمامها بالمراحل السنية من حيث استقدام مدربين أكفاء واختيار إداريين يتمتعون بصفات وأخلاق عالية ولديهم الخبرات للتعامل مع لاعبي هذه المراحل السنية واختيار مجلس إدارة على كفاءه عالية لإدارة الألعاب للنهوض وتحقيق الانتصارات والوصول إلى منصات التتويج.
وأضاف أننا في بداية طريق جديد للنهوض ويجب ان نعمل جميعا ونتكاتف إذا أردنا ان نفرح اليوم مثل ما كنا نفرح أمس، ونتمنى لمجلس الإدارة الجديد التوفيق، فالمهمة شاقة لكن عليهم أن يتحملوا لرفع اسم الكويت.
تغيير جذري
من جانبه، أكد المدرب الوطني القدير صالح العصفور أن استراتيجية الاتحاد واعدة وتدعو للتفاؤل، لكونها الأولى من نوعها، ولكن الواقع مرير، مضيفا ان ما أعلنه رئيس الاتحاد عبدالله الشاهين منطقي وعقلاني، ولكن أعتقد أنه سوف يصطدم بالواقع المرير، والمتمثل بحالة الكرة الكويتية بشكل عام، كونها تفتقد المنشآت المناسبة، وغياب التنافسية في مسابقاتها، وعدم وجود الاحتراف الكلي، وغيرها من الأمور المهمة والمؤثرة، ونستذكر تجربة المدرب العالمي ميشيل هيدالغو عندما اعتذر وطاقمه المرافق عن خوض تجربة التدريب والتطوير في الكويت لغياب البنية الأساسية.
وأشار العصفور إلى أن النجاح في الاتحاد يتطلب تغييرا جذريا إداريا وفنيا لجميع العناصر التي عملت في الاتحاد خلال الفترة السابقة، والاستعانة بالكوادر الوطنية المتخصصة، من مدربين، وإداريين، وأكاديمية قادرين على تنفيذ الرؤية، بما يملكونه من خبرات تراكمية، وعدم الاستماع إلى الآراء الثانوية لأولئك الذين يسعون للتواجد بغير فائدة ملموسة.
المراحل السنية
بدوره، أشاد مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي السالمية بدر الخالدي باستراتيجية تطوير الكرة الكويتية، وقال: «آمل أن يكون التعاون شعار المرحلة المقبلة، لكل ما من شأنه تطوير الكرة الكويتية، ولعل حجر الزاوية سيكون في المراحل السنية، فيجب أن تكون هناك خطة عمل مفصلة تشمل المدربين، والملاعب، والمسابقات، فهم أساس المنتخب الأول».
وذكر الخالدي أن الاستراتيجية التي طرحها اتحاد الكرة تصب في مصلحة الجميع، كما أنها ستكشف الذي يعمل من الأندية أو الذي لا يرغب في التطوير، ونأمل في مستقبل أفضل، يعيد معه الكرة الكويتية إلى المكانة التي تستحقها.
لجنة لتطوير منظومة التحكيم
مبارك الخالدي
علمت «الأنباء» ان رئيس اتحاد كرة القدم عبدالله الشاهين طلب تشكيل لجنة مختصة لعمل اختبارات شاملة وتقييم مستوى جميع الحكام العاملين باتحاد كرة القدم. ويأتي هذا التوجه حرصا من الشاهين على تطوير منظومة عمل الحكام.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر لـ«الأنباء» أن هذه الاختبارات ستشمل اللغة الانجليزية لتحقيق قفزة نوعية في أداء الحكام أسوة بما هو معمول به في الاتحادات الاخرى.
جدير بالذكر أن تطوير أداء الحكام كان أحد العناوين الرئيسية لرؤية 2030 التي أعلن عنها الشاهين في مؤتمر صحافي مساء الخميس الماضي لتطوير الكرة الكويتية.
البداية من «الصفر»
زكي عثمان
ما حدث خلال الأسبوع الماضي من خروج «حزين» لمنتخبنا الوطني من تصفيات كأس أمم آسيا وهو يلعب بين جماهيره، بخسارة موجعة من «النشامى» بثلاثية نظيفة، كان نتيجة طبيعية لما آلت إليه الأوضاع على الساحة بعد سنوات من التخبط انطلقت شرارتها من «التوقف الرياضي» في 2015 ومرورا بتعديل النظام الأساسي لاتحاد الكرة.
وبالطبع، تخلل تلك السنوات العديد من السقطات في مناسبات وبطولات مختلفة، مما أكد للجميع أن المنظومة برمتها تحتاج إلى تغيير جذري ظهرت ملامحه بانتخاب مجلس إدارة جديد لأول مرة في تاريخ الكرة الكويتية، لتكون البداية من «الصفر»، وهو الأمر الذي انتظره عشاق «الأزرق» منذ سنوات وتحقق مساء الخميس حين خرج علينا اتحاد الكرة خلال مؤتمر صحافي لرئيسه عبدالله الشاهين طارحا رؤية طموحة لمستقبل جديد لـ «كرتنا» وهو ما سبق أن أشرنا إليه في مقالين سابقين بعنوان: «من ينتشل كرتنا؟» و«بدر.. ما عليك لوم.. لكن حان وقت الرحيل».
وللتذكير تتمثل أبرز أهداف تلك الاستراتيجية في:
٭ الرغبة في التأهل إلى كأس العالم 2030
٭ إصلاح شامل للمنظومة الكروية حسب فلسفة واضحة متأصلة تطبق من خلال جميع الفئات السنية في الأندية والأكاديميات وبجميع المسابقات الوطنية.
٭ تهيئة الأجيال القادمة من اللاعبين بخلق بيئة مناسبة ومسار واضح لهم للتفوق.
٭ تصميم مسابقات تنافسية تصقل مهارات المواهب الشابة عن طريق زيادة عدد المباريات ومدة اللعب الفعلي.
٭ تطبيق دوري المحترفين الجديد خلال عامين، وتطبيق عهد احترافي جديد من شأنه أن يوفر للاعب التفرغ والتركيز اللازم في الملعب.
٭ بناء شراكة قوية مع الوزارات والأندية والمدارس والجامعات والأكاديميات.
٭ توطيد العلاقة مع الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي لضمان الحصول على الدعم المالي وغير المالي لتحقيق تلك الأهداف.
ما سمعناه من محاور للاستراتيجية الجديدة أمر يدعو إلى «الفخر» بوجود تلك الأفكار التي ستعالج سنوات عجاف من الإهمال «الكروي» وتضع «كرتنا» من جديد على المسار الصحيح بعد أن وصلت إلى «القاع» بجدارة.. وليس هناك ما يدعو إلى الغضب مما وصلنا إليه لأن القادم افضل بإذن الله بشرط أن تتكاتف الجهود في تحقيق تلك الرؤية على أرض الواقع، ولم لا، فالأمر قد يبدو معقدا بعض الشيء ولكن بالعزيمة وهمة المخلصين ستتحقق العودة المرجوة لـ «الأزرق».
أخيرا.. البداية من «الصفر» ليس عيبا.. ولا حرج في الاطلاع على تجارب الآخرين للاستفادة منها ورسم الأسلوب الأمثل لتنفيذها في الكويت.. ولكن «العيب» الأكبر أن يكون منتخبنا الأولمبي في مهمة وطنية أثناء مشاركته في كأس آسيا تحت 23 سنة في أوزبكستان وهي مهمة تحتاج تكاتف الجميع، ويفاجأ لاعبونا بأن بعض الجهات لا تعترف بخطابات «التفرغ الرياضي»، مما دفع بعض اللاعبين للاعتذار عن عدم التواجد مع المنتخب الأولمبي بعد رفض تأجيل اختباراتهم، في إشارة واضحة لعدم الاعتراف بهذا التفرغ الرياضي، وهو أمر يدعو للاستغراب بسبب «انفصام الشخصية» لدى بعض الجهات التي «تتغافل» دورها الوطني في تلك البطولات، ويطرح تساؤلا مشروعا عن المتسبب فيه.. وكيف يعالج مستقبلا لضمان حقوق أبنائنا ممن يمثلون وطنهم؟